

حماس أبحرت, في زورق نجباء الديبلوماسية .
كتب إبن الجنوب
هناك من تؤلمه نجاحات حماس و إختراقاتها الديبلوماسية حتى و إن تظلل بنتائجها, كنائب رئيس إتحاد البرلمانات العربية ,السيد مصطفى الفقى , الذي سيغادر مكتبه ,و يظهر علينا من غزة, و لو أنه من المغضوبين عليهم و رفضت الأهرام نشر مقالا له ,بل إتركنا نسميها مقاطعة فقط ! لأنه كتب بأنه معجب بإستاذنا محمد حسنين هيكل, !! ولماذا السيد عمرو موسى لم يزرها هو أيضا مع جورج غالواي في قافلة شريان الحياة ,و بقى متفرجا مبتلعا لسانه , هذه المبادرة منه اليوم ,لا تعدو كونها حقا, مصمصة شفايف .
هناك أيضا من يغير من الدور التركي , ليقول لنا تركيا لم تقدم من الشهداء ما قدمناه ,و يخير إستقبال جو بايدن للتنسيق حول الوجه الآخر للحصار , بمعية أبو الغيض الذي سيموت بغيضه, مشكلته الوحيدة إيران ,و ليس العدو الصهيوني !!
لست من مؤيدي تركيا لأسباب تاريخية,منها, إنطلاق هزائمنا, و فقداننا لفلسطين, مؤقتا, بإحتلال نازي صهيوني قبل به آتاتورك ,عسكري جاهل, وضيع ,عربيد ,و زير نساء, في قسمة سايس بيكو, و لست أيضا من نفس إيديولوجيا حماس التي إكن لها كل إلإحترام و التقدير , لتمسكها بالشرعية الشعبية , و لكني أحمل قلما نزيها و ليس مسيسا و لا مرتزقا, و هنا أرد على نقاد المقال ما قبل الأخير.
لما نقول شكرا لتركيا التي ترفض أن بواخرا تحمل علمها يقع الإعتداء عليها , و هو موقف يضعها في فرصة الذهاب إلى الحرب ,ما نطلق عليه ديبلوماسيا عبارة casus-belli, و أعطتنا صورة لا لبس عليها في فن السياسة و قدرتها على أن يحسب لها حساب , و ليست هذه المرة الأولى ,فقد سبق لها أن هددت بلدا عربيا , إن لم تغلق معسكرات عبد الله أوجلان و تطرده في ظرف أسبوع ,وكان لها ما ارادت, و البقية تعرفونها.
تصوروا لحظة, قوات الحرس الثوري الإيراني , البسدران, وحداتها تقوم بإنزال على ظهر باخرة بريطانية في عرض المياه الدولية, و تعرف أنها تحمل عتادا للعدو الصهيوني لقتل أطفالنا في غزة ,و بدون قرار من الشرعية , لكنا في فرضية casus –belli و دخلنا الحرب بكل تأكيد , و ما دام الورم و الدمل لم يستاصلا ,ذاهبون إلى الحرب .و كل ما نشاهده, تعزيز قواعد و جلب التأييد.
لن تتاخر حتى تلك القوى التي لم تشاطر توجهات حماس, في الوقوف بجانبها ,لصبرها منذ سنوات ,ضد ما لحقها من ظلم و سرقة إنتصاراتها من طرف هؤلاء الذين يريدون الآن الحصول على مقعد على زورق حماس, التي إعتذرت, إنها لا تحمل إلا النجباء , أما هؤلاء الذين ساندوا العنجهية الصهيونية, و يدعون إلى المصالحة المسمومة, بحجة أنه آن ألآوان و الوقت الأفضل, بينما غزة أقرب لهم من ميتشل و مبارك و جو بايدن ,ليفتشوا عن محطة أخرى, يمتطون منها أحد أرتال الخيبة .
نقرأ اليوم بالبونت العريض على صحافة الريس مبارك عناوين مثل ...مبارك يطلب رفع الحصار فورا عن غزة... !!! بعد أن مورست على شعب غزة أبشع أنواع الإبتزاز, و لم تخرج حماس عن صبر, نادرا ما تحلى به ديبلوماسي سويدي !! حتى أن الصحفية الأمريكية البالغة من العمر 90 عاما, كبيرة مراسلي البيت الأبيض, لكل متابعي المباشر في كل المؤتمرات الصحفية, لكل الرؤساء, من إيزنهاور حتى أوباما, يعرف هيلين توماس, صرخت أمس ,و نفذ صبرها قائلة ...على الإسرائليين أن يعودوا إلى بلدانهم, بولونيا, ألمانيا ,الولايات المتحدة ,روسيا, شمال أفريقيا ...هذا هو التغلغل الإيجابي من ديبلوماسية حماس, أينما تمكنت من التغلغل .
حماس إعتبرت حصار الأخوة حالات شغب و ذهبت إلى ساحات أخرى أنجع لها سياسيا ,و نجحت في رهانها, بينما نحن لم نستغرب إزدواجية الخطاب العربي ,لأننا نحمل قناعة أن حكامنا عن بكرة أبيهم خليط من صناعة أمريكية و صهيونية و ماكانوا قادرين على إطلاق سراح أي ناشط لولا هذا التحول الديبلوماسي لمحاصرة الحصار, فسقط الحصار, و حمل حقيبته المستر جو بايدنداخلها ما يسميه سبل تعديل الحصار , فأرغمته حماس على قبول الحل الحمساوي, سقوط الحصار ..نعم حماس أرغمت العدو على قبول السقوط ,و سماه العدو سبل تعديل الحصار !! نجحت حماس بشهادة العدو و على لسان القبيحة تسيبي ليفني , صديقة أبو الغيض, قائلة ...هذه حكومة نزيد من عزلة إسرائيل ديبلوماسيا, أما قطر فطلبت من بن يمين بن أيلي عازر وزير تجارة العدو المغادرة , لأتها غير قادرة على تأمين حمايته ,فالشعب القطرى إنتفض على جرائم العدو , و يريد طرده ,و هذا ما كان حسب أصدقائنا على عين المكان.
.أنا لا يسعني إلا أن أنحني أمام حماس ,كالكثير من ملايين العرب حول العالم ,و لسنا بالضرورة من المنتسبين إلى حماس, ماذا يريدون أكثر من حماس مؤمنة بوضوح خطها , و لم نشاهد أي تذبذب في خطها السياسى و مانعت و صمدت في الدخول إلى مصيدة أوسلو, الخبث العظيم , بلبلة المنطقة, إدخال الفوضى, و كسر اللحمة الفلسطينية, و صدقت حماس في تحليلها السياسيى, عندما قاومت كل المغريات , و تكبدت إهانات المعابر ,حيث لا زلنا نتذكر كيف إهانوا الشعب الفلسطينيى في شخص رئيسه الشرعي, على المعبر, لقطة سجلها له التاريخ و هو صابر على إحدى صخرات المعبر, هذه لا ينساها العرب, و ثابر الرجل و تحمل من أجل شعبه, أما نحن المتكؤون على عصا العودة, إزددنا قناعة بصيانة مفاتيح بيوتنا, لأن العودة لم تعد حلما ,هناك إقتناعا عالميا الآن, إن مظلمة تاريخية حلت بالشعب الفلسطينى ,و ما صرخة هيلين توماس, كبيرة مراسلي البيت البيض إلا تطورا عظيما, نتيجة نجباء ديبلوماسية حماس ,.لمن يعرف كبار رجالات و نساء الصحافة الأمريكية, يقدر حجم الضربة التي لحقت بالعدو إعلاميا.
هاتو لي صرخة واحدة منذ غصن الزيتون إلى الآن, جاءت بها جماعة أوسلو الملعونة, .من أبي العز شهر رمضان قاديروف الشيشاني , حتى كبير المفاوضين, مرورا بنبيل عمرو.
إنى أرى حسب الوضع الراهن, أن الكثير من الرؤوس ستسقط سقوطا مدويا, كل المنطقة لن تسلم ,,إبتداء من إهنزاز غير مسبوق لدى العدو, و ما التراجع حول مسلسل ما سوقوه لنا حول غلق المعبر, إلا أول سقوط سياسى لمنطق لا يؤمن بمواجهة الحقيقة , نعم سقطت حالة المشاركة في الحصار, و البقية آتية ,لأن من يجهل التشابك العائلي الفلسطيني المصري وثيقا , حتى أنك لا تستطيع معرفة الفلسطيني من المصري.
هنا لا بد من كلمة حق ,و نتمسك بالنزاهة السياسية كعادتنا ,لا يمكن أن نحمل مبارك كل المسؤولية عن الحصار, لو إحتضنه الرؤساء و الملوك العرب و المسلمين ,لما أقدم على ما أقدم عليه ,لأن ما حصل للشعب الفلسطينى نتيجة تكليف من الحكام العرب , و أخذوا أماكنهم يتفرجون على حرقه ,من على مذبح التكليف المسموم .
حماس بذكاء سياسيين شباب ,من طراز الزهاد في الحياة , و بهرجتها ,ولدوا العطاء, طبعا دون ان ننسى أن في كل الحركات السياسية هناك فسادا , قدموا لي حركة سياسية و احدة سالمة من الفساد.
نشاهد نزولا رهيبا لهذه الدويلة و خط سياسي في تصاعد لحماس .
تخطينا قضية حصار غزة الآن ,هذه ورائنا, اصبحت غزة قضية العالم في القارات الخمسة , و سيجتمع يوم 14 من هذا الشهر وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي ,حيث أدرجت على جدول أعمال وزراء الإتحاد, غزة و حصارها كنقطة ثانية ,هذا النجاح يا بلاش !! نجحت قيادة فلسطينية في توحيد العالم ضد جرائم العدو !! هل نستطيع المحافظة على إنتصاراتنا هذا موضوع آخر سألتنى صحفية ? و تسائلت ايضا هل المونديال سيغطى على إنتصاراتنا و مسيرتنا ? إه طبعا, نحن إشترينا حقوق البث و أرسلنا المبعوثين و تقاقم عجزنا المالي عن قصد, و بإيعاز حتى ,تخمد الحماس العربي.
كتاباتنا إخوتي في العروبة تبدو معتدلة للذين ينتقدوننا ,مقارنة بما كتبته, الغارديان و الإنديبندانت أو الدايلي ميرور البريطانية غرة حزيران .
..إننا أمام مسؤولية إخلاقية لرؤساء عربا, صناعةأمريكية , خرجوا من التاريخ, و لكن هل دخلوا التاريخ العربي ?.
خط الصهاينة في نزول مستمر و التراجع وراء التراجع, ألم نكتب على أعمدة هذه الصحيفة, إن التفوق العسكري لا قيمة له ما لم يكن مصحوبا بإيمان في القضية, و متى كان للصوص إيمانا .
حماس عرفت أن الدماء وحدها لا تكفي, بل ينبغي توظيف المقاومة بكل أشكالها , فكانت شريان الحياة و أسطول الحياة و ما شاهده العالم و إفتضح الكبير و الصغير و القزم , و في أقل من شهر سينطلق إسطول شهيد الخيانة و العملاءناجي العلي. و التستمر حماس في فضح العدو بحريا و بريا لأنه من وجع الحرمان يولد العطاء . و ستعطي هذه القيادة حق شعبها في الحرية و الإستقلال و نكون بجانبك يا شعب و نحتفل بإستقلالك
إمنيتي الآن ان يصمت الرؤساء العرب ,ما بدنا منهم و لا حاجة , و لكن عندما تطالعنا بعض صحف فريدمان بن عبد العزيز بوبائها, لن نصمت و سنقطع ألسنتهم باقلامنا .
حماس أصبحت تجمع كل أصناف الصمود, و لم نخطئ عندما أطلقنا على شعبها شعب هانوي العرب .
شعب غزة هزم الصهاينة فقط لأنه عندما تكون المرجعية للشعوب لا خيار أمام العدو أو الخصم إلا أن يلوذ بالفرار .
و عندما تكون المرجعية للشعوب ,قررت الكويت الخروج من مبادرة فريدمان بن عبد العزيز, لأن الكويت لها مرجعية شعبية متمثلة في مجلس أمة, رضخت له الحكومة, و كان بعض نوابها على ظهر إسطول الحرية , و ليست منة من العائلة المالكة و لا من جار الله و صحيفته و بذاءة لسانه و إفترائه و كذبه .
من كان يعتقد في كسر هذا الحصار قبل 31 أيار ? من كان يعتقد في هكذا إنسحاب مدوي لحليف النتن ياهو الريس مبارك ’ ? .
هذه نضاف إلى كل الإختراقات التي حصلت و ستحصل بمشيئة الله و رجالات حماس , هذا هو العبور العظيم لقارب حماس ,حاملة نجياء ديبلوماسيته ,هذه هي إحدى قواعد التحرير, أما أولائك الذين لا زالوا يتشدقون بأغنية , رئيسنا, ملاح ,عامل و فلاح . نطلب لهم الهداية
الصهاينة سيحولون قدر مستطاعهم نقطة التحول التي خلقتها حماس و يقومون بالتشويش عليها , فعندما نشاهد القناة الثانية الصهيونية لنعرف عدونا ,تطلع علينا مقدمة برنامج إخباري, عروس شتايم ,بصور اقمار إصطناعية, و صواريخ مخبأة ,في بلدة إدراء هناك بالشمال الشرقي لدمشق, في إنتظار أخذ الطريق إلى حزب الله !!كهدية من إيران ,و حزب الله بصدد بناء حائط لمنع هجمة عسكرية صهيونية !! . حتى إذا إفترضنا أخبارهم صحيحة, لماذا لا يحق لنا ما يفعله العدو ? من جلب كل خردة التسليح العالمي من كبير الشياطين أوباما و إدارته, فهو أرجعته إدارته إلى أصوله ,عبيدا لها ,خادم مصالحها .
الصهاينة سيحولوا أنظار العالم عن هزائمهم, و سيتباكون كالعادة, أنهم محاطون بملايين الأعداء, سينتحبون خوفا من إيران و سوريا و سيد المقاومة و حماس و الجهاد و كل الجبهات الفلسطينية .
ليس هناك حلا سحريا لقضية الشعب الفلسطينى , كل يعود إلى بلاده , كل الصهاينة يعودون من حيث أتوا مع أطفالهم و أحفادهم , مسؤولية الغرب و ليست مسؤوليتنا البحث عن مكان لهم ,نحن لا تعترف إلا بالتعايش بين ابناء هذا البلد, من كافة الملل و الديانات على أرض حرية المعتقدات.
نحن لنا قناعة, أبحرت بنا حماس إلى شاطئ, قربنا من شواطئ غزة, بورك فيها ,حتى و إن لم نكن من خطها السياسيى .
تصبحون على خير.
نعود و نلتقى بعد المونديال إن شاء الله
إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com