


خبز و ماء, و أربعة نساء, لا...
كتب إبن الجنوب,
بادىء ذي بدء , لا بد أن نندد بقطع البث على وسيلة إعلام , سواء كنا مع أو ضد , و لمنع وصول الحاكم إلى هكذا سلوك, كان لا بد للحاكم أن يتنفس ديمقراطية, و يفكر ديمقراطية, ووجباته اليومية لا بد لها من طبق مفتحات يسمى ديمقراطية.
من يخاف من الإعلام , لا يستحق الإنخراط في العمل السياسيى, ألم يهدد بوش بمحق من فضحت غزوه البربري للعراق 19 آذار 2003 ,و هذا الحضر الإعلامي في تونس ,لم يمنع من السقوط المدوي, لزعيم عصابة على بابا .
لا يمكن لأي إعلامي اليوم التنصل من هكذا مسؤولية .
لم ألاحظ في معرض الصحافة, من يعتذر للشعب عن تآمر الإعلام و تواطئه ضده مع الحاكم, و لكني وجدت بالأمس بين الصحف التي وزعت علينا, مقالا من رئيس تحرير صحيفة ناطقة بالفرنسية La Presse يعتذر لقرائه عن المغالطات و اسبابها .
Les titres pompeux, les fausses informations sur l'état de la démocratie, des libertés et des droits de l'Homme, les éditoriaux creux, les attaques indécentes contre certains opposants étaient source d'amertume quotidienne pour les journalistes. Leur impuissance à influer sur l'orientation du journal était d'autant plus frustrante que leur travail de journaliste était l'unique source de revenu
.
الترجمة
*
العناوين بالبونت العريض , الأخبار المغلوطة, عن حالة الديمقراطية الحريات و حقوق الإنسان التعليقات الجوفاء التهجم اللاأخلاقي ; عن بعض المعارضين ; كانت مصدر قلق يومي للصحافيين .
عدم قدرتهم على التأثير على توجهات الصحيفة ; كانت أكثر غما ;خاصة و أن العمل الصحفي كان مصدر رزقهم الوحيد.
لذلك أنا كتبت في عديد المقالات ;علينا أن نفرق بين الصحفي و المرتزق الصحفي ;و هذه مشكلة ;حلها الوحيد بين يدي القارئ الكريم ; في التبرع لصحيفته ; لتتمكن من العيش و تبقى حرية الكلمة سيدة الموقف ;و على الأقلام أن تتحرك دون أن ترتزق و نترك الصحيفة كمصدر عيش لطاقمها الإداري ;لأننا شاهدنا الصحف الحزبية ,في مصر و تونس و البقية آتية تهاوت ,مثل الدستور, عندما كان يمولها زعيم حزب الوفد المصري, و الحرية التونسية عندما كان يمولها حزب التجمع التونسي إلخ...هذا موضوع لا بد من الرجوع إليه ,عندما تنتهي التغطية المتواصلة لثورتك أخي العربي, و بالطبع كيف لا ننقل لك وصول زعيم تونسي لحركة النهضة الإسلامية, أرجعه شعبه, و لم يرجع على ظهر دبابة الغزاة للعراق أو من إعتقد بإمكانه إيصال وجوه أخرى ,على دبابة صهيونية إلى هانوي العرب.
حطت طائرة بريتش إيرويز الرحلة 2886 , على مدارج مطار تونس قرطاج, 9 كلم عن الشمال الشرقي للعاصمة.
كانت الساعة 13.30 بتوقيت هانوي العرب, من بين المسافرين شخصية بارزة, زعيم الحركة الإسلامية النهضة, قادمة من غاتويك 45 كلم جنوب وسط لندن, كما تفردت بنشر خبر هذا الرجوع صحيفتكم , في مقال يوم 28.01.11 تحت عنوان... ماذا تعني...
إحقاقا للحق لم يطل خروجنا من المطار, و رائحة جديدة طيبة, فاحت في كل إرجاء المطار, آلاف من المرحبين بزعيمهم و زغاريد المرحبات ,بحجابهن سيد الموقف, جابهتهن نسوة أخريات, أخرجن لافتات تنادي ...خبز و ماء و أربعة نساء لا..
.أه طبعا كل يناضل , من أجل إلإحتفاظ بمكاسبه ,رد عليهن رجا ل من الشباب بلافتات .... النساء في الكوجينة ....النساء في الكوجينة ...
.الله,الله, يعني الحياة كلها تدور حول محيط البطن و ضواحيه, هناك تدور المعارك الكبرى ,هناك ساحة الوغي, التي برع فيها العرب و الطليان و الفرنساويين, من بن علي إلى سركوزي ,مرورا ببرلسكوني , و في هذا الصدد نقدم لكم إحدى هذه المعارك غدا, إستعملت فيها كل الأسلحة للمداهمات و الصواريخ القريبة المدى , و العلم عند رب العزة, عن مدى صحتها ثم لدى ويكيليكس .
نتسائل, هل سيعيش الشعب التونسي في دوامة التسيس كحالنا ? أم يهئ لحياة سياسية ستدب فيها خيارات شعب, بعد التحنيط , و آمل أن لا نشاهد نكسة ,لأني أعيش نفس التغطية, التي قمت بها لهيئة أخبار القنال العالمي تشرين الثاني 1987 و ما أن برزت كل القيادات المعارضةلأبورقيبة , , من تحت الأرض ,حتى ألقى شبكة صياد ماهر, أحكم الغلق و البقية تعرفونها.
لم تشفع للغنوشى قوله ...ربي فوق, و من بعده بن علي...غابت عنه المخططات الشيطانية لبن علي.
أزم و عفن الوضع ,ملأ السجون كوزير للداخلية, ثم بعد شهرين من تكليفه بالحكومة قام بإنقلابه, و أطلق سراح كل من وضعهم بالسجن ,كهديته للشعب , يوم السبت 07.11.1987 ,و عندئذ كانت أول مرة يطلق فيها شعار ,ثورة الياسمين ,
و هذا للتاريخ موثق, لدينا, بالصورة و الكلمة , كان وزير الإعلام التونسي , السابق عبد الرزاق الكافي, أول من أطلقها و نحن نحاول أخذ تصريح له ,سويعات بعد الإنقلاب ,و كان يحيط بالرئيس صاحب الإنقلاب آنذاك في سيارته, متجها من وزارة الداخلية إلى السراي الحكومي.
بالأمس زعيم النهضة وسط مناصريه من الآلاف المؤلفة أمام نافورة الماء, خارج المطار, لم يصرح باي كلمة, تستفز أيا كان , بل بالعكس طمأن على تثبثه بنقاط هامة .
*لن اترشح للإنتخابات الرئاسية أو التشريعية.
*قوانين الأسرة جزءا من الإجتهاد الإسلامي و أكدنا على هذا و ليس في برنامجنا إعادة النظر فيه.
و هذا الكلام وجدناه في تصريح له بصحيقة تونسية بتاريخ 17.07.88
تطمينات يبدو أنها لم تقنع أقلام ,تحمل افكارا إقصائية, من شباب لم يقرا تاريخ بلاده ,و لم يسمح له في الجامعات ,خاصة تلك التي تدرس علوم الإخبار و الصحافة بتحليل حيادي لسياسة البلد .
شباب ضحية أساتذة مجرمون, في حق الشعب التونسي, شهود الزور, عن تاريخ أمة و شعب, و هنا لا بد من الإشادة بالرفيق الشيوعي أحمد إبراهيم , وزير التعليم العالي, الذي رحل كل طاقمه, من مدير الديوان إلى أصغر مستشار, و الله هذا وزير سنصدره إلى لبنان ليخفض عجز الميزان التجاري التونسي , سنجعل الوزراء يدخلون سوق, الماركاتو, كلاعبي كرة القدم .
و لو صدرنا زعيم التهضة ,و إنخرط في الماركاتو, هل هناك من يشتريه ? الله أعلم.هذا حارس مرمى من طراز رفيع.
كانت قبل العودة, وصلتنا تقارير حول الهجمة التي واجهت بها قوات الأمن, المعتصمون أمام السراي الحكومي
و لكن بدأ اعلام تونسي و فرنسى يهيج الراي العام فإذاعة شمس, المملوكة لإبنة الرئيس المخلوع, و مديرها ليس إلا واجهة ,كما هو حال إذاعة موزاييك إلخ...
إذاعة شمس قامت في نقاش ,حال وصول زعيم النهضة فإستدعت له, 3 مناوئين ,في تمشي يتنافي و المهنة الصحفية, كان المفروض ,إستدعاء, ممثل لحركة النهضة, أو في صورة التعذر, ننبه المستمعين, أننا قمنا بإستدعاء ممثل, عنهم, رفض, لم يتمكن, إلخ...و كان من الأمانة و النزاهة السياسية, الخصم السياسيى أمام هكذا غياب لطرف, لم يستدعى رفض الخوض في الموضوع ,لأنهم يديرون الحوار دون إتجاه معاكس.
إذا أضفنا على هذه الحملة ,ما جرى يوم الجمعة , حسب العديد من الإشارات التي رصدها غيرنا
كان للخبر الذي نشرناه على أعمدة صحيفتكم بتاريخ 28.01.11 تحت عنوان ...ماذا تعني عودة... و تم بث إشاعات حول تاخيره و هو التكتيك المتبع في الأنظمة البوليسية, و بقايا صحفه المترنحة , و أعدكم بمدكم بأسمائها حال السقوط, و قراه البوليس التونسي, المنشر في كل سفارات العالم , و خاصة هذا المعتمد لدى شبح السلطة برام الله , و تل ابيب , وقع الصاعقة ,تقدمت فلوله مطيحة بالقرار السياسيى و فرضت القرار الأمني .
اليوم دنيا الوطن تقدم لكم ظروف التآمر على المعتصمين, أمام السراي الحكومي ,بالقصبة ,و يا له من تزامن, مع جمعة الغضب .
الجمعة 28 يناير الساعة الواحدة بعد الزوال , مع إقتراب صلاة الجمعة , و إنصراف المعتصمين إلى جامع الزيتونة المجاور, و بينما كان الوضع هادئا , تراجع العسكر, و رفع الأسلاك الشائكة .
في تلك اللحظة ,تحركت بإعداد مهولة قوات البوليس, و فرقة الأنياب , بوحشية كانت واضحة, كل الشراسة على وجوههم وراء خوذاتهم.
الساعة 16.00 و عشرة دقائق ,خاطب أحد اعضاء عمادة المحامين, و رابطة حقوق الإنسان ,مباشرة الوزير الأول, شابور بختيار تونس, و اضعة إياه في الوضع, بعد أن وعدهم بقبول وفد من المعتصمين ,و ليرفع الإعتصام بكل تحضر, ثم يعودون إلى أريافهم.
نفس الخطاب كان لوزير الداخلية القاضي السابق في نظام المخلوع بن علي .
كذب الوزير على المعصمين ,لأنه في تلك اللحظة ,كان مجتمعا مع الحاكم العسكري رشيد عمار في مكتبه , و تم التنسيق بينهم على الهجوم.
راجعوا مقالنا الجنرال أسقط بن علي و لم يسقط النظام .
عنف غير متكافئ , مع صناع الثورة, جاؤوا إلى العاصمة ,ليقولوا لم تأتونا إلى أريافنا ,جئناكم نحن إلى السراي الحكومي.
النتيجة كانت ,لا نريدكم ,لا نستقبلكم , إرجعوا إلى أريافكم
الحقرة, الحقرة, التي ستولعها مرة أخرى , و عندئذ ما كل ما تتمانه المرأة تناله, و سينضم هؤلاء إلى النهضة الإسلامية لعلها تخرجهم من بؤسهم .
رجعوا إلى أريافهم ,و صدورهم مملوؤة, حرقة و مرارة, من الذين إمتطوا ثورتهم ,من كل هؤلاء الوزراء .
رجعوا و لم يحصلوا على وزير يعينونه , من جهتهم يحرك أـمورها .
هذه حكومة ستصلى سعيرا, لأنها فرطت في لحظة أمل.
التوانسة حسب رأيى, إن لم يعودوا إلى حضن الثورة, فسيعودون إلى حضن النهضة الإسلامية, حيث يحن فؤاد المحرومين و المسحوقين, ليس حبا في النهضة, و لكن نكالة في شابور بختيار تونس, و هذه الزمرة التى وضعها على مقاس الجيش ..
سيدب الحنين إلى الأفئدة ,حنين البساتين إلى المطر, و لا ينفع ...خبز و ماء و أربعة نساء لا...
تصبحون على خير
إبن الجنوب
www.baalabaki.blogspot.com