2015/11/20

اليمن يقاوم الإبتلاع


كتب :إبن الجنوب

كلما إختلف العرب  من أجل قراءة صحيحة لأي موضوع و مفهومه الذي ليس بالضرورة أن يكون عليه توافق,  لا يصب هذه الأيام على الأقل  في مصالح كل المجتمعات, و إن توصلنا إلى بريق شبه توافق, إلا و أسقط المتجبر قبضته على أم راس الضعيف ,خاصة من قبل الجيران, ثم لا يستحون يقولون لنا النبي صلعم أوصى بالجار .
الإختلاف دائما  لم يكن في مصلحة الوطن , و لا المواطن العربي, الذي إبتلي  بعصابة لصوص تحكمه  ,فأصبح مثلهم لصا,عندما تسمح له الفرصة ,متحايلا, فاسدا  ,و في هذا الصدد, كتبت سابقا حول اليمن الذي زرته أيام كان حبيب قلبنا المرحوم الشاذلي زوكار سفيرا ,و سعدنا في اليمن الذي لم يبقى سعيدا بالسليقة, الذي لن يصبح في يوم من الأيام مع حقوق الإنسان بقراءة غربية ,بحكم المنطقة ,و تراثها و تقاليدها,أتذكر أن وزير خارجية سابق لليمن قال لي في إحدى العواصم الأوروبية ....محظوظون أنتم بالمغرب, الجزائر ,و تونس ,سألته و كيف يكون هذا ?فرد قائلا ..لأنه وقع إستعماركم  فرنسيا, فتعلمتم ثقافة أخرى,  ليس ثقافة الأئمة و العهد الحجري....أخذتم لقاحا عالميا, إلى هذا الحد إشتاق بعضنا إلى طعم الإستعمار لكثرة ما أذاقهم الجار السعودي من ظلم,عقابا على إقترابهم من الناصرية سنة ,1962 لبلد خرج من الإمامة الرجعية المدعومة سعوديا, بفساده,  فنمى الفساد,رويدا رويدا, و دخلنا منظومة كلبتوغراسي Kleptocratie و تم رفض إنضمام اليمن إلى حلقة المشائخ ,لأنهم أرادوه أن يأتى راكعا ,قابلا المشروع الوهابى, واليمن يصبح مستوطنة سعودية .
الرفض المستميت لليمنيين للوهابية, تسللت منه إيران,  بعد إنتشار الزيدية ,و هي ذات مرجعية شيعية ,فكانت المواجهة من جراء السياسة السعودية العفنة, التى تأتمر بأوامر اسيادها, فإنتشر الإرهاب, و تفكك اليمن , بل تصومل, و لم يعد ينقص الجوقة سوي جون كيرى يصلي مع الشباب المعتدل حسب قوله و هو ما نشاهده مع الشباب الصومالي, يتوسطهم  في دور إمام في حلقة درس وهابي.مريكانى.
منذ 9 أشهر اليمن يعيش المحرقة, لإجباره على قبول الحكم الآخر السعودي, الغارق في رمال اليمن و جباله و مغاوره الوعرة, و ليس همه داعش, بل أولويته دك اليمن دكا,  نفس التكتيك الذي شرحه جون كيري مساء الإثنين  للقناة الثانية الفرنسية فيما خص سوريا حيث قال ...الشرط الغير قابل للتفاوض قبولها الجلوس مع المعارضة المعتدلة يعنى النظام السوري, و هو تغييرا °180....فرزنامة حول الإنتقال السياسي !!!!!
بمعنى آخر إذا كنتم تريدون طرد داعش ,عليكم  إزاحة بشار  ,و هذا عهد به إلى تركيا,السعودية ,الإمارات ,الإردن, إذن ليست هناك نية حقيقة في القضاء على داعش, راينا الطائرات الروسية و الفرنسية في عمليات إستعراض جوي,  و المريكان ليسوا متحمسين, لهم حساباتهم .
و هناك شرطا آخر  يقول أما إذا أردتم الحسم مع خلايا القاعدة باليمن التى فجرت من شواطئها في عدن  12 تشرين  الأول سنة 2000 باخرة أمريكية 14 قتيلا و 50 جريحا عليكم ترك السعودية تحرق تقتل و إغمضوا عيونكم بترك آل سعود يستعمل القبضة الحديدية و نحن نوفر له الصور الجوية و نغمض العين عن تجارة تهريب النفط لفائدة داعش بين العراق و سوريا و يجنى 50 مليون دولار و يسوق البرميل ب 35 دولار  و يستخرج 30 ألف برميلا يوميا من 161 حقلا إذن ترك اليمن يدك دكا في نطاق سباق للسيطرة على المنطقة و تر ك السعودية غارقة في اليمن فتسعد داعش بعدم تجفيف المنابع وغابت الوكالات الغير حكومية من الشاشة  و إلى الشاشة يرجعون لها أسبابها لعدم بث المجازر لا تغطية صحفية عن الجرائم لأن الضمائر تباع و تشترى و هذا الدمية السعودية عبد ربه منصور هادي الذي يلعب دور بيتان الفرنسي يطول لسانه فيقول في مؤتمر "حوار الرياض" ، إلى أن المليشيا الانقلابية أعلنت حربها الهمجية ضد المدنيين الرافضين لمشروعهم وأجندتهم الدخيلة ، متعهداً بمواصلة دعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية !!!!لتحقيق الانتصارات !!!!وتطهير كافة المدن والمحافظات التي تتواجد فيها المليشيا الانقلابية...كلام كاذب و الرجل يعرف جيدا أن بلاده كحال فرنسا أبان حكم فيشي !, هو متواطئ و خائن للشعب و هذا ما أرادته السعودية و تركيا لبشار دمية في ايديهما
هكذا نرى قله الخبرة للملك السعودي الشرس المتهور كان يجب أن تعرف المملكة العربية السعودية حليفة أميركا منذ أيام  من إستولي على الحجاز ا عبد العزيز أنها بقلّة تبصّرها و بعدم قراءاتها للأوضاع في المنطقة، وغياب الاستشراف المستقبلي عندها أو بثقتها المبالغ فيها بأميركا، أن "القاعدة"و داعش وكل المجانين  سيرتدّوا ُ عليها و ستدفع الثمن عندما تنتهي مهمتها و هكذا حال الدنيا.مصالح و لا شئ غير المصالح.و تبقى اليمن وحيدة تقاوم الإبتلاع التقتيل البحر أمامهم و الجار ورائهم.