2012/01/03

خسر بهجة السقوط المتحضر.


خسر بهجة السقوط المتحضر.
 كتب إبن الجنوب,

                   كل الفرص كانت مواتية السنة الفارطة لقطع الطريق عن المتاسلمين , و ماذا فعلنا ؟,أضعنا فرصا عديدة , لجعلهم تحت المظلة الديمقراطية .
شعوب المنطقة خسرت أيضا ,بهجة السقوط المتحضر للأسد, و عبد الله صالح, و غيرهما ,بظهور اصحاب اللحى المتدلية , التى خرجت من جحورها , بعدما كانت ترتعش  خوفا , ليست لنا خصومة مع اللحى الأنيقة , و لكن إذا أضيفت إليها ,عبابيث منقبة  على الطريقة الأفغانية ,التى ليست من تقاليد العرب , يصبح المشهد مخيفا , و باعثا على كبح جماح المستثمرين  الممولين ,  أما إذا أضيفت إليها, نريد حكم الشريعة و الخلافة السادسة !!!, تهاجر المؤسسات الموجود ةعلى ساحة الإستثمارات , و تتوجه لدول آ ىسيا .
,أما ما يزيد الطين بلة   رئيس دولة, بلباس, زي أحمدي نجاد ,نكون جمعنا كل توابل العودة إلى  الوراء  ,و أشد قسوة ,مما كانت عليه بلدان ما قبل ,ما يسمونه ثورة .,
على هذه الأرضية,تخويف و فوضى نشأ إجرام آل  الأسد ,مستغلا  الوضع العربي رغم إرتباكه ,لمزيد من التثبث بالسلطة,  لمعرفته أن الإخوان رغم ما أصابهم من تقتيل سينقضون على السلطة , و نشأ المجلس الوطنى السوري  حسب تقديرى  كواجهة , أوسع حركة معارضة تطمينية   , و لكن يبدو لي أن السائق الخلفى  ,مجموعة الإخوان   السورية بحكومة الظل ,لأن قرار حمل السلاح, ليس من أخلاق معارض كغليون برهان و لا محى الدين اللاذقانى, من   أقطاب معارضة,من مدة طويلة ,و لم أسمع منهما كلاما , يخيفنى ,  كقرار حمل السلاح  ضد أبناء الشعب الذين زج بهم النظام المجرم في أتون التقاتل, و ما يؤكد كلامى , تصريحات عماد الحوت  نائب الجماعة الإسلامية   عندنا  بلبنان  , كقوله   يمكن أن يستمر غليون و يمكن أن يتغير. بمعنى إما أن ينحنى للإملاآتهم  أو سيتغير,ثم خوفي ينبع أيضا  من أن النظام السورى , سيستغل  هذا القرار  و يصور الأمر و كأنه   بين مجموعات مسلحة ,وهو ما يسعد نظام آل الأسد  و يعرقل أي تحرك من الجامعة لحمل الملف إلى مجلس الأمن ,نتيجته الحتمية التقاتل الذي سيحل بالشعب ,و يطالب عندئذ   السوريون بالرحوع إلى خانة البداية ,الذي  سيطر على الأمن المزيف , و عندئذ لا تنفع جمعة الزحف على ساحات الحرية .
ماتعيشه  سوريا اليوم ,بكل بساطة , جاء كردة فعل , و هذه  إحدى مصائبنا, نحن لا نستشرف ,بل نرد الفعل  على فشلنا نحن العلمانيون  في تحليل مفهوم العلمانية, فهى بكل بساطة و لا نمل من شرحها , الفصل بين الدين و السياسة  لا غير, وهي لا تعنى الإلحاد ,فالعلمانيون مواظبون على آداء شعائرهم الدينية ,و هي قضية بينهم و بين خالقهم , ليست في حاجة إلى عصابات النهى عن المنكر و الأمر بالمعروف ,حيث تختلف قرائتنا مع قرائتهم.
لعب النظام السوري بمشاعر الناس من زاوية التخويف,  و مبرزا في إعلامه فوضى ,مصر, ليبيا و تونس, فآل الأسد طائفيون ,يتدثرون بالعلمانية الزائفة , التى لا تمت إلى نبضها الحقيقي بصلة , لشعب 70 بالمئة منهم سنة  ,و بما أنه لا يؤمن بالتناوب  ;  ;  بل بنهاية كنهاية على إبن إبى طالب ,سيعمل على إظهار الإخوان , بانهم الفوضى ,و صولهم للسلطة من خلال إنتخابات نزيهة تؤرق آل الأسد ,و ستكون المجابهة , بل ستصبح حتمية ,بين  المتأسلمين المتسللين كحزب النور بمصر,   و الحكم, أشد ضراوة, من هنا نستنتج قرار حمل السلاح  الذي نادى به المجلس الوطنى السورى, و هو نفس سيناريو  ما يحدث حاليا في ليبيا .; إنجر عنه إزدواجية السلطة   و صعوبة  جمعه الآن ما سمح لحاملى السلاح بالإبتزاز و الخطف و التهور.و يهدد دول الجوار.
أنا لا أنكر أن الشعب السورى,ما زال يحمل قراءة العلمانية بشكل خاطئ,أى  بقراءة قبيلة آل الأسد , و لا أنكر أن أكثر من نصف الشعب السورى , له فكرا إسلاميا حداثى , و كما أسلفنا 70 بالمئة من الشعب سنى , بين إخوان, وهابيون ,سلفيون, تعرضوا إلى إعدامات و تقتيل ,حتى شيوخنا الميامين ,أحياء و أمواتا من الذين إعتقدوا عن حسن نية ,في إمكانية إصلاح نظام فاسد ,دفعوا الثمن,مثل شيخنا عبد الفتاح أبو غدة  ,سليل الصحابي خالد بن الوليد, و رجل بارع  في الفقه المقارن  بين المذاهب , لم يسلم من بطش السلوك المرواغ لآل الأسد , و هو الآن يرقد في مثواه الأخير بمكة المكرمة ,,إعتقد أنه بإمكانه خلق حوار  مع آل الأسد ,كالجامعة العربية اليوم ,ببعثتها إلى دمشق , و عاد شيخنا من قبرص , و إعتقد أن لآل الأسد عهدا و ميثاقا , و لكن, ما أن حل بالمطار ,حتى همس مخابراتى  إلى أحد أفراد العائلة  قائلا ...خذه راسا إلى حلب  دون توقف...و هكذا كانت حلب الشهباء ,شاهدة على نوع الحوار  ...غدر, و سجن, ل 6 أشهر, و إقامة جبرية.ثم منفي.
في السقوط لديكتاتوريات ,هناك سقوطا مدويا ,وسقوطا حضاريا ,و سقوط غدر .
سقوطا مدويا ,كسقوط شاوشيسكو في رومانيا ,في ليلة ليلاء, يوم عيد الميلاد 25 كانون الأول 1989.
سقوطا حضاريا ,كسسقوط نظام ألمانيا الشرقية ,ليلة التاسع من تشرين الثاني 1989.
سقوط غدر ,كسقوط زين الهاربين 14 كانون الثاني 2011.
مع أنها كلها ديكتاتوريات ,كنا نحبذ لو أن طبيب العيون بشار, شاهد بعينيه ,بعد إزالة الغشاوة  ,الثلاثة أحداث , إن لم يعايشها ,كما عايشتها أنا ,و كأنها بالأمس , أن يكون سقوطه ,سقوطا حضاريا ,يترك للشعب إختيار حكامه  ,ليس نكالة فيه, بل عن وعي ,و نحن اليوم تعيش شعوبنا في ما يسمى  الربيع العربي , الديمقراطية النكالة ,يعنى ليس خيارا,على برنامج إقتصادى  ,و لكن من منطلق نكلوا بنا ,سننكل بهم ,و هذه السياسة المدمرة التى ينبغى تفاديها  في بلدان تريد تحريرنفسها  لا إرتهان نفسها ,.إذ بدأت تظهر ملامحها بالأردن  تلك المجابهة الحتمية   ,على شاكلة شباب الولاء و الإنتماء ,الذي دخل  في مشادا ت  كلامية ,و لم يخرج  منها مع الإخوان,  بتهديدهم الآن  بإحراق مكاتبهم , و عندئذ الحكام العرب يجدون أنفسهم, إما أمام سقوط حضارى , و  ونحتفل و إياهم ببهحة السقوط  الحضاري ,وإما  نتركهم يواجهون مصيرهم.
الشعب يريد تجديد و تعويض كل المنظومة التى تقهقرت بنا إلى الوضع المزرى .
نحن نريد إصلاحات جذرية تقطع مع ما عشناه  و ليس خطاب إصلاحات .
نريد أن نتعلم التناوب في كل الميادين, و نلعن التوريث.,و نبعد عنا العابثين بلحاهم ,قبل أن يعبثوا بشعوبنا, و حتى لا نخسر بهجة السقوط المتحضر .
تصبحون على أمن و آمان
إبن الجنوب
www.baalabaki.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: