2010/07/01

أراد إلهائنا بالعبرية...

أراد إلهائنا بالعبرية …

كتب إبن الجنوب…

هناك من المواضيع التي لا يمكن تركها تمر بدون ردة فعل قوية , و قد إسترحنا يومين من مقابلات المونديال , طلع علينا بالأمس مذيع صغير من محطة الجزيرة ,برايه في صحيفة أخينا عبد الباري عطوان ,القدس العربي بالأمس , و بما أني لا أكتب إلا على صحيفة دنيا الوطن حصريا, سيكون الرد على أعمدة هذه الصحيفة, أتحفنا كاتب المقال أن رئيس الحكومة الأسبق لدى التوانسة المرحوم محمد مزالي رحمه الله و أسكنه فراديس جنانه, أقصي من أجل التعريب !!!??و هي التعلة التي سربها البعض مما تبقى من حاشيته التي إنفضت عنه حال غضب الغير مأسوف عليه أبورقيبة .
كاتب المقال بالأمس أفادنا أنه أراد دراسة القانون بالعبرية عفوا بالعربية , فكاتب الوزير, و إذا بالوزير يستدعيه بمكتبه عشية, هكذا بكل بساطة , منحه ما يكفي من مال لدراسة القانون بالعربية بالعراق !!! بعد أن نبهه الوزير مزالي من مغبة الإنخراط في الحيوية السياسية أي حزب البعث , يحزم صاحبنا حقائبه متوجها إلى العراق التي لم يبقى بها إلا بضعة ايام ,ثم عاد إلى بلده و غير مساره إلى الإعلام ,و لم يفلح و لو أراد المرحوم محمد مزالي مساعدته أيضا لعينه مع صديقه الأستاذ أحمد القديدى مدير صحيفة الحزب الحاكم آنذاك .
هاجر إلى باريس صاحبنا كاتب المقال , حيث عمل في مختلف المجالات ,و منها مراسل لصحيفة يومية تونسية ,على ملك أحد إبناء جهته ,هؤلاء يشتمون الثقافة الفرنسية و يريدون التعريب دون تروي و تمحيص , و ينغلقون على إنفسهم, يلجؤون إلى الغرب, و كلهم عن بكرة أبيهم, هذا الذي كتب مقالا بالأمس لدى عبد الباري عطوان, أصبح مذيعا بسيطا بالجزيرة , و أن له أن يرتقي أكثر من ذلك, و هو من صحافة مطأطئى الرؤوس و الإبتسامة المتزلفة مع المستجوب ,و كان آخرها مع أبي العز الفلسطينى شهر رمضان قاديروف الشيشاني , الذي سيطر على المقابلة , و يبدو أن مستشاريه رفضوا أحمد منصورلإدارة الإستجواب, شتان بين هذا و ذاك.
هذا الرجل نشر بالأمس ما يخالف الواقع , حول المرحوم رئيس الحكومة التونسية الأسبق محمد مزالي , الذي لم يكن عروبيا بالمرة, لم تكن وجهنه مشرقية , بالعكس هو يلوم المشرق الذي توضع أمواله بالبنوك الأجنبية , عوض وضعها في بنوكه , نعم نشر مجلة الفكر بأموال دافعى الضرائب و تسلق حولها كالعادة الحاشية الآمرة الناهية , ما يسمونهم المغاربة حراس الوجق , و لا فائدة في ذكر إسمائها ,بحكم إطلاعنا على الوضع, كلما زرنا ذلك البلد الجميل ,و قبح الله الملاحة ,القضية ليست قضية أشخاص ,بقدر ما هي تصحيح تاريخي .
المرحوم محمد مزالي بعد أن خطفته الموت إثر مرض عضال, لم يجد لا العروبة و لا المعربين عندما سقط سياسيا, و طلبت منه دولة الجزائر المغادرة حال دخوله إليها بعد أيام قلائل.
وجد جاك شيراك الذي كان عمدة باريس آنذاك, و منحه شقة و حراسة, لم يكن محمد مزالي ,لا ثائرا عربيا و لا مجاهدا ,خاض عالم السياسة ليس كسياسي, و لكن موظف سياسيى, من قرية أبورقيبة , هو نتاج جهويات و طوائف , و لا فرق بينهم هناك, و بيننا في لبنان , كلنا نعيش قي دول الطوائف .
الفرق شاسع بين المناضل, المجاهد, الثائر, و الموظف السياسى في دائرة الأمن السياسيى, و من عدة أحاديث لي معه... إنظر الصورة بمكتب إبن الجنوب ... الدولة الوحيدة التي عاضدته كانت دولة الكويت و سفارتها بباريس .لأسباب لا فائدة في ذكرها و الرجل توفي لا يستطيع الرد ..
لم ترتعش فرائص المجاهدين عندما يطلق إعدائهم الإشاعات لخلخلة صمودهم, بل نحن نخلخل الأرض من تحت أقدام الخصوم .
فر محمد مزالي تاركا مسانديه على قلتهم لوحدهم ,يواجهون مصيرهم, لمجرد إشاعة, مفادها إنهم يحضرون له مصير ذو الفقار بوطو الوزير الأول الباكستاني الذي أعدم شنقا .
هذه مناسبة, يستنير فيها القارئ بكتاب, لازال تحت الطبع, و سينزل إلى الأسواق قريبا, أعده إخينا الكاتب العربي ,أمد الله في أنفاسه, أبو القاسم محمد كرو, بعنوان, ذكريات ووثائق, إدعو المهتمين بالشأن العربي التوتسي, قرائته , و بعد هذا و ذاك نحن نكتب للتاريخ , كل ينيرنا بما يعرف عن حقبة من حقب الساسة العرب, و المؤرخون بعدنا لا بد أنهم سيفرزون الغث من الثمين .

تصبحون على خير

إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: