2010/11/24

الفاسدون يلقنوننا دروسا في النزاهة!?




الفاسدون يلقنوننا دروسا في النزاهة !!!


كتب إبن الجنوب

...يإبن الجنوب لن تكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين ....غرد أحدهم في خربشات تفتحت فيها شاهية كرهه لغير الفلسطيني , راجع مقال تحت عنوان... إبن الجنوب للمرة الأخيرة , بتاريخ 23 ت.2و هو يعلن للعالم عن عنصريته من وراء تلال ايلول الأسود , و صعد ..الآخر ...أهل مكة أدرى بشعابها ... كلام سبق أن سمعناه أيام أوسلو المشؤوم ,فكان التفرد بالشعب الفلسطيني, أحد أسباب محنته ,و خرج كلاهما عن موضوع , تفسير مقولة فلسطين ليس وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا,و لتغطية عجزهما عن تحليل المقولة كشروا عن عنصريتهم ,و ذهبوا إلى ما كان يختلج و لازال في أفئدتهما, إرادة إقصائنا بمجرد أننا لسنا فلسطيني الهوية , و يتنزل في نفس سياق المتآمرين الذين جعلوا الصراع العربي الفلسطينيى, يتحول إلى نزاع فلسطيني إسرائيلي .
بكلمتين مختصرتين للذين تاهوا و لا زالوا في الربع الخالي ,نرفع من ضغطهم الدموي ,و نقول , فلسطين ملك مشاع للعروبة , و قدسها ملك مشاع لتعايش الأديان السماوية , حب من حب و كره من كره, تسمحون لكلنتون و فريدمان إلخ... و كل صحافة العالم من الأجانب و الصهاينة التي تطأطؤون لها رؤوسكم الزج بأنفها في قضية العرب الأولى و تستشهدون بها , و تسمحون لعمر سليمان, و ابو الغيظ ,الذي سيموت بغيظه, و كل الذين شاهدتموهم في البيت الأبيض, بتقرير مصير الفلسطينيين ,وتعملون على إقصاء المقاومة و إصدقائها من طرف أقلية عنصرية هذا كفر بالعروبة و إستقواء مبطن بمقالات أزلام فريدمان الذين لم نسمع في تغريدهم و نواحهم, على كلمات إبن الجنوب ,كلاما مثل كلام سيد المقاومة منددا بفرض الأمر الواقع , حول توسيع الباحة المحيطة بالبراق ,هل لنا أن نستأذن في فضح العدو من جماعة, لن تكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين, ثم من قال أن كاتب هذه الأسطر ليس فلسطينيا بالولاء أكثر من غيره.
فاقد الحجة و الرد يلتجأ إلى الإنغلاق لينضم إلى جماعة ليبرمان البيت بيتنا .
و بقية كلام هذا أو ذاك, حقهم المشروع في الرد بالأسلوب الذي يرونه يتماشى و إختياراتهم في شارع العنصرية و المزايدات السياسية و الإقصاء, و هناك سندفعهم إلى تعاطي حبوب قبول الراي الآخر , دون الشعور بالإنتقاص منهم, أو الإهانة ,فهذا لا ينتاب إلا فاقدي الثقة بالنفس و الإنغلاق.
إن الإشتباك الصحفي يعزز الصدقات ,لأنه يطرح أرضا النفاق و المجاملات العشائرية , لأنه نوع من الفساد, يجرنا هذه الليلة للتحدث عن فساد آخر بفرنسا, أدى إلى موت أناس أبرياء و ثكلى فأيتام, أدى لأرهاب ,فالإرهاب نتيجة لسياسة التكابر و الإجرام في حق الشعوب ,و ظلما سموه إرهابا, فهو ليس سياسة يتمعش منها المستضعفون .
فرنسا دولة تصدر الأسلحة المتطورة و غواصات الموت, من أجل دوران عجلة إقتصاد البلد ,و إيقاف الصعود المذهل لمؤشر البطالة بالبلد ,عقدت صفقة مع باكستان أوائل تسعينات القرن الماضي لبيع غواصات و من بين بنود الصفقة بندا واضحا على رأس بنود العقد, الذي أمضاه جنرالات باكستان, بندا عنوانه ...عمولات ...أي سمسرة ..فساد...ذهب المهندسون الفرنسيون إلى باكستان لتسليم الغواصات و معاينتها و السهر على تربص المشغلين الجدد من الباكستانيين, إلى حد هذه الأسطر كله تمام ,فالسمسرة و العمولات نعيش بها, و لها , و نهتف بالروح بالدم نفديك يا عمولة ,أدام عزك و بركاتك علينا .
لكن وقع ما لم يقرا له حسابا الباكستانيون, من عسكر الفساد, الذي ارجع نصيبا من هذه العمولة إلى حملة رئيس الوزراء بالادور , و رئيس حملته الإنتخابية السيد ساركوزي , هنا إغتاظ شيراك من تمويل منافس له و قرر سنة 1995 عدم مواصلة إحترام العقد الممضي في منح عسكر الباكستان عمولات, بموافقة تامة من رئيس الحكومة آتذاك , الذي ليس إلا وزير الدفاع الحالى في التشكيلة الجديدة , الذي قال بعظم لسانه لن يشارك في حكومة ساركوزي ,و يخير بقاءه عمدة بوردو بالجنوب الغربي لفرنسا ..
هنا علينا وضع سؤال هام, ما الغاية من هذا التعيين الآن ليلة الفضيحة لأحد رجالات شيراك و في منصب وزير دفاع بالذات ? و هو نفسه الذي إتفق مع شيراك علي قطع العمولات , ظانا أنه سيضرب بطريقة غير مباشرة خصمه بالادور و رئيس حملته السركوزي , بغلق حنفية التمويلات اللاشرعية , لسباق الوصول إلى الإليزية, يعني مافيا فرنسية تريد تلقيننا نظافة اليد و مقاومة الفساد , عصابة شيراك هذا الذي لا يكحل الكرى عيناه بعد إستشهاد الحريري مموله, و مقيم بإحدى شققه بباريس, و متهم بالتلاعب بإموال بلدية باريس, و التي إضطر حزبه فيها إلى تعويض البلدية خوفا من مثوله أمام المحاكم , و من جهة أخرى عصابة السركوزي الذي لا يجهل كرئيس حملة بالادور منشأ الأموال التي تصرف على الحملة .
الباكستانيون من العسكر الفاسد حز في نفسهم توقف صرف العمولات إحادي الجانب, و لم تعبأ الحكومة آنذاك بتقارير الإستخبارات عن عواقب وخيمة من جراء هكذا قرار , فحصلت الكارثة صباح الثامن من آيار 2002, كان المهندسون في حافلة في طريقهم إلى مكان عملهم, من أمام فندقهم , و إذا بإنفجار ضخم هز المنطقة , نسبته في حينه وسائل الإعلام إلى بن لا دن , أقسم الشيخ أنه برئ , فبركوا له شهود زور, و ختموا الإدانة, قالوا له هذا إنفجار يحمل بصماتك يا شيخ , ثم تجاهلوا هذا المسارالمفبرك الذي أحدث حفرة قطرها أطول من قطر حفرة الشهيد رفيق الحريري , فإستشهد 15 منهم 11 فرنسيا و لم يقلق نفسه السيد شيراك و لا سركوزي و لا بالادور, بالمجئ إلى باكستان ,كما فعلوا في لبنان ,و لم يطالبوا بمحكمة خاصة بباكستان, تحاكم العسكر الفاسد.
قدم أهالي الضحايا دعوات على الحكومة, إستقبلهم السركوزي رئيس الجمهورية, وعدهم بمواصلة التحقيق و كشف الحقيقة , طالب حاكم التحقيق بالمستندات ,ردوا عليه Nenniأنها سرية مختومة بفرمان السركوزي ,
طالب قاضي التحقيق بإجراء تفتيش في مكاتب أمن الدولة ,لأنه إشتم مناورة ,فهم منها إنه وقع تهريب مستندات إلى مكاتب أمن الدولة , تورط ساركوزي ,و تبعث به إلى محاكمة بتهم الخيانة لسلطاته ,و لكن هذا صعب, نظرا لقانون جديد يعطي حصانة لمكاتب إمن الدولة لا يستطيع حاكم تحقيق دخولها لمواصلة عمله, و أيضا أغلبية يتمتع بها سركوزي في البرلمان, و أعتقد لن تكون لوقت طويل, رغم تفتحه على خصومه الشيراكيين مع إقصاء جماعة التفتح من الجيل الثاني للمغتربين, خاصة أبناء الخونة الجزائريين , أو ما يسمونهم الحركيين, و هنا لا نحمل وزر الأباء للأبناء , و تتوالى الأحداث يسرعة إلى أن أدلى السيد شارل ميلون وزير الدفاع الفرنسي السابق أمام حاكم التحقيق بكلام, يفهم منه أن ساركوزي كان على علم أن الضحايا كانوا نتيجة إنقطاع دفع العمولات إلى عسكر باكستان, و إستعمل عبارة j’ai l’intime conviction لي قناعة تامة , حال خروجه من مكتب المحقق في هذا الملف , أضيفت لها عبارة أخرى و لكن من قبل رئيس الحكومة السابق السيد فيلمان في حديث إذاعي هذا الأسبوع ,فإستعمل عبارة Fortes présomptions ظنون قوية, ...ها نحن في عز الكلام الظني هذه المرة يصب في خانة تورط السركوزي بالفساد, و تعطيل سير العدالة, و لا زالت القضية ستأخذ أبعادا إخرى ,بنشر إبنتي شهيدا الفساد الفرنسي كتابا بعنوان .. On nous appelle les Karachis… . يلقبوننا الكراتشيون , يقع الكتاب في 250صفحة ,فضحت فيه تعامل إدارة البناءات البحرية , كيف أنها إرادت إدخالها في مستشفى المجانين ; و أنها هي التي أعلمت والدتها بمقتل الزوج و الأب لهذه العائلة المنكوبة , و صلت بهم الدناءة إلى سرقة الإسطوانات المضغوطة لحاسوب والدها .
خلاصة حديثنا ,علينا أن نفضح فساد هذه الإدارات التي تريد تلقيننا نظافة اليد و محاربة الفساد و هي على قمة عرش الفساد متربعة .

تصبحون على خير

إبن الجنوب

www.ibnaljanoob.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: