2011/02/04

كلنا مصريون في معركة أيام الغضب.


كلنا مصريون في معركة أيام الغضب ,

كتب إبن الجنوب,
.
المراقب للثلاثة سنوات الأخيرة من مقالاتنا, لا بد و أنه لاحظ أننا لم نهادن مبارك, و إقتربنا قبل أي كان من حقيقة هذه الأيام, و التعليقات آنذاك التي أتحفنا بها خصومنا مازالت بالأرشيف و مسجلة, هؤلاء كذبونا, بل شتمنا و تركناهم يواصلون الشتم, عوض عرض البديل , و نحن عرضنا آنذاك البديل, هو الرحيل : لمبارك و العادلي إشكنازي و طالبنا بالمحاكمة و لم نبتلع لساننا , و طلبنا من على أكتافهم النجوم خلاص شعب. و رددها سيد المقاومة, فرد عليه أيضا ردا فرعونيا, أنا أو لاأحد ,و لا تتدخل في شؤوننا , و نفس الإسطوانة المشروخة.,.أهل مكة أدرى بشعابها...,نحن لعبنا دورنا كمثقفين بتعريف الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر, المثقف ثائر, يحمل الرفض.
الشعوب العربية لها شبابا تواقا, لا يهاب أمريكا, و لا أي شخص آخر, بعضكم يقول إنها أمريكا وراء هذه الثورة ,و مبارك يقول إنهم الإخوان, عندما تتناغمون, تعالوا تحدثوا معنا.
كلهم قالوا لنا ما حصل في تونس, لن يحصل في مصر, اليمن, ألأردن , هذه الأصوات دفعتنا إلى الضحك.هاهي الأحداث تكذبهم لا لشئ بل لأنهم مرنزقة الأقلم و نحن نكتب عن قتاعة و بضمير و دون شماتة.لا أحد يرضى بما يفعله مبارك بمصر الآن .
لا يمكن أن تتحد كل هذه الملايين للرجوع إلى الوراء, و لكن من السهل لشخص واحد ,أن يأخذ قرار الرحيل, إذا كان يحب شعبه كما يزعم.
لماذا الجياد الهرمة تستحوذ على مستقبل الشباب و تحتكر السلطة من طرف موميئات محنطة .

هذه هي السويعات القليلة المتبقية في حياة مبارك السياسية و ميليشياته, وها هو قد إستسلم و خارت قواه كالثور في أخر مشهد من مشاهد مصارعة الثيران, و نحن نشهد آخر صور إرتفاع منسوب النخوة العربية و هي تحرر نفسها دون اللجوء إلى ترسانة أسلحة , فمن يمكن له أن يصمد أمام الغضب الشعبي العارم ? بدليل تصريحاته هذا الريس بارليف لفضائيات أمريكية, بينما يهين الفضائيات العربية, بمعية من ساعد في خنق أهلنا بفلسطين هناك في هانوي العرب ,شعبنا منعت عنه قنينة حليب و طحين و ضروريات الحياة, و طحن على معبر رفح, وصوبت نحوه بنادق الريس بارليف و عمرو سليمان, الصديق الحميم للنتن ياهو, و يعتدى على رجالها, من حكومة الشرعية الشعبية التي أتت بخيار شعبي,و ككل حركات المقاومة, لم تسلم من أخطاء,هي مستعدة لإصلاحها, إذا توفرت النية الطيبة لدى الجميع.
الريس بارليف الذي تجاهل الإعلام العربي, و حاصره , سجنه , غيب رجالاته, كما غيب القذافي العديد من الليبيين , كل هذا السيرك و هذا التمسح , على نعال من دعموه سابقا ,أسقطوه من حساباتهم.
فضائية ABC الأمريكية صرح لديها و مبعوثتها كريستيان آمنبور قائلا ...أنا مللت و زهقت و لكن أخاف على مصر من الفوضى... فاض بي الكيل بعد 62 عاما و أخشى إستيلاء الإخوان على الحكم ...طيب ماهو نحن في عز الفوضى و هو موجود ,لو تركنا لخفتت.حدة التوتر.ثم بعد هذا و ذاك إنتهت أكذوبة عصا النجاة الأخيرة التي تبقت لإيهام الرأي العام العالمي.
ذكرتني كل هذه الأيام ما عشناه حزيران 1989, ساحة تيان إنمان, ببيجين , نفس المشهد صدور عارية تواجه آلة الحرب دبابة و خراطيم المياه, و نفس القمع الذي شاهدناه في أرياف يقطنها البوذيون و المسلمون بالصين , و رجعت بي هذه الثورة في عز إنتشارها الآن ,,إلى 44 سنة مضت , و في نفس الميدان, و ما أصعب المقارنة, و ما أقساك يا تاريخ, هذه الإيام, و شتان بين الثرى و الثريا .
لا أحد يريد أن يتعلم , و لا يقرا التاريخ, هناك سر النجاح, هناك سر الإبتعاد قدر المستطاع عن إعادة أخطاء .
حزيران 1967 خرج الشعب المصري في مظاهرات مليونية ...ماتسيبناش يا ريس ...عندما قرر خالد الذكر التنحي و تقبل مسؤولية الهزيمة , هذه هي الرجولة المصرية, أما أن يقول لنا عمرو سليمان ما تسمعوش الذين يريدون إنقلابكم على وطنكم فهو لم يفهم شيئا , إنها قمة الغباوة السياسية لعسكر الهزيمة ,مهمته الدفاع عن خطر خارجي ,و ليس تسيير دفة الحكم .
اليوم نشاهد في نفس الميدان , تقول الجماهير ...إرحل , إرحل ,..موش عايزيناك....
الله أكبر, الله أكبر, هذه هي حقا سخرية الأقدار ,و الفرق بين الزعماء, و البوياجي, فأنت تولد تحمل جينات الزعامة ,هذه ليست بحاجة إلى شهائد .
.خالد الذكر دخل الحكم فقيرا و خرج لا يملك شيئا.
مبارك دخل فقيرا, مع قفة معكرونة, و لتر زيت صوجا, و شوية عيش ,و خرج ملفوظا من الشعب , على رأس ثورة ب 50 مليار تاركا أذنابه يبكون.
بالأمس مقدم تلفزة نجيب ساويرس ,زميل أحمد عز, منظر الحزب اللاوطني, يبكي حرقة ,على مزايا النظام عليه, و أنس الفقى وزير إعلام الريس يتقاتل في معركة جانبية, من مكتبه مع الصحافة ,.و عسكري أخر يظهر علينا بوجه رضيع أو حملا وديعا, أحمد شفيق رئيس حكومة, لرئيس لفظه الشعب,و لم يرفع عن فضائية الجزيرة الغلق اللاقانوني .
نحن لم تعطينا الجزيرة, و لا غيرها مصاري ,و لكن حرية التعبير,هذا حق عالمي ,و ليس منة , كما يمكن لنا أن لا نتفق مع توجهات حزب من الأحزاب ,صحيفة من الصحف, و لكن تكميم الأفواه, إذا صمتت عنه, فأنت ديكتاتورا ,مختفي, بقناع التزييف, لأن هذا الإعلام يفضح و لا يستطيع إنكاره مبارك ,لأن الإعلام فضح وزيرة خارجية فرنسا و قدمت للمسائلة برلمانيا ,و طلب من ساركوزي إقالتها.
لأن الإعلام نشر لها حقيقة, لم تستطع إنكارها , 24 ساعة قبل هروب الرئيس المخلوع بن علي, قالت إنها ستساعده بصفقة أسلحة شغب, و لكن يبق السيف العذل, وراح في الفين داهية بن علي ,و الإعلام اليوم ,يفضحها على صحيفة, البطة المقيدة ,بأنها ذهبت على متن طائرة أحد رجال الإعمال التونسيين من بطانة آل الطرابلسي إلى منتجع بالشمال التونسي, ناموا سهروا ,حتى رأوا الحمار ديكا, شربوا على نخب فقرا ء الشقيقة تونس المنهوبة, و تركوا فاتورة ب 6ألاف دولار إعتقدت أنها ستخصم من مرتبات العملة .
وزيرة خارجية فرنسا ردت بعذر أقبح من ذنب ...هناك مكانا شاغرا بالطائرة الخاصة وقع عرضه على و قبلت, و البقية أصدقاء لي قاموا باستدعائي .. و لا بد لسركوزي بعد مدة, سيقوم بتغييرها, حتى لا تظهر إنها سقطت تحت الضغط.,هذا هو دور الإعلام الذي يهابه الريس بارليف, و جعله عدوه الأول مع الستالينيين المحيطين به .
هذا الإعلام الذي فضح الريس بارلييف لا يريده ....
50مليار دولار للعائلة المالكة ,منها 3 ملبارات لسوزان مبارك ,على شكل شقق بلندن, و شركات مساهمة, و فنادق.
جمال 17 مليار في شقق و عمارات و فنادق خارج مصر, خاصة هنا بلندن, حيث يقيم هو وزوجته و أبنائه .
علاء 8 مليار, خيول سباق ,شقق, أسهم, مغازات كبرى , بريطانيا ,سويسرا ,فرنسا
مبارك 22 مليار , منقولات و غير منقولة, بشرم الشيخ ,و جزر سانت كاترين السياحية و عقارات بأوروبا و أمريكا .
.


إضافة إلى تسلطهم بأخذ نصيب 50 بالمئة من الأرباح , على بعض المؤسسات, التي وضعوا عليها مؤخراتهم ,هذا هو الفورير مبارك.Fuhrer
في ميدان التحرير, و طلعت حرب ,سقطت الشهامة المزيفة ,و سقطت الإشاعات, التى تبثها وسائل إعلام, حاملي المباخر في آخر حشرجة.
على أرض ميدان التحرير, تحول أبو جمال, إلى جثة سياسية هامدة, فاقدة للحراك, كما يقول إخوتنا بالجنوب في اليمن ,الحراك الجنوبي.
الريس بارلييف أراد تشيعه بمراسم ,بالجياد و الجمال , و كل أنواع الدواب, قبلنا هكذا مراسم,و لكنها سيئة الإخراج, و سقط في المستنقع و الكمين ,و كان العالم شاهد على خساسته.
سقط مبارك كما سقطت بطاقات هوية بوليسه السري, الذي قال عن تآمره ضد الشعب, أنه لا يعرف عنه شيئا, هذا الثلاثى المرح بارليف ,سليمان, و الهدهد أحمد شوفي.
طلع روح أبونا الريس بارليف, أنه كان رائد السماء و طلعاته في حرب أكتوبر, و نحن نطالبه بطلعة واحدة إلى أي سماء تريد دولته قبوله .
مقابر جماعية ضمت شهداء مصر ضد الطاغية, و الشعب المصري لن يرضى بدفنه على الأرض المصرية الطاهرة .
إنكم تعيشون آخر مراحل طاغية أخرى ,و ستعيشون تحرير فلسطين, و سقوط الدويلة المزعومة, هناك إرادة جامحة لن تنفع معها لا مفاوضات و لا تنازلات آثمة ,ممن لم يتسلحوا بدعم شعوبهم عن قناعة .
كلنا فلسطينيون, و كلنا مصريون, في ايام الغضب العربي .
على القادة و الملوك العرب, النزول من على منصاتهم ,و أول ما يقومون به إغلاق السفارات الصهيونية لديهم, و أن نذكرهم أن حق المجتمع في إعلام حر, نزيه, مستقل, ليست منة, و من لا يفهم, نقول له إنك في النزع الأخير .

تصبحون على خير

إبن الجنوب
www.baalabaki.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: