2009/01/26

إستيقظ عبد الناصر أسلاك شائكة تحمي السفارة!!

لم أكن أتوقع من نصف قرن, عندما كانت قبلتنا السفارة المصرية في بيروت قلعة اللجوء إلى كل من شعر بالضيم , و عندما يشتد الضغط على قوى التحرر, كنا نستقبل من طرف السفير غالب قمة الديبلوماسية, و كان شقيقه الآخر سفيرا بالإتحاد السوفياتي سابقا, لم تكن أمامنا أسلاك شائكة لحمايتها من غضب جماهيري وتتخندق , ترشق بالأحذية, و نعلق أحذيتنا المهترئة عليها ;.أمام فشل ديبلوماسيتها ووزير خارجيتها الذي لم يستقر على موقف ; أصابنا بالدوار , و فقدنا تحديد إتجاه هذه الديبلوماسية حتى بلجوؤنا إلى بعض إعمدة الديبلوماسية العربية من أصدقائنا.لفك رموزها.
كنا ندخل سفارة مصر أم الدنيا بسلام ,و نستلهم بداخلها الصبر و السلوان على تواطئات أخرى ,من إمامة يمنية, إلى ملوك و أمراء نجد و الحجاز,وبقايا كميل شمعون, و كان معلمنا و أستاذنا محمد حسنين هيكل أطال الله في أنفاسه بمقاله الأسبوعي يوم الجمعة, بصراحة, قمة الشاهد على المخاضات و إفرازاتها.
كانت مصر عبد الناصر لا تعرف إلى التواطئ سبيلا, و سمحت لأطفال غزة و شبابها و هم تحت حمايتها بحرية التنقل و مزاولة دراساتهم الجامعية ,و هؤلاء اليوم أساتذة و صحافيون و رجال سياسة من الدرجة الأولى منتشرون حول العالم و لكم أن تتصوروا معاناتهم و ضيق اليد آنذاك, و لكن مصر عبد التاصر لم تبتزهم, إما الموت البطئ أو قبول شروط العدو, هكذا تقاس الزعامات لا صوت يعلو على صوت الفلسطيني و حقه في التعليم و الصعود في سلم الإستعداد لبناء دولته,.و عملت على وحدة الصف و رفضت إرضاء أزلام العدوان الثلاثي و أغلقت المعبر معبر قنال السويس أمام ملاحة العدو , إلاهي ماالذي أصاب القيادة المصرية لتقوم بالعكس ? إستيقظ عبد الناصر سفارنك نحمى بالأسلاك الشائكة من الغضب العربي.
أمام هذه المحنة التي تعيشها الديبلوماسية المصرية, راودتني رغبة المجابهة الصحفية مع أمين التثقيف بالحزب الوطني الحاكم في مصر, طبعا سنقابل من الطرف الآخر كالعادة بماركة مسجلة من نوع , هذا هجوم دائم من قبل بعض المتربصين لا نكترث به ,أو النغمة الجديدة , هذه مقالات تخفي رسائل خبيثة و مغرضة من إحدى كتائب ليس أبو علي مصطفى و لكن من صحيفة محور الشر, دنيا الوطن , إلى هذا الحد أصبحت هذه الصحيفة المستقلة تزعج .
هاتفني أحد كتاب الأعمدة , أنه في إجتماع بالإسكندرية , لم يضم أكثر من 100 نفرا , قالوا عته أنه ضم 5000 شخصا و لكن لمعرفة الكاتب بموقع القاعة ,يجزم أنها لا تتسع ل5000 نفرا ,و لكن ما دامت القضية مقتصرة على أصفار ....
في هذا الإجتماع الذي أشرف عليه أمين التثقيف !!! بالحزب الحاكم , و هو شاب ,دكتور, ذكي, و يتقن فن الخطابة , تقدم أحد البدو أو العربان كما يحلو للبعض تسميتهم , و لذلك إخترعوا أمانة التثقيف , حتى نبتعد عن مثل هذه المفردات, سأله الرجل ,عما تنقله بعض الإذاعات في معرض إستعراضها ما كتبنه الصحف التي تنتقد مصر و دورها في محنة غزة , رد أمين التثقيف, إننا نهاجم من أمراء التشكيك !! و لو عمو, شو نسيت قولة الجاحظ ,إن الشك طريق اليقين, و الا بعدو ما بدك تثقيف.
نحن نطالب أمين التثقيف أن يثقفنا نحن نطلب التثقيف من المهد إلى اللحد,ما محله من الإعراب و جود عمر محمود سليمان وزير المخابرات جالسا مباشرة خلف مبارك في قمة إقتصادية بالكويت ? قال عنها أمير الديبلوماسية المصرية في تفسير بيزنطي حول عدم حضور قمة الدوحة, واصفينها إنها شو show إعلامي , و صور تذكارية , لم توصل إلى أي شئ !! على الأقل جمدت المبادرة العبرية , و العلاقات مع الدويلة المصطنعة ,و رئيس الديبلوماسية المصرية يقول ...إننا حضرنا على مدى سنتين قمة إقتصادية و سنتحاور في العدوان على غزة , و بالنهاية تمخض الجبل عن فأر , لا هي تمخضت عن قرارات إقتصادية نلمسها في حياتنا اليومية و لا قررت كيف سيكون إعادة الإعمار, بل زادت الطين بلة ,إشترطت الوحدة و كأن الوحدة التي لم تأتي على مدى سنوات ستأتي اليوم بتبويس اللحي ,يعني رمي الكرة في مرمى ,شباكه مفتوحة ,فأتى أوباما يسدد ما حلا له بكرة الرقص على أنغام التفرقة, و قرر كيف سيكون الطريق لإعادة الإعمار , تناسوا القضية و الشهداء و ألقوا عظاما نتلهى بها ,هذه هي القمة الأقتصادية ,فرقا و مللا, و محبين لهذا الفريق و مناهضين الأخر.
نحن لا نخنزل عملية العدوان الغادر على أحبتنا و أصدقائنا في معبر, ربما هذا موقف محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة , المعبر هو الإبتزاز على حساب آلام شعب , حتى يلفظ قيادة مقاومته , و يعتبرها أس البلاء , هذه هي المؤامرة الكبرى عليك يا شعب غزة , إحتواء, فمحاصرة, فموت أو إنقلاب على المقاومة , هذا الرهان سقط....
أخينا الأمين العام للتثقيف بالحزب الوطني الحاكم بمصر العروبة ,مصر العبور , مصر محمد نجيب , مصر مشحذة عزائم كل المقاومين, مصر باندونغ , ثقفنا, حول ما صرح به الدكتور إمتياز سليمان رئيس بعثة طبية من جنوب أفريقيا , منعتموه من العبور مع فريقه الطبي ,حيث إحتجز أحدهم ,رغم تطمينات سفيركم في جنوب أفريقيا .
بالله عليك يا أمين التثقيف إرفع من ثقافتنا حول مفهوم التناقض في كلمة رئيس تحرير آخر ساعة السيد محمد الشماع , حيث كتب لمن خالفه الرأي مصر المكانة و نزاهة الدور ....كلماتنا جوفاء و لا تضمد جراح المصابين في المستشفيات و إذا كان الأمر هكذا لماذا رئيس جمعية إطباء فلسطين بأوروبا منعتموه من المرور مع 10 جرحى ثبت أنهم يستحقون المعالجة بالخارج , كيف حرس الحدود أصبح هو الذي يقيم من يستحق العلاج بالخارج ? هذه أحداث وقعت في الليلة الفاصلة بين الخميس 22 كانون الثاني و الجمعة 23 , أين هو اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء ليبرهن على صدق أقوال المسؤولين المصريين , هذا هو السلوك الذي نددنا به و لا يستحق توضيحا عبثيا لإتفاقية يقولون أنها تحكم مصر .
في تقديري هذه الإتفاقية سقطت بعد المحرقة كما سقطت مصداقية الحزب الحاكم .
حرية العبور لا هي تكريس الفصل و العياذ بالله,و لا هو تهجير , بلادي بلادي و إن جارت علي عزيزة , قالها الفلسطيني ملء الفم , أين رأيتم طوابير الهجرة, بل رأينا أناسا في رفح عالقين في إتجاه غزة فلسطين واحدة موحدة إلى أبد الآبدين . تطالبون الفلسطينيين بالوحدة ظاهريا و تؤججون من تحت الطاولة, لأن تكريس التقاتل و الفرقة بين الفلسطينيين في مصلحة جماعة فرق تسد و الكل يعرف أنه لن تكون هناك وحدة دائمة ,ربما ظرفية يسترجع كل منهم أنفاسه لجولة أخرى ..
يطالبنا أمين التثقيف أدام الله نعمته علينا بثقافته الواسعة , أنه خبير في التعامل مع إسرائيل و ليس بالتهور و لكن بالعقلانية .
نحن اليوم نخاطب عقل الحزب أمين التثقيف هل تريدون إعادة إختراع العجلة .
مصر إخطأت بحق الفلسطينيين لكل ما قدمناه , لم تكن في حجم التصدي للهجمة على الجار , حتى هواة السياسة يعرفون أن هناك أجندة خاصة و ليس مبادرة مصرية ,هرع الأوروبيون و بان كيمون و الحلف الأطلسي لتكريسها , سيستمر محاصرة غزة برا جوا و بحرا فقط الآليات تغيرت , غزة ستعامل كما عوملت كوبا الرفيق فيدال كاسترو .
أمام تدخل أوروبا و الحلف في حرب التناوب على غزة, كلها لا تلغي المتاح الوحيد و الأقوى على مسرح هانوي العرب المقاومة.المقاومة .المقاومة
لن يكون هناك وقف نار القصف الإعلامي المركز و الهادف , قوة حناجركم أظهرتموها في ساحة الطرف الأغر بلندن, في موريتانيا, مصر, لبنان, قطر, و أقلامكم هذا هو مكانها , فهذه الأعمدة ليس مكان الباحث عن الذات , و آسفاه على رئيس تحرير صحيفة حكومية في مصر تصدر منه هذه الأسطر....أقصى الجهد هو الضغط الدبلوماسي ...
نريد أن تبقىقيادة مصررائدة تحمل لواء الزعامة و تبقى حجر الزاوية و الحامي الأمين الصادق لشعب مرت على محنته 6 عقود و من تذبيح إلى محرقة .محبتنا لمصر دفعتنا إلى مصارحتها.و محبتنا للريس لن تفقدها هذه الصراحة من وهجها.
إبن الجنوب

ليست هناك تعليقات: