

لنحمل لواء الوطن, قبل رايات الدين.
كتب إبن الجنوب,
لا أنفذ شيئا ضد تعاليم الإنجيل , نريد مجلة أحوال شخصية للمسيحيين,
نقطتان شدا إهتمامي في لقاء البابا شنودة كبير الأقباط , على إحدى الفضائيات المصرية ,المملوكة للدولة ,مساء 27 أيلول ,و تم إعادة بثه مساء الأحد 3 تشرين الأول , تحت العبارة المشهورة , نظرا للطلب الملح لجماهير المشاهدين …. !!!! يعني لا زلنا نكذب على بعضنا البعض . و منذ ذلك التاريخ إعتكف البابا شنودة في قلايته بكاتدرائية العباسية رافضا مقابلة أي كان و فقد شاهية الأكل و الشرب بإنتظار سفره إلى هولاندا تاركا غدا الجمعة ميدان رمسيس لمظاهرة تندد ببعض تصريحات رجال دين أقباط لفتوا إنتباهنا أن المصريين المسلمين ضيوفا على النصارى في مصر و البابا شنودة و رمى بكل المتحدثين بإسمه في القمامة قائلا لا أحد يتكلم بإسمي.و لم يندد بهكذا تصريحات فقط رد بالقول ما هو كمان نحن ضيوف على المسلمين .
أولا, كان من المقروض على رجال الدين الإبتعاد عن الشأن السياسى لأنه لعبة خطيرة ,و نفصل الدين عن السياسة, لأن الجدل الدينى ,مكانه المجمع الإسلامي أو اللاهوت ,و ليس الفضائيات .
ما معنى البابا شنودة يتطاول على الدولة المدنية المصرية ,و لا يحاسب ,و لا يكون هذا كإخطار من شأنه أن يحرك النيابة ?لماذا هو يتمتع بحصانة ترفض لغيره ?, و لكن هذا يكون في الدول القوية التي لا تعيش تحت الطوارئ منذ 3 عقود و تستقوى على جارتها الفلسطينية , لكن البابا شنودة, يقوم بإختبار الساسة المصريين, في إستفزاز يراد منه إستدراجهم إلى الضرب ,لمن يدعون إلى العصيان ,خاصة و إن مصر تعيش حالة طوارئ ,ثم تتدخل القوى الغربية مستغلة الضعف المصري لمزيد من المحاصرة, لتقدم مصر المزيد من التنازلات ,و تضغط بالمزيد على الفلسطينيين , لا حظنا مثلا تصريح أبو الغيض, الذي سيموت بغيضه يوم الأحد 2 تشرين الثاني ,بعد لقاء المبعوث الأمريكي ...إننا نتفهم الموقف الفلسطيني...,بالله عليكم, ألم يجد عبارة أخرى أكثر تعبيرا, يشد بها إزر الفلسطينيين, مثل نؤيد الموقف الفلسطينى و نؤازره في رفضه التفاوض ,و الإستيطان مستمر,على قدم و ساق.
البابا شنودة يريد مجلة أحوال شخصية للمسيحيين !!?? يبدو أنه يخطأ أو يتناسى أنه في دولة مدنية ,و إذا بدأنا بالتقسيم الطائفي, باعثين قانونا لكل مجموعة دينية , نكون قد إبتعدنا عن دين و دولة تهتدي بالشرائع , بينما هو يريد , دين و سلطة تأتي باصحاب اللحي المتدلية ,الذين يفسرون الشريعة الإسلامية على مقياسهم و الأنجيل حسب هواهم, ليحكموا بها و يرووا تعطشهم للسلطة .
البابا شنودة يريد الإنتماء إلى الدين قبل الوطن, و ماذا كنا سنسمع لو أن إماما مسلما, قال هكذا كلام ,لأصبح إرهابي و رئيس خلية نائمة لطالبان أو إيران جاء في مهمة لوجستية..
البابا شنودة يريد أن يوصلنا, إلى التناحر, فصيل يمسك بالقرآن و يهتف بالدم بالروح نفديك يا قرآن ,في مواجهة الشريك في الوطن ,يهتف بالروح بالدم نفديك يا صليب .
في هذه القضية أنا أنتقي ألفاظي و الغاية التي أريد الوصول إليها , لا حظوا مثلا كلما إتجه إبناؤنا في مغامرة الإغتراب إلى الشمال تقدموا في كل شئ حتى في الفساد, بينما الذين خيروا الإغتراب في دول الخليج , عادوا لنا بآراء و مواقف و سلوك غريب عن قيم و عادات بلدهم الأم, من أصولية ووهابية و تزمت و لباس ليس من تقاليد البلد , و لو قرانا التاريخ قليلا ,و منه نستمد للعبرة, نجد مثلا, أن محمد علي باشا , أرسل العقاد و طه حسين إلى أوروبا و النتيجة تعرفونها , لذلك عندما يسألونك عن التطرف الديني, ردوا عليهم, إنه الخيار الخاطئ, لحكامنا الذين و للقضاء على البطالة, خيروا إرسال أبنائنا إلى مكمن الرجعية ,و التخلف و الثقافة العشائرية بعدما ساهم دافعوا الضرائب في تنوير هم بالعلم و المعرفة و تمتعت دول الخليج الغنية بعرق جبيننا بكفاءات كثيرة فحصدنا الرجعية , لم تكن بلداننا من حاملة هذا النوع من التطرف, و اللاتسامح بين أبناء الوطن الواحد مختلفي الديانات .
الذي فشل فيه العدو, نجح فيه البابا شنودة, و اصحاب اللحي المتدلية ,من المتأسلمين ,و أصبح الإعلام المأجور يزيد من الإنقسام , التخوين و التطاحن .
في حين رئيس دولة ألمانيا الموحدة, يصرح يوم الثالث من تشرين الأول بمدينة بريمن ...لا شك أن المسيحيين جزء من ألمانيا ...لا شك أن اليهودية جزء من ألمانيا ...لكن الإسلام صار ايضا جزءا من ألمانيا .
لا أحد هناك طالب من رجالات الدين , أن ينفصل عن الدولة المدنية, و يقيم قوانين أحوال شخصية خاصة به.
أين هم إذن العقلاء بمصر, البحرين ,ولبنان ? هل من الصعب حمل لواء الوطن, قبل رايات الدين ? هل لواء الوطن يتعذر العيش تحته ?.
تصبحون على خير
إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق