2010/10/20

وقاحة سركوزية سيهزمها الشباب.



وقاحة سركوزية سيهزمها الشباب.

كتب إبن الجنوب,

نصيحتى لهؤلاء القادمون إلى فرنسا, تأجيل زيارتهم, حالة من الفوضى يعيشها كل من هب و دب تحت و وفوقالأرض الفرنسية و سمائها , إضرابات تدخل فيها الشباب من كل المعاهد, و لسان حالي يردد, ليت الشباب يعود يوما ,فنريه هذا السركوزي ما يمكن لنا فعله, نصليه أيار 1968,عندما كان متعلقا بفستان أمه, أتى لتوه من هنغاريا مع عائلته كالكثير من أبناء هذا البلد, حيث من الفرنسيين الأحرار أب عن جد, أصبحت عملة نادرة, و هذا الخليط هو قوة فرنسا, و لكن كبرياء سركوزي , في غير محله تركه يتناسى أصوله ,و يلقى جالية رومانية بأرض لم يعرفوها, هذا عمل حلال يتنافي مع معاهدة الأمم و بندها 19 الذي ينص على منع التهجير الجماعي تفاديا لتهجير مثل ما فعله النازيون في أوروبا ضد اليهود ودفعنا و لا زلنا الثمن ,و عندما نريد إرجاع حثالة الصهاينة يقولون لنا, لا, هذا أمر آخر, و نحن نبني لهم داخل ما هو متعارف عليه النمو الطبيعي.
شباب رغم أنف النخبة الفرنسية الحاكمة ,صهروا غضبهم ,فسال على شوارع و أرصفة فرنسا, التي تعلن أن حركة التجديد و التحرك العمالي يزحفان على خطأ تاريخي, أدى إلى وصول سركوزي للحكم ,فهو لا يشرف فرنسا بكل المقاييس ,لا من حيث الأخلاق و لا من حيث مستوى إحترامه لما سلمه من مهمة الشعب الفرنسي .
إستيقظت الشوارع على أزيز الغضب المارد منذ عدة أيام , فالغلاء فاحش ,و البطالة تنخر آمال الشباب في بلد غني, له العديد من الموارد في كل المجالات, و لكنها مغتصبة من أناس همهم المزيد من الإستكراش, دون أن يعطوا مقابلا للوطن, لعل هذا يطمئنا نحن العرب, أننا في نفس مركب الفساد ,غريق يستنجد بغريق .
هاكم مثلا من أمثال عدة, فبعد النواح الذي صم آذاننا به أصحاب المطاعم ,منددين بالمعلوم الباهض لأداء القيمة المضافة التي قلصت عدد الزبائن , حسب أقوالهم, و طرحوا نسبة أخرى تساعد في تنشيط الحركة و التشغيل ,و كان لهم ما أرادوا, خسرت الدولة 12 بالمئة من نسب مداخيل الخزينة, في هذا القطاع ,مراهنة على حركية التشغيل في مواطن الشغل ,و لكن لا حركية و لا هم يحزنون, و المؤشر باق, و مصر على عدم التحرك, لا صعودا و لا نزولا.
تمرد شباب الضواحي في حرب شوارع ,حرب عصابات بأتم معنى الكلمة, شاهدناها بأم العين , كما يظهر على الصورة و البقية على موقع إبن الجنوب, دخل الشباب في مواجهات إعتقدنا أننا في سلوان بالأرض المحتلة الفلسطينية , طبعا إجابة بوليس السركوزي ,كانت الهروات و القنابل المسيلة للدموع, و القذائف المطاطية Flash Ball و كأنه من هذا و على هذا البرنامج وقع إنتخابه ,هو الآن يواجه الغضب الشعبي مقرونا بسقوط مدوي في عمليات سبر الآراء .
طبقة كادحة تشاهد تمرير قوانين إغتصاب ما إقتلعته بعد معارك مع حكومات سابقة.
بعد إنتصار العملة من الذين حياتهم لم تشاهد إلا أعمال مضنية و حق لهم الخروج للتقاعد بعد 55سنة ,و بعد إنتصار الطبقة الكادحة أيار 1981 في خفض ساعات العمل إلى 39 ساعة أسبوعيا ,و بعد إعدام الإعدام, و الكثير من الخيرات التى وزعها الإشتراكيون, نرى اليمين القذر, مغتصب الحقوق بقوة المال , يريد مقابلة تأرية , و هاهو مع القوة الحية على أرض الواقع, شعب لا يقبل بالعودة إلى إلغاء حقوقه بمجرد أن أغلبية أتت إلى الحكم ليصبح حق إحالتنا على المعاش 62 سنة ومعاش كامل في سن 65 سنة , حكومة رجعية ,متواطئة مع إتهام ظني مسيس ضد حزب المقاومة في لبنان, و هاهي تفتح أراضيها لتشخيص جريمة 14 أيار سنة 2005 ببوردو ,التي يترأس بلديتها العضد الأيمن سابقا لشيراك في بلدية العاصمة ,شريك الحريري, الوحيد الذي قبل هكذا مهمة على أرض بلدية ,زاعما أنها بثكنة خارجة عن سلطة البلدية و لها حصانتها !!!ا عن سلطة بلدية رئيسها المدان سابقا بقضايا فساد ,و حرم من حقوقه السياسية, هاجر بعدها إلى كندا لننساه ثم عاد بعودة سركوزي.
بالله إسألوا أي حاكم تحقيق, من المتربص إلى المحال على المعاش ,هل يمكن أن نشخص جريمة على أرض غير أرض الجريمة, و في دولة أخرى بحجة فقدان الأمن ?و هل اليوم الأمن مستتبا بفرنسا ? بالأمس جرى التشخيص و عللته الخارجية الفرنسية في نطاق التعاون التقني !!! و إستجابة للقرارين 1757 و !!!1852 طيب ليه ما إستجابت للتعاون بتسليم شاهد الزور زهير الصديق التي تراقبه و تحتضنه الكومندان نادين.... ..l...من المخابرات الفرنسية .
عندما يصل 20 بالمئة من جملة معاهد فرنسا ال 4302 , تغلق أبوابها و يضرب التلاميذ عن الدراسة, لعلمهم إنه إستوى الحال لمن تعلم و لمن بقى جاهلا إو إنقطع عن التعليم , فالدولة عاجزة عن إيجاد مواطن شغل رغم الحوافز التي جعلت ليتمتع بها لصوص رأس المال.
خوذوا مثلا ,يمنح لكل مؤسسة مقدارا ماليا, و تعفي من عدة ضرائب, لو شغلت متربصا شابا, و لكن بعد مدة التربص يوقفونه عن العمل, بحجة غير كفء, و هكذا دواليك, وقع سرقة عرق جبين الشاب في أول معترك له مع الحياة ,والتف الخبثاء حول مفاتيح القرار لفائدتهم ,و النتيجة نكسة شبابية, أدت إلى ما نشاهده اليوم من توقف و شلل في كل مفاصل الحياة الفرنسية .
لن تفرح سركوزي بتجديد ولايتك, و الشهم لا يلحس بصاق غيره ,راجع صورة مثيرة , لما يطلقون عليها السيدة الأولى الفرنسية في أحضان ........على موقع إبن الجنوب
وقاحة اليمين و مغالطاتهم يضربون بها أرقاما قياسية , مر أسبوعا على الإضرابات و يطلع علينا المتحدث بإسم حزب سركوزي, نافخا صدره كالطاووس المزيف , قائلا لن نتراجع عن الإصلاح و هذا يعني بقراءة موازية و خطوط التوازي لن تلتقي كما تعرفون, سيجبر على التفاوض و لن يكون تفاوضا عبثيا من نقطة ضعف .
أثبتت سوابق في مثل هكذا حالات أن ناطقا لا يأخذ حذره يكذبه التاريخ عندما يؤكد أننا مصممون على إرساء القانون بعد مروره بمجلس الشيوخ و هو الآن يواجه 400 تعديلا و ربما يأخذ أسبوعا آخر ليعاد إلى البرلمان, من هذه النقطة نتوقع أن التصعيد سيستمر أكثر و أكثر و الفوضى العارمة سيدة الموقف حتى يسقط هذا الظلم أو تعدل بعض نقاطه .
من يتابع الحياة الفرنسية لا بد و أنه يتذكر ما يسمى إصلاح التعليم التي خرج بها علينا دومنيك دو فيلبان سنة 2006 و كيف خرج التلاميذ و أساتذتهم و أطاحوا بالقانون رغم مروره و الموافقة عليه من البرلمان.و هو غير معمول به الآن.
الشعوب أقوى من البرلمانات المزيفة عندما يريد الشعب الحياة يجدها في متناول يده .
في الختام من يقرأ صحافة الجار البريطاني يلاحظ أن الجار يتلذذ هذه الفوضى حتى إذاعة BBC2 فتشت عن بريطانيين في فرنسا الأعماق متواجدين على الأرض الفرنسية لنقل وجهات نظرهم, أما الفينشال تايمز فهى دعت السركوزي إلى الصمود و الشئ من الفايننشال تايمز لا يستغرب ,تلك هي إستماتةجوفاء من , لصوص راس المال, من عرق جبين الطبقة الكادحة, هذه فرصتك أيها العامل و الشاب و الطالب لتقلب عليهم الطاولة و كان الله معكم .
.بقى تساؤلا هل ينزل الشعب إلى الشوارع و نشاهد أيار 1968 آخر ? كله مرهون بشئ واحد, هو الذي أضرمها نارا آنذاك ,عندما إفتقد الشعب البترول, و إغلقت و حوصرت كل مصافئ و تكرير البترول, هل يفعلها الشعب الفرنسي مرة أخرى ,جراء كبرياء الساسة ?الأيام حبلى بالكثير الكثير أولها إستقالة الحكومة حسب تقديري.

تصبحون على خير

إبن الجنوب

www.ibnaljanoob.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: