2010/04/14

وقعنا في المحضور.


وقعنا في المحضور.

بقلم: إبن الجنوب

نحن دائما نطالب, دروزا و شيعة, سنة و مارونيين, بحقنا في الكلمة , الديمقراطية و التعددية, إعتقدنا أننا سويسرا الشرق قبل 13 نيسان 1975 حين توقفت بوسطة التعايش في عين الرمانة و إنطلقت بوسطة الحرب الأهلية في, و كم تحمل قلب صديقنا المغفور له الإعلامي حمادي الصيد في وقف هذا الجنون, حاول كمندوب الجامعة العربية, و كأخ لكل اللبنانيين, و لكن وجدنا بيت العرب عاجزة, لأٍن أعضائها قرروا تدمير بعضهم على أرض غيرهم!!
بالأمس إستخفت الحكومة اللبنانية بعقول المواطنينة وكأن ربك غير ما بنفوسنا من تغلغل الطائفية, و العناق التكاذبي ,بالأمس شاهدنا نصف ساعة من مباراة بين اعضاء الحكومة اللبنانية, لتغطية مشاكلهم ,و عجزهم عن تلبية مطالب المواطن المنكوب, و ليس في لبنان فحسب ,نحن شاهدنا في بلد مغاربي يوم الجمعة المنصرم ,كيف أن مباراة كرة قدم تحولت إلى تحطيم و تكسير و حرق, و جاء الصحافيون و المحللون, بل كبار المحللين!! و كلهم مروا بجانب الحقيقة التي يعرفونها, الغضب العربي ,الغضب الشعبي, يلتهم معظم دولنا ,و الكل نائم في السمن ,نحن نحاول قدر المستطاع و حتى لا نتهم بالتحريض في هذا الوقت الدقيق بالذات حمل هذا اللواء ليحملنا إلى عالم أخر ,حتى و لو كانت طائرة من ورق تحكي عذاب إخواننا الدروز في الجولان المحتل, و كيف أن لعبة طائرة من ورق سقطت في الأراضي المحتلة ,جعلت بنت الثانية عشر تقتحم الأسلاك الشائكة لإستعادة طائرتها غير مبالية بأي شئ ,و طبعا ما يتخلل هذا الحوار من عبارات لم تنزل من السماء ,عبارات أصبحت من الثقافة الدرزية أحببنا أم كرهنا ,عبارات كان لا بد من الزج بها داخل حوار الشريط, لقصة خيالية , ليكون أقرب ما يمكن إلى الحقيقة و ما يرافقها من لقطات أيضا, ليست متنزلة من فراغ ,نعيشها كما نعيش بقية صور الحياة اليومية , ليس إنتهاكا للحقيقة ,إذ قلنا إن أبنائنا من الدروز وقع الزج بهم غصبا من قوات الإحتلال داخل صفوف الجيش الصهيوني , و كان لهم إمكانية العصيان و هذا ما لم يفعلوه, فاصبحوا توأم الحركيين الجزائريين, الذين زج بهم جيش الإستعمار الفرنسي لمقاتلة إخوانهم من جبهة التحرير, ثم ألقى بهم في ملاجئ قصديرية إلى يومنا هذا , و لكن هذه القلة المنحرفة و التي أرادت و نجحت في تحدي الأغلبية الصامتة من الدروز و رئيسهم وليد بيك , و لست أدري هل لهم قائد مع أمير أو ستتكاثر القيادات الدرزية حتى يصبح كل قائد على نفسه ,هؤلاء و بإسم التعصب و التحجر قادونا إلى المحضور , و أصبحوا مشرعي و منفذي قوانين على قارعة الطريق , عندما يحاصرون فضائية برمجت بث الشريط مساء 30 آذار .
يهددون بعد محاصرة منزل رئيس مجلس إدارة الفضائية بحرقه بمن فيه !! إن لم يلغى البث,فأصبحوا يقومون بدور, وزير الثقافة و المراقبة و الضابطة العدلية على حرية الفكر ,هذا لا يجوز إطلاقا ,أن تصمت حياله الدولة اللبنانية و نصبح تحت رحمة الضوضائيين ,و أين هو أمين الجميل زعيم الكتائب و إبنه النائب عن العشيرة?, و أين هي إستريدا جعجع و المجرم سمير جعجع المدان قضائيا بإغتيال الشهيد رشيد كرامي? أين هم الذين أعلو الصوت ضد سلاح المقاومة? أليست هذه دولة قالت إنها ذات سيادة ? و لها حكومة منتخبة!! و تلعب مباراة تعايش !!و قررت أن الأهم عدم الإستماع إلى أصوات شبابها في إنتخابات بلدية من المقرر لها أن تقع الشهر المقبلعلى مدى أربعة أيام آحاد و ما دخل القيادات الدينية الدرزية في التحريض على هيجان غير مبرر للدخول بنا في إنعزال و من أفسد أنواع الإعتزال .
لماذا عندما بث الشريط من 5 سنوات و رغم كتابة النقاد حوله لم تتحرك لا شيوخ عقل الدروز, و هؤلاء الذين بقولون لنا إن شريط المرحومة رندة الشهال ظالم بحق الدروز .
هل في هذا الوقت بالذات ,عندما يظهر الفيلم بنت الثانية عشر, تقتحم الأسلاك الشائكة لإستعادة مجرد طائرة من ورق, بينما منذ 33 سنة تخلى غيرها من الدروز عن المقاومة و يتفرجون على الإحتلال بدون إظهار أية محاولة في حق شرعي لدحر الإحتلال .
شو هالقبضايات على غيرهم من إخوانهم العرب, من الذين تخلوا عن المقاومة , يظهرون لنا عضلاتهم أمام بيت رئيس مجلس إدارة فضائية لبنانية في مقدمة مناصرة قضايا التحرر و مقاومة الفساد ,هل يريدون إن ننسى شيئا ما ?.
ألم يكن من الأجدر إظهار هذه التهديدات أمام كل درزي يقبل العمل ضمن جيش العدو و هم كثر و الله .
كنا نعتقد أن تقوم الدولة بواجبها في حماية الحريات و السلم الأهلية و حياة الأفراد و إعتقال هذه الفيالق الخارجة عن القانون , يعني شو, اصبحنا مثل المواشي كما جاء في بيت شعري, أرسلته لي شاعرة عربية, للشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم ,عبر فيه عن ألمه بعد خضوع الريس بارليف لعملية إستئصال المرارة , و بعد دخول أصالة نصري على الخط و نزلت تغني على كوبريات النيل ,في يوم شم النسيم .

أحنا فداها ,تفرقع مرارتك,نفرقع وراها
حالنا بدونك عمره ما مشى
إحنا بدونك شوية مواشي
من غير راعيها

يعني أصبحنا شوية مواشي يا دولة ? يتهددنا البعبع من هنا, و يقتل أطقالنا كما وقع مساء الإثنين 5 نيسان, بعد مقابلة أيضا في كرة القدم , حيث كان من المفروض حماية أمنية حول هكذا مباريات , و نسمي هذه الجرائم, بإشكال!! حصل بين هذا وذاك !!حصل بين فريقين ! غريب والله منطق هذه الدولة التي تريد إستقطاب الممولين ,و خلق مواطن شغل , و هي غير قادرة على ضبط أمن مباراة كرة قدم .في آخر مناطق جنوبنا .
.
إذا كان بعض الدروز وصلوا إلى هكذا أفعال محرمة, و سقوط قتلى بعد مقابلة كروية ,لأن الزعامات السياسية, إما لم تعد قادرة على تحمل مسؤولياتها, أو إنها متواطئة , و كما كتبنا محذرين أننا سنصل إلى المحضور, راجع مقال الكاتب بتاريخ 29.03.10 بعنوان ..لا شئ يسترجع بدون غضب جماهيري ..,.فقرأ بعكس ما أريد له, ماذا سيسترجعون بالغضب الجماهيري أمام بيت رئيس مجلس إدارة فضائية أو محاصرة مكاتبها? كان الأجدر بهم توجيه غضبهم نحو الأراضي المحتلة في الجولان , ليعرف العدو أنهم مصممون على إسترجاع المسروق, و عقاب الدروز المنخرطين في جيش العدو .
في ذلك المقال المشار إليه إعلاه ,كتبنا حول زيارة وليد بيك إلى دمشق إنها ستقع في السويعات القليلة القادمة ,و لم نتجاوز 24 ساعة حتى تمت المصافحة بين وليد بيك و الأسد , و كتبت الصحافة إنها مفاجئة ,في التوقيت !!و لكن المتتبع لتحركات وسيط حزب الله في ترتيب اللقاء و إرادة الرئيس السوري تصفية الأجواء ,جعلت قلة من الدروز تستغل غياب وليد بيك و تقوم بما قامت به ,هل هي عملية تمرد بيضاء لمعرفة قوى الوريث تيمور جنبلاط ? هل أن الجماعة تريد الإنشقاق ? إستغله الأمير أرسلان في ندوته الصحفية الثلاثاء 6 نيسان , و كأنه يكرس سياسة دويلات ,تحكم دولة واحدة ,بتأييده عكس إتجاه وليد بيك , رغم تحالفهما في قائمة الإنتخابات البلدية, هذه تسمى سياسة التحيات الزكيات , أنا أتحي, و أنت تزكي, و هكذا تمكن رجال دين إلى حذف مقتطفات من الفيلم طائرة من ورق و اليذهب وزير الثقافة في ألف داهية, رجال الدين لهم الكلمة الأخيرة و اليد العليا و من يخالفهم فاليخرس .
وقاحة ما بعدها وقاحة, ثم نتسائل, لماذا يصلون إلى محطة الإرهاب ,من جراء تخاذلنا طبعا , و نفس سيناريوا يواجهه الآن الوريث الآخر, جمال مبارك ; و ما شاهدتموه بالأمس بالقاهرة نفس ما حصل و يحصل في بقية بلداننا و هذا أهم من طرد و تطهير عرقي بالقدس أمام مرآى و مسمع الكل, قادة و عسكر و مواطنين , هي مجرد يروفة ضد الغضب الشعبي ايضا, ;و الدروز أو بعضهم همهم مقاتلة طائرة من ورق.
: نحن هنا نسعد بوريث الشهيد رفيق الحريري الشيخ سعد دام رخاؤه علينا حتى يسعدنا بحقنا في إنتخابات بلدية نزيهة و قد تمرن على قنون المباغتة و التضليل بالمراوغة و تسديد الأهداف عن بعد و تحمية عضلاته ب T- Shirt رقم 22.
و لا نترك رجل دين آخر يتمتع بإستراحة على كرسيه , حيث أن شيخ الأزهر يريد قيادتنا إلى التناحر شيعة و سنة ,بقوله لا نسمح للشيعة بالتواجد, ما لم تسمح إيران للسنة بالتواجد!! و هكذا ننزلق إلى وضع رجال الدين يدهم فوق رجل السياسة , حتلا لا ا يسمح لتا إلا بثقافة الحشاشين و القرامطة .
الدول الخائفة من رجال الدين مع إحترامنا لهم ,لا تصنع حضارة و نقع في المحضور.

تصبحون على خير .

إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: