

كارت أحمر...
بقلم: إبن الجنوب.
.
The Independent on Sunday launches, a campaign to encourage people to
exercise their right to vote – a right that people in the UK once died for.
هذه إحدى إفتتاحيات الصحيفة البريطانية ذي إنتديبندانت أون صاندي و ترجمتها ...
ذي إنديبندانت أون صاندي تطلق حملة لتشجيع الشعب ,على إستعمال حقه في التصويت ,حق مات من إجله الشعب في المملكة المتحدة.
يا سلام, يا سلام, يعني الشعب البريطاني, و هو على أبواب إنتخابات تشريعية في أقل من ثلاثة اسابيع ,آخر همومه الإنتخابات !! فاستوى العمال مع الأحرار, و الأحرار مع المحافظين, وصلوا إلى قناعة أن لا فرق بين موسى الحاج و الحاج موسى, و أصبح همهم البطالة الفاعلة فعل تسونامي و العنف في وضح التهار من أطفال تركوا للشارع لفقدان أهلهم حتى لقمة العيش إضافة إلى الفساد من المشرعين أنفسهم ,فشرعوا خزائن الدولة ,سرقة و نهبا و إسترجاع مصاريف مزورة, أدى إلى تغيير قانون هذا الإسترداد ,ما أنزل الله به من سلطان, و الحال لا يختلف في فرنسا حيث الوزراء يتمتعون بمساكن من أملاك الدولة كرائها بابخس الأثمان و بقائهم بها, و هي المخصصة لمحدودي الدخل ,كحال كاتب هذه الأسطر و مثل أخي أبو الحسن بني صدر, رئيس أول جمهورية إيرانية .
السؤال الذي مر بمخيلتي , لماذا الصحيفة تطلقها صرخة أمام الشعب البريطاني تحثه ليذهب إلى صناديق الإقتراع و تذكره بتضحيات أجداده من أجلها و يدلي بصوته في أيار القادم ? و إن إمتناعه عن التصويت يعني أن أقلية ستتمرغ في الحكم و تتلذذه ضد الأغلبيةلو لم تكن المقاطعة سيدة الموقف , و تصبح شقيقة لنا, و عين الحسود فيها عود, و هكذا يلتحقون بنا ,حيث إنقطعنا عن التصويت و الذهاب إلى الخلوة, لعدة أسباب ,جعلت العالم العربي عن بكرة أبيه تحكمه أقلية, دفعتنا إلى الإعتقاد ,أن لا شئ سيتغير بالتزوير, نتج عنه إضراب عن التصويت ,فأصبح الحكم بطريقة ديمقراطية مزورة , و أحزاب النصف دزينة , ,صنع صحافة حراس القصر , و نتيجة لا تعكس الحقيقة , و عندما تنهار الثقة في بريطانيا ,بدور الإنتخابات في المجتمع ,و تصرخ الصحافة إن الديمقراطية في خطر, يكون موقفنا نحن الذهاب للتصويت ,سواء في السودان ,و هو في آخر يوم إنتخابات تشريعية تلفظ انفاسها الأخيرة اليوم, أو لبنان وتونس بإنتخابات بلدية و هذه البلدان ستعيشها في هذه المدة , علينا الذهاب إلى مراكز الإقتراع و التصويت ,لا يهم إن زورها الحاكم, فهو يعرف على الأقل الحقيقة التي لم تعد 99.99 بالمئة ,و البوادر أصبحت واضحة في جمهورية مصر, نزل الشعب إلى الشوارع ليعلن غضبه عن سياسات خاطئة داخليا و خارجيا, أفقدت مصر دورها في المنطقة لفائدة الغراب التركي ,فعندما يقول أردوغان الجنون الإسرائيلي ,يرد الريس بارليف بمواصلة البناء في جدار العار الذي لم يستمع فيه إلى صوت الشعب الرافض محاصرة شقيقه, و أن له أن يسمع الشعب بهكذا أفعال? و دفعنا إلى عدم القيام بواجبنا الإنتخابي و أصبحنا من المضربين عن الإدلاء بصوتنا , نعم صوتنا سيزور, و لكن نحاسبه عن التزوير عندما تدق ساعة العمل الشعبي للمحاسبة .
غربا و شرقا أصبحنا في نفس مركب المضربين عن التصويت, غربا و شرقا سنساعد في زحف الديكتاتورية و بقائها عقودا و عقودا على العرش ,فإضراب البريطانيين عن التصويت جعل العمال يصبحون ملوكا لأكثر من عقد و نصف في داوننيغ ستريت , و مالفرق بينهم و بين حكم بوتفليقة أو محمد السادس ? و صرخة الصحيفة البريطانية تتنزل في هذا الإطار.
هذه الليلة المواجهة كبيرة بين الثلاثة شياطين في بريطانيا, نيك غلاق عن الأحرار ,غوردن براون عن العمال, وديفيد كاميرون عن المحافظين, حيث وصل خبراء أمريكان في المواجهات المتلفزة ,و هم المتقدمون في هذا المضمار بنصف قرن خبرة ,حيث سيتنازل أمام أكثر من ثلاثين مليون مشاهد داخليا و المئات خارجيا لمتابعة التراشق بامتع العبارات وسيجدون الأعذار للبرامج التي لن تنفذ, أمام قيدوم الصحافة البريطانية ألستير ستيوارت بشبكة ITN ,المتعود على قيادة هكذا مواجهات ,تذكروا آخر مواجهة إنتخابية من 5 سنوات خلت ,ثم تنتهي الفرجة و يستدعي كل منهم الآخر لقدح شاي و كأن شيئا لم يكن على مدى 90 دقيقة .و أنا اتثبث بمواجهات الإتجاه المعاكس هذه حية لا تصيبنا بالملل حيث الحذاء و المنفضة و الملفات جاهزة لتركيع الآخر و يقال أن سيارة إسعاف دائما جاهزة أسفل المحطة لنقل مصاب .
يوم الحظ لنا العرب في بريطانيا من حاملي الجنسية المزدوجة يوم السادس من آيار, لنطلقها صرخة نعاقب بها الأكثر تعلقا بالصهاينة, و المتفرجين على التطهير العرقي بالقدس ,و محاصرة شعب هانوي العرب .
أيها العرب حاملي الجنسية البريطانية, هذه فرصتكم ,لا تقاطعوا حقكم في المقاومة السلمية ,كونوا في مستوى آمال شعوبكم حيث تمثلونهم بحيويتكم و حبكم لقضايا الأمة ,كونوا مع الأقل ضررا للقضية الفلسطينية ,لا تتركوا الملعب خاليا للصهاينة حتى لا نستمر في مشاهدة نكبة أخرى دون حراك.
التغيير, التغيير, لن يتأتى إلا عندما يقوم الناخب بواجبه الذي من أجله ضحي شعبهم , و عندنا التغيير, التغيير, لن يتأتى بالمصالحات الزائفة الداعية إلى إنتخابات فاقدة لجوهرها عندما تكون البلاد تحت الإحتلال ,و تغتال نتائج أصوات الشعب , لأول مرة لم تزور في الأراضي المحررة و في العالم العربي قاطبة .
تقطع أصابع الذي يتصالح مع من أمضى مع عدو ضد مصالح شعبه.
تقطع أصابع من يتصالح مع من مكن العدو الصهيوني من التطهير العرقي و إقتلاع الشعب و إقامة الجدران لعزل و خنق الأمة ,و ما شاهدتموه سواء في الأراضي المحتلة, أو مصر, إلا كارت أحمر,ليس من حكم سويسري إستقدمناه ليحكم بين فريقين مصريين غدا, معلنا طرد من يزورون و يقمعون و يحبطون الشعوب العربية من إداء حقها الإنتخابي دون اللجوء إلى تزوير مطامحهم و آمالهم.
في الأثناء مصر, و هي تحت الطوارئ يرتعد حراس رئيسها عن أمن المكلفين بمحاصرة الجماهير, و ما سيسمعونه من نعوت كل أسماء الحيوانات غدا ,على إستاد القاهرة في مقابلة بين الزمالك و الأهلي ,و هو المتنفس الوحيد الذي يعوض صناديق الإقتراع, لذلك كان اللواء إسماعيل الشاعر نائب اللواء العادلي إشكنازي المسؤول عن أمن القاهرة , يحذر و يزبد أن في جعبته حفنة إجراءات صارمة , يا جمالوا, يا جمالوا , يا إسماعيل بيك ,يعني نحن لسا ,و لحد هلق , ما شفنا صرامة يا ساتر يا رب .
.نعده أننا سنستقبل الحكم السويسرى ماسيموا ,بما يليق به من هدوء و تمدن ,و نكبت غضبنا ,على شرط نسدد للزمالك بما يليق بمقام الحكم ماسيمو, نثبت به حسن الضيافة الشرقية.
يتسائل المواطن العربي ,بما أننا لا نثق بحكامنا على الملاعب, و هذا عار ما بعده عار, لنواصل إذن إختيار حكاما أجانب لإدارة الماكينة السياسية ,لأن الثقة فى الأنظمة لا تقطع إلى شرائح ,يعني بعض المقابلات الرياضية و الغير مصيرية لا ينبغى أن تزور, بينما الإرادة الشعبية تداس و تزور و علينا القبول بالنتائج و الحكام غصبا عنا .
كل محاصراتهم و إحتوائاتهم سواء لتزوير صوتنا إو دفعنا إلى الإضراب عن التصويت ,قصرت قامتهم أمام قامات جيلنا,و لا يبقى بحوزتنا إلا كارت أحمر,نلقي به في وجههم.
تصبحون على خير
إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق