2010/04/18

رماد بركاني ,عقاب إلاهي ,في ذكراك قانا.



رماد بركاني ,عقاب إلاهي ,في ذكراك قانا.

بقلم: إبن الجنوب

منذ فجر الخميس المنصرم عندما ثارت الطبيعة في إيسلاندا, إندلعت ثورة بركان زلزلت الأرض تحت أقدام أكبر الدول الصناعية , خسائر منيت بها دول اللصوصية و سرقة عرق جبين الطبقة الشغيلة , خسائر أنزلها رب العزة على من جعلوا الإستهزاء برسول الأمة من ضمن حرية الإعلام , و إستعملوا كل الأشكال الساخرة .
شلل جوي شرقا و غربا , فيضانات داهمت مئات منازل إنتزعت أراضيها من أصحابها ضمن قوة المال و النهب بمساعدة الأقرباء و الأصهار ممن يحتلون مراكز الحاشية و يحتكرون كل السلطات .
مجرد سحابة بركان في إيسلاندا , قطعت عنهم التواصل و جعلتهم رهائنها .
22 ألف رحلة جوية ألغيت يوميا , بمعنى إذا إحتسبنا معدل ركاب كل رحلة 300 مسافر, هاهو الرقم الذي يخيفهم يطلع على شاشات فضائياتهم , ستة ملايين و 600 ألف مواطن تعطلت حركتهم الإقتصادية , هذا يوميا ,و ها نحن في يومنا الرابع و لا جديد في الأفق, بحيث وصلنا اليوم إلى 24 مليون و 400 ألف مسافر تعطلت دورتهم الإقتصادية , رهيب ,رهيب ,أرقام لا يعرضونها على شعوبهم .
تصوروا حسب الخبراء ,300 مليون دولار خسارة يوميا لكل مؤسسات الدورة الإقتصادية , و إلى حد اليوم , مليار و 200 مليون دولار .
المخاطر تفاقمت و خلايا الأزمات تضاعفت ,و لا حل في الأفق, بل الغبار البركاني تصاعد أكثر, و قرر عدم الإنسحاب حتى و إن إجتمع مجلس الأمن, و توعده بعقوبات وخيمة , يقول أحد الذين يراقبون مطارا أوروبيا إتصلنا به ,إن مجموعة من الصهاينة كانت في رحلة إفترشت الأرض , و بدأت في تلاوة تراتيلها ,حتى إن هناك من قال له إنه عقاب الرب على أفعالهم عندما ذكره صديقنا أنه في مثل هذا اليوم من سنة 1996 ,أهلنا في قانا و في حماية الوحدة الفيجية هوجموا من طرف رئيسهم المجرم شمعون بيريز, بقصف عشوائي , مجزرة رهيبة, رهيبة, للذي شاهدها , أطفالنا ,شيوخنا ,نسائنا أشلاء محترقة, 200 شهيد و شهيدة , و هذا الإجرام إدانته مرفوضة, بل شجعته الإدارة الأمريكية بوضعها حق النقض على مجرد إدانة, لن تعيد إلينا أهلنا ,و بعد كل هذا لا زلنا نقدم التنازلات من مبادرة عبد الله فريدمان إلى بني مازن المشغولون بغلمانهم و مصالحاتهم الغير بريئة و الفاقدة لكل معنى.
ماالذي ننتظره من هذه الإدارات الأوروبية و الأمريكية غير أن ينزل عليها ربك حجارة من سجيل? غضبه الذي لا مرد له إفلاس مصارف, حركة طيران مشلولة , بما أن أيسيلاندا واقعة في منتصف طريق القارة الجديدة و القديمة و الربط أصبح مستحيلا.
مالذي ننتظره من مصالحة مع أعدائنا و عقاب الرب نزل عليهم بفارق أيام عن مجزرة قانا ’? هذه التي أهداها شاعر رفض كل الإنبطاحات العربية, شهيد حبه لقضايا أمته ,نزار قباني الذي غاب عنا ليلة عيد العمال 30 نيسان 1998 .

وجه قانا
شاحب كما وجه يسوع
و هواء البحر في نيسان .
أمطار دماء و دموع
دخلوا قانا على أجسادنا
يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب
دخلوا قانا كأفواج ذئاب جائعة
يشعلون النار في بيت المسيح
و يدوسون على ثوب الحسين
على أرض الجنوب الغالية
قصفوا سحر الجنوبيات
و إغتالوا بساتين العيون العسلية
رأينا أمريكا ترتدي معطف حاخام يهودي
و تطلق المجزرة
على أفكارنا بدون سبب
إنتظرنا عربيا واحدا
يسحب الخنجر من رقبتنا
فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة

نحن في غيبوبة قومية, غيبوبة سريرية , لذلك يتواصل الإعتداء علينا, و ما مجزرة الشجاعية أول أمس, إلا حلقة من مخطط تهيئة عمرانية نازية لمحرقة أخرى ضدنا , و نحن لن نضع السلاح, تزوجنا المقاومة , و رب العزة يمهل و لا يهمل , سيدفعون الثمن غاليا لقانا الأولى و الثانية, و لجنوبنا و لمحرقة هانوي العرب .
نحن نسحق و نحرق, و بنو مازن مشغولون في غلمانهم المكلفون بالتفاوض العبثي سرا الآن, نعم إخوتي في العروبة حولهم ميتشل و يتفاوضون الآن, في هذه اللحظة التي تقرؤونني فيها.
حياك الله يا نزار, ذبحوك من كثرة الهم و الغم .
نعم أخوتي في العروبة نحي اليوم مجزرة و بعدها مجازر أخرى و مع هذا صامدون , رغم أن بعضنا في غيبوبة وطنية طالت بهم , و هكذا تركنا بعض العرب يصبحون صهاينة أكثر من الصهاينة, و لا تستحقون مني رسما لهم ,فهم أشهر من نار على علم, للأمة التي تعرفهم حق المعرفة.
رب العزة لا ينام , و ليس له كفؤء أحدا, يقول كن فيكن , لا ينفع فيها فيتو و لا هم يحزنون, شاهدوهم الآن ,هل هم قادرون على تخطي أو عبور مجرد رماد بركان ?.
كلما إزداد القمع ضدنا, كلما أرسل الله عليهم رمادا بركانيا أكثر عقابا من الخردل , و القنابل الفوسفورية ,هم مشلولون الآن , هاهم عاجزون أمام العقاب الإلاهي , لا ينفع فيه لا دولة نووية ,و لا مؤتمر لمزيد من خنقتا .
سنعود بأكثر تعمقا في ذكرى غياب نزار قباني ,لنحج إلى بيت أفكاره, بالسمفونية الجنوبية الخامسة.


تصبحون على خير

إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: