2009/02/18

تاريخ النشر : 2009-02-17

لم تتراخى قبضاتنا, و لم تتقلص أحلامنا .
بقلم : إبن الجنوب


شاهدت جماعة آل سعود شهرت, 14 آذار, ببيروت في ذكرى إستشهاد رفيق الحريري, و فقاقيع خطبهم لا توحي أنهم حملوا إلينا شيئا جديدا, خلاف تكرار و إعادة تكرار, ما هم مطالبون بترديده,حتى و إن كانت شعارات تستفز فريقا من أبناء الوطن الواحد لا يهم المهم يقومون بالواجب المطلوب منهم..
نحن جيل الحريات التي حملناها بالبرج أو ساحة الشهداء, كما يحلوا للبعض تسميتها, و هي الأرضية التي مهدت لشئ من حرية الرأي ,ثم مرغوها تارة في حرب أهلية, وفي الفوضى, و التفرد بالسلطة ,و تارة أخرى في الإعتداء على الحريات من كل جانب , فجائهم الإعتصام, حركة رفض سلمية, حركة تمرد على المستكرشين , عندئذ أرغموا على التوافق مع الفريق الآخر, و لم تشفع لهم صداقا تهم لا مع الخوجة ولا مع فيلتمان في رفع الإعتصام ,أحد أشكال العصيان المدني في وجه من يرفض الحوار دون إراقة دماء. إذا كان فريق 14 آذار يعتقد أنه أدركنا التعب و اليأس من رحلة قادتنا و على القدمين إلى عقول التغييرالمحتشم لملوك و رؤساء لهم سقطات والتوائات , و هم الذين مستقوون علينا بآل سعود ,,, نقول لهم , لن يلهيناصراخكم و مظهر وحدة مزيفة و مصطنعة و ها هو تجمع وسط إنشق عنكم و البقية آتية, يحق لنا إنتقاد حاميكم ,كما تنتقدون حلفاء فريق سياسي آخر,,إن التعديلات الحكومية لدى آل سعود هي تهدئة للمرجل الذي يغلي داخل نجد و الحجاز, و تهدئة لوضع متردي بين السلفيين و الوهابيين, و بالتالي لا يمكن أن يمر هكذا بصمت دون أن نقرا ابعاده, و لا بد أن تصيبكم بعض شظاياه, فلا صداقة في السياسة هناك مصالح و تشاهد ون بعض الغزل بين آل سعود و دمشق هذه الأيام و جنبلاط بيك يواصل حملات الإفتراء ولا بد لحلفائه من لجمه عندما ياتي الأمر من آل سعود و مع مجئ أوباما و رحيل بوش دور آل سعود سيتقلص عما كان منذ إغتيال الحريري و خروج القوات السورية, أو ما يسميه البعض الإستقلال الثاني, و من هنا جائت تسمية 14 آذار, شهر بعد الإغتيال, و هنا لا بد أن نفتح قوسين )من كان المنتفع من الجريمة ?بالطبع ليست سوريا (نغلق القوسين, تعديل حكومي من آل سعود غير كاف, و الصورة الأولية التي تعطيها, هي خفض درجات الغضب و إمتصاص النقمة , خاصة و منذ 2005 آل سعود مهتمون بالزج بأنفهم في تقسيم المنطقة ,و حلم آل سعود أن يستيقظوا الصبح يجدون أنفسهم قوة إقليمية,كيف يكون هذا و لم يتحرك الملك لإصلاح ما افسده الركود و التعسف ,ربما لا يريد الإصطدام مع جناح يصر على الإصطدام به, كما حصل إبان التغيير الذي حصل إثر وفاة أمير الكويت ,و هناك تنافس شديد بين الأمراء, كل يريد نهش جزء من الوطن, و المرض الخطير لولي العهد وزير الدفاع ,وتردي صحة وزير الداخلية, و آلام حادة بالعمود الفقري لوزير الخارجية, أطلقت يد الملك ليقود تعديلات, ربما توقف الوجع الشعبي مدة, و لكن لا تذهب إلى أصل الداء الذي ينخر شعب نجد و الحجاز مع البقاء على الثلاثي الذي ذكرناه آنفا , ربما هذاالأمر سيكون في مرحلة قادمة ? الملفت للإنتباه أن يصبح سفير آل سعود هناة وزيرا للإعلام !!! يبدو أنه كوفئ على إشعال النار أكثر من اللزوم بين الأفرقاء عندنا بترقية تغطي دوره و تمويلاته لطرف ضد آخر, و الملفت أيضا للإنتباه أن سفيرين معتمدان سابقا هنا, عملا اليد في اليد,و قع ترقيتهما إلى رتبة وزير, عبد العزيز الخوجة, و الأمريكي جيفري فيلتمان ,نائب وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط.
عن أي إعلام يمكن أن يحدثنا الخوجة, وقرائته للإعلام, إشتراء أقلام ,و هو لا ينكر, ربما تدخل في خانة الزكاة ? و دون أن نسمي أسماء, فهو دعم صحيفة عندنا هنا ب 100.000دولار أخيرا, صاحبها كان ضابط بالجيش, و على مدى سنوات الحضور السوري كان من أقلام طبلة الزفة كل صباح ,حتى إنه وقع تجميد حساباته, و رفع السريةالبنكية عنها و وقع إستدعائه كشاهد في لجنة التحقيق الدولية حول إستشهاد رفيق الحريري, و الأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعاني منها الصحف , تتغير لتصبح أزمة الوصاية, نخرج من وصاية و ندخل تحت أخرى ,من ملقني الدروس بالأمس,جعلته يلتفت يمنة و يغمض يسرى الأمس و يصلي على النبي و يتوكل على الله ثم يقبض ,و سبحان ربك مبدل الأحوال و الأراء و العقيدة , ما هذا السحر الذي يحمله الدولار على أقلام تحايلت علينا و خانت ثقتنا.
الآن هل هذا التعديل الوزاري لدى آل سعود سيغير حال شعب نجد و الحجاز ? هنا تتفق قرائتي و لأول مرة, مع وزير من وزراء آل سعود و هو السيد إبراهيم العساف لفضائية يمولونها ...أنا لا أتوقع أي تغيير و أنه سيكون هناك إستمرار...
هل هذا التعديل سيعيد حق السنة في الرد على الحنبليين الذين يمسكون برقاب شعب نجد و الحجاز أو ستقطع ألسنتهم ?.
تعديل وزاري أكثر منه لتهدئة و ضع إجتماعي متأزم من وجود حلول , مثلاحول كيفية إستثمار الفائض النقدي للشعب الذي يرى ثرواته تلتهمها البنوك الأجنبية التي أفلست, و لكن لا أحد يعطيك مدى الخسارة التي تعرض لها الشعب , هذا تعديل إقرار بسياسة الإنتظار و الجمود لم تعد تجدي.
شعب نجد و الحجاز ليس بحاجة إلى حراس أخلاق أصبحوا طرف نزاع ,و تعيين رئيس جديد لهيئة الأمر بالمعروف ,ووزير عدل جديد يعني هناك تذمر شديد و أن العدالة مطعون فيها و لكن ما معنى وزير عدل لعدالة بلا ضوابط و لا قواعد, و بقراءة متروكة للمحاكم الشرعية و قضائها المتزمت .
هذا التعديل الوزاري ,كذلك الذي يقول لك إنه يجاور السبع و كأنه أتى أمرا عجيبا , بينما لو تعلم كيف يجاور شعبه دون أن ينالهم منه أذى ربما يكون هذا الشعب قد بدأ يسترجع حقوقه.
أما تحفة التحف هي هذه التسمية الجديدة, نائبة لوزير التربية لشؤون البنات !!! قدموا الشربات يا بنات محضوظات أنتن لكن وزيرة البنات !!!!!محجبة لم نرى منها سوى عينان كالذين يطلعون علينا أثناء الحرب في كل أنحاء العالم على الأقل صوتهم يدل على الجتس ,و من قال أن نورة الفايز لم يقع إستبدالها بغول, تحت الحجاب و يوهموننا أنها نورة الفايز نائبة من كان وكيل الحرس الوطني, ليصبح وزيرا للتربية الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود. !!!!
إذا رأيتم تاجا يلمع على رأس ملك ,ذكره يا شعب, بالخرقة و الصابون ,و لولاهما ما كان يلمع التاج ,و هذا يعني ضرورة التكامل بين الطبقات , و لا ينفع آل سعود تعديل وزاري ما لم يذللوا كبريائهم و النظر العلوي لشعب نجد و الحجاز.
شعب نجد و الحجاز شرب دموعه بإبتساماته, و لا زال رافعا قبضاته و لم تتقلص أحلامه , و يقول, ربي ,أهلنا أن نراك في كل نفس, و خاصة في نفوس من يتحكمون بمصير الأمم.
إبن الجنوب

ليست هناك تعليقات: