سباق مصري/ قطري خطير.
بقلم : إبن الجنوب
منذ اسبوع كان رئيس الوزراء القطري, وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم في ضيافة الرئيس الفرنسي سركوزي , هذا الأحد في سباق تناوب التشرذم العربي, حزم الريس حقائبه و طار في إتجاه سركوزي , ربما ليعلن السبق السياسي و نشاهد الدخان الأبيض من مدختة مدفئة قصر الأليزي, يعلن إتفاقا شفاهيابين الفصائل ,هذا اعلى سقف نتوقعه , و أنه تحصل عليه ضمن إطار موقعة تاريخية قمة الشرم و شروطها أو ما يسميه الريس عملية السلام بالشرق الأوسط و المصالحة الفلسطينية/ الفلسطينية تذكرني برجال المطافئ في جنوب شرق إستراليا حاليا, ربما أحدهم أشعل الحريق و تراه مع من يتسابقون في عملية الإنقاذ و الإطفاء .حيث الشجار تنفجر و السماء تمطر رمادا عافانا و عافكم الله و كأنهم في غزة إبان الحرب عليها .
أنا اعتقد تفصلنا سويعات عن النصر العظيم للريس, التوصل لإستعادة التهدئة بالقطاع و تسوية الوضع المتأزم ,طبعا في ضوء المبادرة المصرية لإحتواء الأزمة, و الإحتواء يعني عدم تطاير شرارات المقاومة للجوار, و تشق البرار و البحار, يا ويلكم يا أهل غزة ,تريدون تصدير الديمقراطية لنا, سامحكم الله, لا, هذه إنفلونزا الطيور لرؤسائنا.
هناك من الناحية الأخرى قطر كدولة مضيفة للقمة في دورتها 21 التي تسلمها إياها سوريا الممانعة !! هنا يكمن سر السباق المحموم بين ال13 دولة نجحت في تجميد ما يسمونها المبادرة العربية في قمة غزة, و 9 دول تريد شل حركة رئاسة القمة العربية , بوضعها المبادرة ضمن البيان الختامي,و هذه التي يسوق لها بعض الأخوة ليس عن قناعة و الله ,و لكن طبقا لأوامرجهات كانت تتوقع إستسلام المقاومة,كشفها العدو ,و هي مسجلة حرفيا بتاريخ 6 كانون الثاني 2009 بصحيفة هآرتزالصهيونية, أكدها في مرحلة أولى الريس في قمة الكويت 19 و 20 كانون الثاني , و لكن فقط في جزئها الأول تجاه من سيحتضن القمة العربية في 29 آذار المقبل و من يترأسها حاليا , ثم بعد 15 يوما و في عيد الشرطة مر الريس إلى السرعة الثانية و أكمل الإفصاح عن كل ما نشرته هآرتز, متهما طرفا من الفلسطينيين و يكاد يبرئ المجرم !! هل يمكن لنا من هذه التواريخ الثلاثة, 6 كانون الثاني هارتز, و19و 20 قمة الكويت ,و 5 فبراير عيد الشرطة, إستخلاص شيئا ما. ?
ألا يحق لنا وصف الحالة الراهنة أنه سباق محموم بين قطر و مصر, لا ناقة و لا جمل للفلسطينيين فيه, و لكن يدفعون ثمن هذا الإنقسام العربي ,و كل يأخذ فلسطين رهينة , و هي لا تطلب إلا العيش كعباد الله في حياد تام,و لها كل مقومات أن تكون منافسة لنا عندما كانوا يطلقون علينا سويسرا الشرق , أرى فلسطين دولة علمانية ذات سياحة مزدهرة يحلو فيها العيش , تستقطب تمويلات هامة , هذا أيضا أحد عوامل إعلان الحرب عليها منذ 60 عاما .
أنا لا أفهم كيف يعلنون أنهم يعملون من أجل المصالحة الفلسطينية/ قلسطينية و هم غير قادرين على المصالحة بين بعضهم , إذا كان رب البيت العربي بالطبل ضاربا ,فلا تلمن المقاتل و المقاوم على الرقص على أنغام التجاوزات في ظل الإرتباك.
سباق محموم خطير لشئ واحد, هو من يتزعم أنظمة عربية متهالكة مترنحة لا تحمل لنا أي برنامج , أمثل هذه الحالة الراهنة كالكعكعة, الشعب العربي , كل يأخذ سكينه و يقطع جزء يتذوقه , و الآخر يطعمه لحبيبته , إفتحي بقك يا جميلة تذوقي هذا الجزء , و الآخر يريد تشليحها بخشبة على مزاجه.
نحن وصلنا الآن إلى تحمل قدر لا بأس به من الفضلات السياسية , و فقط عمرو موسى له حق الغضب ,و هو غاضب شديد الغضب من بعض الإعلاميين , لا زلنا نحب عمرو موسى و نكره إسرائيل, و على الأقل ترد علينا في الهاتف و لا تبلغنا أنك لست حرس حدود في رفح , نحن نحترم حرس الحدود ,فهو مسير و ليس مخير, يطبق أوامر بمواصلة الغلق, هل جريمة أصبحت إنحيازنا للمقاومة, بطلبنا الحياة لشعوبنا , و هذا لا يعني تغيير نمط حياتنا وراء ظلاميين .
يستكثرون علينا قمة واحدة في السنة, كان هذا تعليقي في مراسلة لتلفزيون الشارقة من بضعة سنوات خلت و الحيرة سيدة الموقف, لم نجد إلى من نسلم رئاسة القمة, هل التاريخ يعيد نفسه و تنعقد قمة برموز درجة ثالثة .عزاؤنا أن القمة العربية الثانية مع دول أمريكا الجنوبية تلي قمة العرب و سيكون شافيز و موراليس مع موعد الشرف على الأرض العربية التي روتها دماء شرفاء هانوي العرب و جيش العبور المصري و أبناء الجنوب , ربما سيقع تحاشيهم والمصافحات الصدفة فقط تقع مع المجرم بيريز.
من لم يحضر جنازات الشهيدات و الشهداء , و شاركوا في مواكب الدفن كما شاركنا في العديد منها على طول و عرض هذا الوطن على صغره , بين صمت الوالد , و دمعة حائرة في مقلتي الوالدة , و دموع تبلل وجه الخطيبة الحبيبة , و لكنها تصمد و لا تنهار ;و حبات الأرز المنثورة في آخر نظرة ربما يصعب عليهم فهمنا .
اللهم وفقنا إلى عقد قمة ,تكون الكلمة المسموح بها فقط إلى كل قادة فلسطين, و لا تنفض القمة إلا على برنامج يلتزم به الجميع, و ندعو المولى عز و جل أن يحمي رؤساؤنا من شر الحاسدين و النفاثين في العقد , و نطمئن على صحتهم في هذا السباق المحموم بين الفيل و التنين , و لا تجعلهم شماتة لأعدائنا الذين يجيدون السحر و الحسد .و هم مرشدونا إلى الصراط المستقيم.
إن غريزة الزعامة قوية, عنيفة, أدعو معي الستر منها, و من هديرها ,و إتركوا لي مكانا معكم بهانوي العرب .
إبن الجنوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق