2009/02/11

إقرار بفشل منطق الحروب

إقرار بفشل منطق الحروب ضد الشعوب

بقلم : إبن الجنوب

تابعت تحركات جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما في أروقة المؤتمر 45 لمونيخ الأمن الأسبوع الفارط, و دعاباته مع الرئيس الفرنسي سركوزي, ثم خطابه المباشر الذي يختلف من حيث الشكل و الجوهر عن سابقه الديك الصيني . اللافت للنظر أنه يحمل خبرة كيفية الإتصال لمن يتوجه إليهم بالكلام ,هناك أريحية و هدوء توحي أنه إقتنع بإقرار فشل القوة العسكرية لكل الأزمات , و اللافت للنظر من حيث الجوهرأنه كرر عديد المرات عرضه فتح حوار مباشر مع إيران , و إستعماله مفردات مثل, سنشارك , سنتشاور ,سننصت , و ليس سنتنصت, كما هو الحال الذي كان قائم عندنا و أطاح به جبران باسيل, ما أفقد جنبلاط بيك و سمير جعجع صوابهما ,و لعلعوا, إنها مؤامرة إيرانية ,و زجوا بإسم سيد المقاومة . بينما أمريكا يأخذ رئيسها منعطفا ب 360 درجة ,تاركة سلة الفضلات البوشية التي تغذى منها المحافظون الجدد على مدى 8 سنوات ,نحن يحتفظ بارونات الحرب عندنا بالزاوية القائمة 90 درجة.
جو بايدن أكد في موتيخ للأمن, على ما يسميها الطموحات الذرية لإيران , و هي بالتالي إقرار بأنهم ليسوا واثقين مما نحن واثقون منه ,,إمتلاك الدويلة المزعومة قوة نووية, ليس لتوليد الطاقة , وإضاءة شوارع حيفا و إسدود و جباليا و بيت حانون و الشجاعية و القرارة ,.بل لتهديد ما تبقى من سلم بالمنطقة المنكوبة بحظها التعيس, أنها تمتلك ثروات باطنية ,لا هي تنعمنا بها ,و لا هي جلبت لنا السلام , اللهم جفف كل الابار البترولية عندنا, إنها مصدر مآسينا, و فجرها هناك باللوكسمبورغ و لاهاي و مونيخ و تشيكيا و بولونيا .
مشهد جو بايدن يلقي خطابه بالمؤتمر, بدى لي و كأنه يلوح بغصن الزيتون , و إلا ما معنى…. لا تناقض بين أمننا و مبادئنا, بهكذا سياسة يكملا بعضهما البعض.,العالم يحتاج إلى أمريكا و أمريكا تحتاج إلى العالم …. هذا كلام نؤسس عليه علاقات جديدة دون التفاؤل المشط و الإنبطاح.
و أضاف, جو بايدن... نحن نقوم الآن بتقييم كامل و شامل لسياستنا الخارجية , و سنطور قدراتنا الصاروخية لكبح إمكانية تصاعد القوة النووية الإيرانية …. و هو بذلك في الحقيقة لا يقصد إيران, إنما مجموعة الصواريخ التي سنوجه إلى أنف روسيا من بولونيا و تشيكيا للتغطية على عملية النشر .و يوجهون بذلك تحذيرا أن جورجيا خطا أحمر ووضع اليد على إبخازيا و أوستينيا إبان الرئاسة الفرنسية للمجموعة الأوروبية و قبلت الأمر الواقع الذي فرضه بوتين وتشلحت المنطقة كالقطاع و الضفة , هذا هو رده تمويه سياسي بمعنى نحن الكوبري الذي يمررون عليه مشاريعهم هكذا كان و هكذا سيكون.
هناك من يريد إعطاء إيران دورا لا تملكه,لأنه قبض الثمن و أخذ جانب دولة لها مشاكل حدودية حول طنب الكبرى و الصغرى و أبو موسى و هذه إحدى نقاط ضعف السياسة العربية تفتقد إلى الخط الواضح ..إيران و هي تعاني من مصاعب إقتصادية إضافة إلى الحصار و الإحتواء, و أحمدي نجاد نعرف أنه ليس سهل المراس, منذ أن كان شيخ بلدية طهران سابقا, و صراعه مع تيار التفتح , في وضع لا يحسد عليه, وهو على أبواب رفع الدعم عن المواد الأساسية في أقل من أربعين يوما أي بحلول السنة الفارسية الجديدة و رفع الدعم نادرا ما مر بسلام .ما يلفت النظر هو نزامن خطاب مهادن لجو يايدن مع إعلان خاتمي ترشحه للإنتخابات تفسر عدم تشدد في خطاب جو بايدن و كأني به أعطى إشارة يهدف من ورائها إلى إعطاء فرصة ليقرر خاتمي إعادة خوض الإنتخابات و هكذا كان , و هو صاحب رؤية حوار الحضارات , إذن من هنا نفهم ترطيب الأجواء بين الطرفين, أدى إلى رفع ضغط أحمدي نجاد…. لا رجوع عما قررناه و لو أدى ذلك أن نخسر الإنتخابات ….. ماهو نحن نريدك أن تخسر الإنتخابات , يا أحمدي يا نجاد و هذه سياسة شمشون, علي و على أعدائي , لا نحن لسنا ضدك في مجابهتك ضد الأمبريالية و قوة الشر, لا, نحن تصلنا أخبار تدهور معيشة الإيرانيين, و هم يريدون تغير ظروف الحياة و ليس إجبارهم على نمط حياة ,.إيران لها الحق بلعب دور إقليمي, لأن التعددية هي التي ستفرض السلم, ,إما نترك دولا خليجية ترتع كما يشاء لها حماتها هذا غير ممكن..
الدول الخليجية ليست مهددة من إيران, و تهدئة روعها لا يحصل إلا إذا عاد إلى الحياة الشاهنشاه ? و لقائل أن يقول و هل في عهد خالد الذكر كانت مصر قوة نووية ? و مع ذلك هم لهم مرض يسمى هاجس التهديد ,,يستنفرون ليلا, مرعوبين, رأو أغلالا بالمنام , فلعنوا الشيطان, و واصلوا خيار, أن يغطوا في النوم .
جو بايدن و هو قارئ جيد للتاريخ, قال له أحد الحضور من دول التواطئ, نال شرف مصافحة ميشيل أوباما بين رقصتين, البعض يرعبنا برجوع الغراب التركي للمنطقة على بوابة رفح, فأجابه بايدن,هل تتوقعون غزوة فارسية, أو إمكانية غزوة إسبانية عبر جبل طارق ? و هذه دلالة على عدم أخذهم على محمل الجدلا الرؤساء و لا الملوك العرب و الله العظيم إنهم يرون الرعب أينما حلوا .
لست أنا الذي فتت الدولة العثمانية , و لولا سقوطها هذه الخلافة العثمانية, ما سقطت فلسطين بين مخالب شرسة لبني صهيون, و لما نمت فكرة الدولة الدينية للأمة الإسلامية .
هذا هو التاريخ ,و لكن اليوم هناك إقرارا بفشل الحروب الأمريكية, و البديل منح الشعوب المقهورة المحتلة حقوقها, و ليس غريبا تصريح الرئيس الجنوب أفريقي سابقا تابو مبيكي 1999 إلى 2008 إن الذي يجري بفلسطين أبشع من الميز العنصري الذي شاهدناه هنا, و الرجل لم يقلها بلغته الأم لهجة الخوزة Xhosa
بل بلغة أم المآسي العربية .
نأمل أن يكون جو بايدن كشف وجها جديدا لأمريكا, و هو إقرار بفشل سياسة اللجوء إلى القوة العسكرية لنتخلى عن حقوقنا .
إن القضية الفلسطينية, ليست قضية إرهاب, و لا قضية بضعة أناس ناموا و إستيقظوا قالوا السلام عليكم نريد الإستيلاء على أراضي الغير.
إذا فهم أوباما أن فلسطين بما يسمونه دولتين قابلة للحياة يخطئ , ألم يرى الخريطة و تقطيع الأوصال .
فلسطين يا سيد أوباما, و يا ناتو, و يا مؤتمر مونيخ للأمن , لن تكون قابلة للعيش إلا موحدة و علمانية و التعايش بين كل الأديان, و حرية التعبير و الدين, و منزوعة السلاح , كما دمرتم سلاح دويلة الغير مأسوف عليه بيتر بوتا.

ليست هناك تعليقات: