تاريخ النشر : 2009-02-22
كيري على أطلال غزة, و رؤسائنا على شاطئ الشرم .
بقلم : إبن الجنوب
هناك من تابعوا ما كان لدينا من وجهة نظر حول التعديل الحكومي لآل سعود في نجد و الحجاز, و ينظرون إليه بغيظ , و هناك من يرد عليهم و يطالب لو أن إبن الجنوب إختار عدم إضاعة وقته في ملاحقة العائلة المالكة , و آخر بينهم لا يرى حاجة للأسماء المستعارة . ما كنا نلجأ إلى الأسماء المستعارة لوأن أمننا مؤمن, و ليس في فوهة كاتم للصوت , إن المهم عندنا هو إيصال فكر المقاومة , و لولا المقاومة لصارت غزة و الجنوب مسرحا لا يقرأ له العدو حسابا , و يدخل و يستقر و يستوطن, و لكن المقاومة و من أناس كعامة الشعب ,لا يطلبون شهرة , هذا خيارهم ,كما نحترم من يخير الظهور ببزة عسكرية و نجوم الظهر,أو الذي يخبرنا أنه عسكري متقاعد ماذا سيضيف إلى كتاباته هل ستعطيه وزنا غير ما تستحق , الصامتون و الذين إختاروا الأسماء المستعارة , فقط ليحرروا الأنفس و الألسن و الأفكار, تعبد بها طريق النصر و لا يريدون نصبا تذكاريا .
لولا الكتاب و الشعراء أيضا لما وصلنا إلى جعل الملوك و الرؤساء يتنازلون عن شيئ و لو بسيطا من جمودهم و على مكاسب سياسية إغتصبوها و عدم إكتراث لمشاعر هذا الشعب و ردودهم الهجومية خير دليل أن صوتنا وصلهم لا حظتم الريس في الكويت كيف جاء ليس للقمة و لكن لهجوم معاكس على منتقديه و أخيرا رأيتم عمرو موسى يأتي إلى سوريا متأخرا كثيرا كثيرا و لكنه أتى و مهد بحديث يدافع به عن نفسه و إبن الريس صرح بالمس الرئيس مسؤول أمام الشعب المصري و ليس الفلسطيني و سياستنا تقوم على المصلحة الوطنية المصرية هذا هو دورنا دفع الساسة إلى نزع القناع و إظهارهم على حقيقتهم لا ينفع لا التراجع و لا الهروب و لا الصمت الكتاب تحاصر الساسة حتى ظهور الحقيقة. لا يمكن إستبدال قوة الكتاب بقوة أخرى , فهي تضاف إلى قوة المقاومة , هناك حركية في المنطقة ,و حركية غير عادية, تقول لعناصرها أننا موجودون و هناك عدم تلائم بين الوضع الردئ الذي يدخلنا فيه قادة عرب و عدم ملائمته مع ما يمكن أن يولد ويبعدوننا عن رسم ملامحه و المشاركة فيه.
أنا أشرت في مقال بتاريخ ,,17.02.09 , ان أمننا غير مضمون, و أن هناك من إختفوا و هم في طريقهم إلى عملهم و هكذا صار بعد 48 ساعة بعد نشر المقال لموظفين , إثنين من آل صادر, و أخر من آل مقداد , و الأخير وجد جثة هامدة على مقود سيارته بثلاثة رصاصات في الدماغ و هي علامة مشفرة و بكاتم للصوت و الآخر مصيره مجهولإ إلى حد كتابة هذه الأسطر ; ;و لو أن أخبار هذا المساء التي وصلتنا تفيد وجود جثة على أوتوستراد قرب سوق الأحد مصابة بطلق ناري ,و رئيس حزب الكتائب لا يقدر على الخروج ليلا و لو بحراسة مقربة, و أنا في عالمنا العربي أعرف أني لست أنا الذي يخير نهايتي كما كتب المرحوم الطيب صالح في روايته موسم الهجرة إلى الشمال , و لكن الجنوبي عندما ينتهي الموسم , لا يموت في الشمال .
نحن نكتب ليس عن غول نخيف به الصغار, بل نكتب عن أشياء حقيقية و ملموسة ,و نحن تحت إلحاح و عينا و تاريخنا الذي نقرأ فيه ديناميكية مستمرة لصراعنا , و ليس من فراغ, كل هذا النقد بل أوعزت به قوة ظلم رهيب لم أشاهد مثله في الثماني سنوات الأخيرة, حيث تألب ضدنا القريب و الغريب, الشقيق و العدو, بوش و قادتنا , و فعل هؤلاء ما شاؤوا بنا من أجل 11 أيلول مراب فيه, و آخر ما صدر حوله كتاب ضابط فرنسي أعفي من مهامه كأستاذ بالأكاديمية العسكرية منذ أسبوع ,لأنه شكك في أن تكون عملية البرجين من القاعدة, التي جلبت لنا كل هذه الويلات ,و ربما تصبح جريمة إذا عدل القانون كما عدلوه للمحرقة النازية, و التي شكك بعض المثقفين بحدوثها, و أصبحت جريمة.
لكن كل نار تصبح رماد, إلا نار المقاومة الأدبية و المعنوية فهي تزيد .
قاسى شبابنا و أهلنا و صحفيونا السجون الطيارة في دول عربية ,تحمل منها و إليها مساجين راي ,يختطفون من ألبانيا قبرص, مالطا, و تكون القواعد الأمريكية التي تحتضنها ,بريطانيا و إيطاليا, و تتمتع بالحصانة, مكان إستنطاق و تعذيب و تمد الدول العربية فرق إستنطاقاتها المختصة بكل اللهجات .
كتاباتنا ستبقى هي الإجابات على الراديكالية التي مورست و لا زالت ضدنا . و نحن نشاهد الآن إطلاق عائلات سياسية ذئابها للسطو و النهش, هذا صهر رئيس يسقط بمنطاد ليصبح زعيما و مناضلا, وزعيم الذئاب لنهش ما تبقى من مؤسسات , و هذا إبن رئيس آخر يطلق ككبير الأتياس في رسم السياسات الخارجية, ,أن مصلحته لها الأولويو حتى على حساب القضايا المصيرية , و لا نتحدث عن البقية نحن نواجه الذئاب و أبناء آوى و من يستأسدون علينا بالترهيب و التجويع و غلق المعابر,حتى لمن أراد التحقيق في جريمة إغتيال 1500 فلسطيني !! نفس هؤلاء أيضا لم يجرجروا إلى محكمة لا هاي هذا الذي إغتال الوزير الأول اللبناني السابق دولة الرئيس الشهيد رشيد كرامي, بوضع متفجرة تحت مقعد المروحية في عهد أمين الجميل, الذي يخشى السهر ليليا , و يتخندق ببيته, هل ضميره يؤنبه ? وهو يعرف أن أحد حلفائه في 14 آذار لا غبار على يديه, بل دم الشهيد,.ألم أقل لكم, أنا أخاف الشقيق أكثر من العدو لأني قرات له حسابه .
لا أـخفي عليكم ألمي عندما يواجهني صحفي إيطالي ,بالقول عن إنتقادنا للولايات المتحدة , هذه الدولة التي تشتمونها, ,إرسلت مرشحا سابقا للرئاسة الأمريكية للوقوف على أطلال غزة و ما خلفته المشاهد من غضب كتمه عن و سائل الإعلام ,بينما رؤسائكم على شاطئ الشرم و يتخاصمون ,رديت عليه, لماذا لم تلاحظ رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري إستقبال رئيس لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية, لأنه لم يحترم سيادة الدولة ,حيث من المفروض أن يكون طلب المقابلة عبر وزارة الخارجية اللبنانية , هكذا مواقف تجعل الأخرين يحترموننا و هذا ما طالبنا به الملوك و الرؤساء, إفرضوا إحترامكم ,يقرأ للشعوب ألف حساب , عاملوهم بالمثل, و لكن في ظل الذئاب المختلسة, و من لا يفرضون حتى الإعتذار, ممن نهب و قتل و إختطف و عذب, سيتميز الموقف الأمريكي أنه عاين على أطلالنا حجم الدمار,يواسينا ببعض العبارات و رؤسائنا يثرثرون على شاطئ الشرم.
نحن جيناتنا ككتاب و شعراء, تتمتع بحب ممارسة الإنتقاد, طريقنا إلى الحقيقة , نبحث عن ثغرات الفساد السياسى, و لسنا من هواة إقامة حفلات الهجوم المجاني , و نقول للمتغطي بالملوك, و الأمراء, و الرؤساء ,عريان, و لن نلتحق بعربة السلطة, لا ليس سلطة رام الله, بل الأشمل سلطة الرؤساء و القادة العرب, و كل ما يروى و يشاع حولنا من أزلام القادة و الرؤساء لا يختلف عن أحلام ليلي الصيف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق