بقلم : إبن الجنوب
رغم أني أحمل ضد السياسة البريطانية الكثير من الإنتقاد و السخط و أعتبرها بتاريخها الأسود في منطقتنا أنها أس البلاء في ما نقاسيه من حملات صليبية و تاتارية إلى تاريخ هذا اليوم, و أنا الذي رافقت الحياة السياسية هناك عن قرب في عهد العمالي ,هارولد ويلسون, و المحافظ رئيس أروكسترا في أوقات فراغه إدوارد هيث, و أحمد الله أن بلدا أوروبيا آخر إستقبلني و لم أعش تحت ظل التابع الذليل بلير. لهم حساسية مع كل من يأتي من الجنوب هؤلاء ,و يحدثونك عن حوار, و لقاء الشمال بالجنوب ,و 5 زائد واحد, و إلى ما هنالك من مضيعة للوقت و إلهائنا عن أم القضايا و كسر عقيدتنا .
لكن أجد من حين لآخر ما يثلج الصدر, عندما تنجب أمة الإسلام و العرب, من يحميها و لو جزئيا ,و ليس من يحرض عليها و يغتالها بالحصاروباقلام خنازير.
اللورد أحمد من أصول شبه القارة الهندية, و هذا اللورد على عكس سلمان رشدي بآياته الشيطانية , جعل بريطانيا تأخذ موقفا ينبغي أن تكون لنا الشجاعة السياسية بتحيته , حول أخبار عن قرب وصول نائب بالبرلمان الأوروبي جيرت وايلدرز Geert Wilders,, ,يميني عنصري, معادي للإسلام, بنية مبيتة , إهانة المسلمين ,خاصة و هو كان من أسبوعين بلندن. و أخذ وزير داخلية جورج براون قرارا حاسما لا رجعة فيه يوم الثلاثاء 10 فيراير يمنعه من تمتيع نظره بنهر التايمز, و لا بيغ بن, و لا الطرف الأغر, و لن يتلذذ جولة بالسوهو, جن جنونه , و رد قائلا إنه آت , وصل إلى مطار هيثرو, مستقويا بحصانة نائب أوروبي , واصفا القرار بأنه ضعيف و جبان , واصفا جورج براون أنه كبير جبناء أوروبا ,إلتقفته مصالح الهجرة, فتحت كتابها عليه, وزعت عليه حفنة أسئلة إجرائية, ثم سحبوا جوازه,أدخلوه حجرة الملابس لا عفوا غرفة الحجز, كأي مهاجر غير شرعي أراد التسلل إلى أرض جلالته لبث الفوضى , كان حاملا معه شريطا عنصريا مدته 17 دقيقة بعنوان …الفتنة …. ليعرضه أمام مجلس اللوردات بتزكية من نائب يميني متطرف اللورد بيرسون ,هذا الذي يدنس مطار رفيق الحريري و لا من معترض و الله !!! شريط حاقد وصلت نسخة منه إلى مصالح MI6; ,لم يأخذ قرار الطرد إعتباطيا أو منع حرية الكلمة كما يروج بعض المتطرفين هناك, أمرا إستعجاليا إتخذ على ضوئه قرار الطرد ,لأنه يهدد إستتباب الأمن العمومي و يهدد سلامة أحد مكونات المجتمع البريطاني , و لم ينفع لا وصول سعادة سفير هولاند لدى جلالته بيم فالداك, و لم تشفع له حصانته الديبلوماسية في الوصول إلى منطقة دولية بالمطار, نسى سعادته أنها ليست مسموحة للديبلوماسيين , و لم تشفع التدخلات الهاتفية من وزير خارجية هولاندا ماكسيم فارغاهن ,طبعا ليس مساندة, و لكن هناك يقرؤون الف حساب لنواب الشعب, ليسوا فولكلورا و لا أزلام تشترى بسخاء من آل سعود و الشيخ الصغير و تتمتع كل ضيعة بالزفت طبعا أسود, أنهم يزفتوننا الآن في ضيعتنا لموعد 7 حزيران .
نكرر أننا لا نجد حرجا لا في تحية القرارالبريطاني و لا مساندته ,و ليس متناقضا مع ما كتبناه بالأمس, عن أقلام المارينز من محبرة شوارنزكوف, و لا نؤيد كتم صوتها, نعم نحن مع حرية التعبير و لكن عندما تتعدى الكلمة, لتقوم بأنشطة و إجتماعات تحريضية تمس الأمن العام, حق سيادي لأي دولة إستخدام آلياتها القانونية, و هذا ما وقع, يفند أكاذيب اليمين المتطرف الذي لم يتحمل لا إنتصار سيد المقاومة تموز 2006, و لا صمود و إنتصار شعب فلسطين كانون الثاني 2009 ,فقط لأن زعماؤها مسلمون, تصبح هدفا للإغتيال , و التهجم ,و القصف الإعلامي , فعندما يدعو هذا النائب بالبرلمان الأوروبي حظر بيع نسخ القرآن بحجة أنه يهئ لتسونامي إسلامي.كيف يكون ردكم يا احرارالأمة ?تعودون إلى الوحدة و تقفون كجذع النخلة صامدة في وجه أعداء الأمة.
هذا الشيطان وايلدرز ذرف الدموع على ذبذبات هيأة الإذاعة البريطانية Radio 4 و مكنته من دقيقة و 13 ثانية, أعاد فيها شتم رئيس الوزارء و على المباشر من فضلكم , نفس هذه الهيئة رضخت للوبي صهيوني و رفضت و مضات إستغاثية لضحايا محرقة القرن 21 على شعب فلسطين .
هو سيادته هذا العنصري يصرح....أنا تفاجئت كثيرا , حزينا جدا, أن حرية الكلمة التي إعتقدت إنها النقطة المركزية الهامة في المجتمع البريطاني محاصرة اليوم....يا عيب الشوم يا اويلدرز و حياة أبوك أنت لهلق ما شفت معنى الحصار,خذلك كبية ليمون بلل بها الريق ,ثم تعالى إلى رفح ,هناك تستقبلك إدارة الريس و محافظها بالأحضان, و تتلقى تربصا في أسلوب الحصار العربي بيد عربية ضد أشقاءها.
عزاء اللورد بيرسون في غياب صديقه و حليفه الممنوع من الدخول ,أن ياخذ له بعض كراسي العزاء و يذهب إلى إحدى زوايا هايد بارك كورنر وينبح الوقت الذي تريد.
و صف اللورد بيرسون, الشرير وايلدرز , بانه يريد إيقاظ العالم على أحد المسائل الهامة في زمن الإسلام العسكري و هو الجهاد العنفي , و إليكم النص الحرفي لتصريحاته
The most important issues of our time wich is
islamic militarism wich is violent jihad.
تناسى هؤلاء إن الشيخ القرضاوي ممنوعا من الدخول إلى لندن و هو لم يدعو إلى التشهير باي ديانة فهل تشفع له يا طوني بن ; Tony Bennو حياة أبوك .
الهجمة ضد الإسلام تخطت القارات, حطت رحالها بالقارة الهندية , و كلن بعض الهنود الموتورين , عبر بعض صحفهم ,أيقظت فيهم نعرة صليبية و أصولية هندوسية , كانت مسترخية بجانب يقرات تشكو مجاعة, تعدت مجاعة التشاد و دارفور , نتيجة صمود و إنتصار المقاومة الفلسطينية ,عيبها الوحيد أن مسلمين قادوها, نفس ما حظت به المقاومة الإيرانية عندما أطاح الخميني و مقاومة شعب برئيس خفر سواحل الطرقات النفطية للخليج الفارسي الشاههنشاه , عيبه أنه مسلم أيضا , يطيح بهكذا رئيس خفر سواحل, و لو كان شاويش صهيوني, بوياجي, لما حاصروه ,و إحتووه ,.سنعود في مقال آخر عن أحداث أخرى بالهند ضد عقيدة أمة الإسلام, ينبغي أن تحترم كبقية الأديان و المعتقدات, إن تخلى القادة و الزعماء العرب ,عن مبدإ دولي متعارف عليه, المعاملة بالمثل, فنحن لن و لا نتخلى عن حقنا ,و نرد الصاع صاعين. الصمود الفلسطيني و مقاومته ,أنعشت القلوب و الله ,و شحذت العزائم, لن نستوفيك حقك مهما فعلنا ,شكرا يا شعب..
إبن الجنوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق