
الكتابة السياسية, أخلاق أو لا تكون .
بقلم: إبن الجنوب
كلنا نعرف و لم يعد خافيا عن أحد, أن اللبنانيين عانوا من ويلات الحروب الأهلية ,فلاقت تلك الفسيفساء التي كانت ضمن مرمى العدو, لتفتيتها ,حتى لا يصار إلى نفس التعايش بين أبناء فلسطين على مختلف أديانهم, فكان العملاء من بعضنا, ولائهم للخارج بواسطة السفارات ,ناتج عن ضيق أفق و رؤية لا تتعدى أرنوبة أنفنا, بعيون من تقود إحداهن الأخرى , و جعلنا الشباب يؤمن من حالة الصغر, أنه ينتمي إلى القبيلة, العشيرة, الضيعة ,قبل الوطن , و لا تغالطكم مظاهر و خطب رؤساء الأحزاب و الحكومات ,كل يحمل بين طياته بعض من العنصرية ,لا دخل لمفهوم المعارضة ضمنها .
هاكم ما عاشته إحدى مدننا العربية طرابلس, ليس طرابلس الغرب , لا هذه عاصمة شمال الولاية اللبنانية ,و بما أني أؤمن بوحدة هذا الوطن العربي بدون جدران العار, و هي ساقطة و لا تحتمل النقاش , لا مانع أن نضع المواطن العربي في ولاية الجزائر, أو ولاية نجد و الحجاز, فيما نسميه إفتراضيا, إتحاد الولايات العربية ,عما يحدث داخل وطنه ,و حقه من مواطني 22 ولاية عربية ,معرفة ما يحدث في مدينة ,من مدن ولاية لبنان , هناك في طرابلس ,تستقبل وزيرا , ينتمي إلى حزب أصبح داخل حكومة إحدى الولايات العربية, ينتمي إلى حكومة, و بالتالي لا يمثل حزب القوات, الذي نمقته مقتا ,هو داخل حكومة تتمثل بالشرعية التي حظيت بها كل الأطياف السياسية , هذه خطوة على طريق نبذ الطائفية السياسية و العشائرية , و لكن المؤلم إن شيوخ السياسة ورؤساء العشائر, حيث كان من المفروض نظرا لخبرتهم و قرائتهم للتاريخ القريب و البعيد, لا يبنوا رصيدهم السياسيى على ماضي أحمر .
نعم نتألم لعائلة الشهيد رشيد كرامي , و القاتل سمير جعجع , خرج بعفو حتى لا ننسى ,ممضى من رئيس جمهورية إميل لحود ,حسب مشروع قدم إلى مجلس النواب , و لا ينفع إعتراف إميل لحود بخطئه الآن, سبق السيف العذل , أصبح سمير جعجع رئيس حزب ,و إستريدا جعجع ,زوجته ,نائبة, فيصبح الأمر خلفنا , و علينا كساسة يحملون خبرة سنوات, الإعتراف بحرمة الحكومة, و هيبتها , و تكون معارضتنا ,تحركات شعبية قلبا و قالبا في كنف القانون و حرية التظاهر و لكن تحركات شعبية, بين هلالين, بإيعاز عشائري , لمنع وزير من دخول مدينة , فتصبح No Man's Land .
نذكر المواطن العربي , ما أخفاه الرئيس عمر كرامي, ربما خانته الذاكرة هذه الأيام , أنه قام بسباق ضد الساعة , لضم المجرم سمير جعجع إلى حكومته , و لكن رفض الأخير, فقط نذكر أن دعاة الوحدة ينقسمون إلى شقين .
شق للإستهلاك المحلي العشائري.
شق يشيد جدار العار بإسم الأخوة ,تنفيذا لأوامر السائق الخلفي .
الوحدة و المصالحة اللبنانية لن تكون إنتقائية و لن تقسم حسب اهواء زعيم العشيرة , إما أنت تؤمن بالصلاة وراء مؤمن بالمقاومة أم لا, مؤمن بالوطن العربي فوق العشائر أم لا, و روعة الدرس جاء من أحمدي نزاد, مصليا في دمشق وراء أمام سني, هل سنرأحد رؤساؤنا يصلي في يوم من الأيام وراء سيد المقاومة ? هنا يكمن الفرق, إخوتي في العروبة بين رجال دولة و رجال عشائر .
عندما يصبح رئيس حكومة سابق, كعمر كرامي , دولة ضمن الدولة , ليس لمقاومة العدو الذي تخلت الدولة بفعل فاعل عن مقاومته و هو بالحكم , و لكن ليمنع ,بالتحريض ,بقوله لن يسمح لقتلة رشيد كرامي بدخول المدينة , و مقاطعة من يحمل عضوية حزب جعجع من حضور مناسبات وطنية و إجتماعية , هذه بداية الطريق للشمولية , و تغلب المنطق العشائري و اللعب على أوتارها لن تؤدي إلا إلى حرب أهلية أخرى, حرب ثالثة, و رابعة, حتى يتفكك الكيان, و يصبح الوطن العربي كانتونات ,عوض هذه الولايات العربية المتحدة , ما الفرق بين سلخ دارفور, و إسكندرون , و الصحراء الغربية, و اليمن جنوبه عن شماله , و هكذا دواليك , ثم يدعون إلى المصالحة وطاولة حوار, فهل يقدر العميد ميشال سليمان المعتدي على الدستور , الذي لا يخول له الترشح لرئاسة الجمهورية, إلا بعد خمسة سنوات من خروجه من الخدمة المدنية ,على تطبيق الشرعية و هو المنتهك لها , و هل يمكن لنا أن ننزه كل قادة أحزاب العشائر اللبنانية من عدم التواطئ , ثم يطالبوننا بقراءة بيت من أبيات إحدى معلقات إمرؤ القيس ,قفا نبكي من ذكرى حبيب و منزل, و لكنهم سيحورونها إن إستمروا في هكذا سياسة ,كما حورها يحي بن عبد العزيز الجزار, لتصبح:
قفا نبكي من ذكرى قميص و سروال , لأننا سنفقد كل شي ,و نتحسر على هذه الفرص الضائعة, للقضاء على أس البلاء ,المنطق العشائري الطائفى .
نحن مع ألم , أحزان كل عائلات الشهيدات و الشهداء , نحن مع ألم و حزن آل كرامي, ما كان ليقبل إستغلال شقيقه شهيدا , للصعود عشائريا و طائفيا , بعد أن خفتت عنه الأضواء, ألا يوجد شباب يقلب عليهم الطاولة? ألا يوجد شباب يقول, لا نقبل التوريث لأبناء هؤلاء? أليس هناك من يرفع رأسه من الشباب? أم أن المال سيد الموقف لشراء الذمم ? لعنة الله على الراشي و المرتشي , و بكل وقاحة تجدهم يصلون حاضر, أمام خطيب الجمعة, يستمعون إلى عظته ,لا حول و لا قوة إلا بالله ,ينافقون حتى رب العزة ,كيف يكون حال الأمة إذن ?.حان وقت الإطاحة بالحياة العشائرية يا شباب .
الحمد لله وضعت المخابرات في هكذا أجواء, و إدخرنا البيض الفاسد و البندورة , لعمر سليمان و أبو الغيض الذي سيموت بغيضه , و لن يرى المقاومة تمضي المصالحة مع سلطة لا وجود لها إنتهى عهد إمرؤ القيس إن كانت تعول عليه .
أغرك مني ان حبك قاتلي
و أنك مهما تأمري القلب يفعل.
حرضت على جدار العار و كرست الطوائف و الفصائل و هو مطلب صهيوني كالذي تحدثنا فيه اليوم .
وإحتراما لمن هو يعاني من مرض , لن نتعرض للرئيس المصري شفاه الله و هو تحت المشطر في ألمانيا لإستئصال المرارة ,و التي تسببت قي مرارة عيش شعب هانوي العرب, نتمنى له الشفاء العاجل, لأنه ما دام مريضا سنمتنع عن إنتقاده حتى يجتاز هذه الفترة الصعبة ويعود من فترة النقاهة , هذا هو مفهومنا للكتابة السياسة أخلاق أو لا تكون .
تصبحون على خير
إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق