2010/03/25

هل الشعب المصري يتمرن بالنظيف?


هل الشعب المصري يتمرن بالنظيف?

بقلم: إبن الجنوب

عندما نقود مؤسسة إعلامية, مرئية, أو مسموعة, أو مكتوبة, يعين رئيس التحرير, فيما يعين ,الأكبر سنا من المحررين, لما يحمل من خبرة, و حتى أحداث سياسية عاشها, أهملها التاريخ , بتجهيز ملخص لحياة الرؤساء العرب , تحسبا لغياب بمشيئة الله , أو بما إختمر داخل إدمغة حاملي النجوم على أكتافهم , هؤلاء الذين دائما يعدوننا برؤية النجوم في عز الظهيرة, هذا في الصحافة المكتوبة , أما في المرئية و المسموعة ,تضاف إليها إختيارنا, نصيبا من الآيات القرآنية التي تتناسب مع أحد الوضعين اللذين اشرنا إليهما , فإذا تم التغيير ببلاغ رقم 1, تكون مثلا سورة المرسلات و الآية .......18…كذلك نفعل بالمجرمين... أو سورة الحشر في آيتها الأولى ...و ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لا يحتسبوا ...
إما إذا كانت موتة بمشيئة رب العزة و نحن اليوم نحي عيد البشارة مسلمين و مسيحيين , نختار نصيبا من سورة الإنسان و الآية 29....و ما تشاؤون إلا ما يشاء الله ...و لا نبقى حتى وقوع الحدث مكتوفي الأيدي .
ما جرني إلى هذا الحديث هو هذا السؤال .
هل الشعب المصري الآن يتمرن بالنظيف على غياب محتمل ووارد للرئيس مبارك? هل هي بروفة بكامل الفرقة الموسيقية بقيادة عازف الكمان المايسترو نظيف , على ضفاف نيل, مصب لكل الأوساخ و مياه الصرف و إستحمام الأحمرة و غسيل الصحون إلخ...و التسيب الذي أصبح مسموحا, و العمارات المائلة هدية للشباب أمام بحيرات آسنة تنبعث منها روائح ,لإزالتها ينبغي تنظيف النظيف ,بما هو أقوى من النظيف , هل النظيف سيقوم بتنظيف صحف ممولة من أموال الشعب من رؤساء تحري ? ربما يكون وصفهم أدق, لو نعتناهم برؤساء صحف حراسة النظام , و همها الآن تسخير نفسها إلى تشريع اللامشروع في مشروعية مزيفة ,سلم بمقتضاها رئيس مصر زمام السلطة إلى اللاشرعي , حتى لا نطلق إشاراتنا إلى مجتمع مصري, يريد أن يعرف كيف وقع تفويض سلطات دستورية, دون أن يكون هناك تائبا للرئيس , عفوا نائبا ليس على الورق, هذه نعرف مسبقا إنها لم تحترم.
نحن نعرف كيف تحور الدساتير, و كيف يشترط أن يكون المرشح على مقاس الرئيس , و كيف لا تطبق على أحزاب مدجنة من صنع السلطة , هؤلاء الذين نسميهم جماعة المستبدين بالديمقراطية .
من سيأتي على رأس مصر? التي وصلت حد الإنهيار السياسي على كل المستويات ,بعد أن تآكلت عربيا من جراء حصار يلتفون به لإلهاء الأمة العربية عما يذوقه الشعب الفلسطينى, و معهم ألف حق القارئات و القراء ,عندما يقولون كلامك لا ينفع ,و إذا صمتنا و صمت الرأي العام, سيتحسن الوضع? طبعا لا, و معهم حق القارئات و القراء لدنيا الوطن, عندما نشيد بشئ جديد و دور هام لقوى أمننا, فيعلقون إنه ليس بطولة, و لكن سيحسب له ألف حساب ,يرد الآخر, لم نقل إنها بطولة أتوا بها حاملينا لنا الميدالية الذهبية ,و لكن مقارنة بما قامت به بعض الدول الأخرى ,التي إغتيل على أرضها الشهيد المغربي المهدي بن بركة في باريس 29 أكتوبر 1965, و شهيد العروبة و المد القومي العربي الناصري الزعيم التونسي صالح إبن يوسف ,و من الصدف وجدت إنه ينتمي إلى الجنوب , مهابون هم أبناء الجنوب, فتمت تصفيته على طريقة المبحوح ,هذا بالوسادة ,و الآخر بالخنق حتى الموت بربطة عنقه في فرانكفورت بألمانيا 2 حزيران 1962, هل هذا هو سر عدم حمل ربطة العنق من الإيرانيين ? تحسبا لذلك أنا قررت أيضا عدم حمل ربطة العنق منذ قيام الثورة الإيرانية تحسبا لأي طارئ , و الشهيد الليبي ,حامل ضمير شعبه في مقاومة التسلط , منصور الكيخيا الذي غيب من مصر حيث حشدت له كل أموال الحقد, لشراء ضمائر بعض رجال أمن دولة عربية , و لم تقم سلطاتها الأمنية بنفس دور العقيد ضاحي خلفان.
من هذه النقطة, إعلنا إن العقيد ضاحي خلفان, أشعلها, و كان بمقدوره أن لا يفصح و لا يعلن و لا يورط ,و يغلق الملف للمصلحة العليا للبلد , هل هذا لا يقوم مقام ضبطه المجرمين و قد أصبحوا معروفين و الكرة الآن في مرمى تلك الدول لتطالب بتسليمهم,و إلا تحاصر و تحتوى, أليس هذا أسلوبهم عندما تنفجر طائرة أو يفجر ملهى ?... نحن على نفس الخط مع أغلبية ما يجيش في صدور قرائنا و أغلبيتهم الصامتة عندما نشرح المزيد و المزيد كل يوم , متقدمين على أجهزة إعلامية أخرى, تعطي أسبقية المال على قضايا الأمة .
نعم نتسائل ماذا بعد الرئيس مبارك الذي لن يخلد في هذه الدنيا , لا هو و لا غيره? هو الآن يشعلها خناقات شوارع بين أبناء الشعب الواحد, بعد أن قسم العالم العربي, أليس من حقنا مطالبته أن يرحم هذا الشعب ,و جاره الفلسطيني, ليذهب قرير العين راضيا مرضيا, و عفى الله عما سلف .
أم يزيد في الهروب إلى الأمام ,و تتقلص نسبة الفوارق بين الشعب بعد أن كانت أربعة طبقات , أثرياء, متوسطين, فقراء, و معدومين ,نصبح طبقتين 90 بالمئة منا فقراء و معدومين, و 10 بالمئة أثرياء , صعدوا سلم الثروات كما أسلفنا بعمارات مائلة و أخرى تقع على رؤوس أصحابها شيدت بدون تراخيص ,و كوبريات لا تحترم كراس الشروط و السلامة .
هل مصر الدولة نزلت إلى حد الصم و لم تسمع أصوات نخبتها من المفكرين و الفلاسفة و علماء الإجتماع ,الذين وهبوا حياتهم للعقل و الحرية? , هل مصر الدولة أصبحت تضع هؤلاء في آخر المراتب و تتحتفي برحيل الإمام سيد طنطاوي الذي خير أن يدفن بعيدا عن تربة بلاده التي إحتضنته , أرض مصر التي إرتوى منها, و إرتضى أن يكون من حاملي المباخر ,و مجرد إسم في قائمة فقهاء الريس بارليف , و مصافحة المجرم شمعون بيريز, قاتل إبنائنا في مخيم اللجوء بقانا ,18 نيسان ,1996قانا إحدى قرى لبنان الصمود و الممانعة ,200 شهيدة و شهيد بأوامره .
نحن إستمعنا إلى صراخ أهلنا قبل أن يغيب الريس بارليف, من سيحكم هذا البلد العربي ?من سيحطم جدار العار? هو سيرحل مثلنا اليوم أو غدا ,الفرق بيننا, أننا نستمع إلى صراخ أهلنا …...الله ينتقم من الحكام العرب ,و رئيس مصر الذي حرمنا من التنفس و التداوي مثله ,على حسابنا الخاص و ليس على حساب الشعب, باعونا في النكبة و تآمروا علينا في النكسة و اليوم هم سبب عدم المصالحة ماداموا متشبثين بالمبادرة و الرباعية و التفاوض العبثى و الفيتو الأمريكي دائما سيد الموقف ,و يراهنون عليها ,وهي التي عارضت إدانة مجزرة قانا بفيتو, بالله عليكم ماذا تنتظرون بعد مبارك و من سيحكم مصر و من سيقرر مصير الجدار إن لم نكن نحن الذين نفرض و نطوق هؤلاء و نمطرقهم كل يوم و على مدار الساعة .?
نحن من ناحيتنا لسنا من المحبطين ,هذا قدرنا ,و لن ندعوا إليه, و لن نتباكى ,و لن نثق في دور الإدارة الأمريكية ,كاتب هذه الأسطر, درسها جيدا ,لا تفهم إلا لغة القوة كما صرح الرئيس بشار أمس لقناة المنار و لكنه كان يشير إلى العدو .
نحن لن نجسد اليأس في إمكانية التغيير, لنقول من سيحكم مصر سيكون أحسن خلف لأتعس سلف .
ثم إننا لسنا من المدمنين أو المتعصبين للتغيير من أجل التغير و مشاهدة وجوه أخرى, إن كانت ستتبع نفس سياسة الريس بارليف, باعة أوهام في سوق الجمعة , و لكن نقاوم حتى لا ينخرط أحدنا في صف الإنقسام, و يكون فريسة سهلة مع أو ضد الجار الفلسطيني, مع أو ضد علينا الإستعداد من الآن ليعلم من سيحكم مصر بعد الريس بارليف لم يعد تساؤلا من سيحطم جدار العار , و هي أولوية لتضميد هذا الجرح , من جراح ثخينة في الجسم العربي .
نحن ننتظر لحظة إلإنتقال , إنتقال مصر من اليأس إلى الأمل ,إلى تهيئة نفسها , من تريد أن يحكم مصر , و هذا بالطبع يجرنا إلى إنقلاب مجموعة حاملي مباخر اليوم إلى معارضة الغد , فتصبح القضية لديهم ليس مصر هي الأهم كما يتشدقون اليوم , و لكن مراكز قوى مجروحة تنزف دما ,حشرجة الموت بالبلعوم , جاهزة إلى الإنتحار , لأنها لم يعد لها ما تخسره ,أما الأذكياء من هؤلاء و كما في كل الأنظمة الإستبدادية عند غياب قائدهم, يغيرون الجاكيتة و تظهر مجموعات أربعة ,الحاشية ,الموظفون , الحزب و العسكر, و بما أن الأحزاب هي منصة إرسال الصواريخ, يركب قائد التصحيح الحزب ,ثم يصفي الجماعة , و ترسل المنقلبون إلى تدمير رفاق الأمس ,طمعا في التواصل مع القائد الجديد , و يصبحون ملقني دروس زعماء الإنفتاح و العروبة .
ما بعد مبارك سيكون حسب رأيي أنظف من النظيف , و لا تمر إلا عبر كسر مراكز القوى , مراكز أثرياء , و هم منصة الحزب الوطني الحاكم ,الذين سينطلقون بثرواتهم لشراء الذمم .

و تصبحون على خير


إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: