


أبو الطوارئ إن جئت من الباب ...
كتب إبن الجنوب :
طالعتنا هذه الأيام أجهزة الإعلام الرسمي المصري بإحصائيات و أرقام في ظل ما تسميه فتح المعابر و تخفيف الحصار الإسرائيلي لأسباب إنسانية و السماح للعالقين....إلى غير ذلك من بروباغندا, لم تعد لتنطلي حتى على الرضيع, بينما نحن لا نريد دعاية و Bla Bla Bla; , نريد فتح المعابر لتواصل الشعبين, و حمل هموم بعضهما , و من جملة هذه الأرقام التي عرضتها على الطريقة الأمريكية إخراجا , إن مصر سلمت حماس 750 سيارة إسعاف !!!.
سألت بعض الإخوة على أرض الحسم ; و هم تحت القصف الصهيوني الليلة الماضية و تحت أنظار نفس أجهزة الإعلام الرسمية المصرية , يا جماعة أين راحت السيارات ? فرد على الطرف الآخر ;وهو تحت قصف الحمم الصهيونية قائلا,لا بد و إنهم إحتسبوا عدد المرات التي راحت و جائت فيها سيارات الإسعاف بالمرضى ,و الحالات الإستعجالية من البوابة المصرية إلى داخل مصر . !!!
أما و الحالة هذه هل هناك منا من لازال من هواة جمع إخباره من مصادر الإعلام الرسمي المصري ?.
هل هناك منا من لا زالت تستهويه هذه التسلية و المزاح.
و اليسمح لنا رجال إعلام الريس بارليف و كبار مسؤوليه هناك , أن نسأل هل هم على علم بهكذا مهازل أم هم من المشاركين فيها ? ينشر كل ليلة ضمن مسلسل يهيؤون به لمسلسلات رمضان !! لأنه هكذا إعلام أصبح للضحك على المشاهدين أكثر من أي وقت مضى سياسة ثابتة, خصوصا هذه الأيام, ربما ليحولوا أنظارنا عن أزمة المياه و تقاسمها مع دول منبع النيل , حيث طار الوزير الأول الكينيى Raila Odinga إلى مصر نيابة عن الآخرين الخمسة , لتهدئة اللعب بالمياه , و أن 5 دول إفريقية إنفجر صبرها , و تعتبر إن الحوار مع مصر لا يتماشى مع فرضها الأمر الواقع , و عليها أن تفرق و لا تخلط ,بين دول المنبع و دول المصب , شيئان مختلفان, و أن أي بند يخيف مصر يمكن التحاور حوله و لكن ليس تحت شروط الأمر الواقع , و إلا يواجه بالرفض من الريس بارليف بإبقاء ما يسمى Statut quo , و نطلق صفارات الإنذار و التهديد و نعلن على مدار الساعة, تعليقات المفوضية الأوروبية بإن الإنتخابات الأثيوبية لم تكن نزيهة , ما دخلك يا ريس,كل ينظف أمام بيته قبل رمي الآخرين بما يزيد من صعوبة و تعقيد الأمور و يرفع حساسية ميليس زيناوي ? إستفزاز مجاني يزيد من قناعتنا بأن ابو الغيض الذي سيموت بغيضه ,ليس قد المقام ,لأته لم يوضع مع وزير إعلامكم إستراتيجية المرور بسلام في هذا الوقت الحرج لهذا الملف, ثم بالله عليك يا ريس هل نصبتك المفوضية الأوروبية ناطقا بإسمها ? و من قال ليست القوى العظمي هي التي حركت مياه النيل كوسيلة ضغط لمزيد من تركيعك ; وكيف تفسر ميليس زيناوي الذي كان مثال يحتذى في أفريقيا حسب مؤشر التقييم الغربي يصبح أكبر مزور بصقت به أفريقيا و كيف تفسر من سنة 1929 إلى اليوم لم يتغير الإتفاق الذي رسمته نفس تلك القوى ?مجرد نقطة إستفهام .
نحن كعقلاء ديدنا كلمة حق ,و لسنا من جماعة ساعد أخاك ظالما أو مظلوما, بقراءة الرجعيين, و لكن بقراءة عقلانية, نعم نساعد الريس بارليف الظالم في هذا الملف ,بإلقاء الضوء على المظلمة التي لحقت بالشعوب الإفريقية, هذه هي القراءة الصحيحة, و من هذا المنطلق نتسائل ليس كما تسائل بعض المعلقين كاتبا ..إحنا مستضيفين بوسطنا العربي أشباه العرب !! نحن نتشرف بهكذا وصف يخرجنا عن من يدعوا العروبة المزيفة و العروبة منهم براء, بالإستيلاء و اللصوصية و حصار الأشقاء , ;و نضيف في بحر الكتابة الصحفية الموج عالي و لا يقدر على تلذذ الغطس فيه ,إلا القادر, بشرط أن لا يكون شرطي مرور جاهل لقواعد حركات التحرر, و لا يعترف بمن يريد خنق هذه الحركة عوض المشاركة في تخفيف وطأتها ;و نمر كلنا بسلام.
نعيد نفس السؤال الذي نسمعه من الأشقاء الأفارقة ,هل من الممكن إبقاء شروط الإستعمار البريطاني لسنة 1929 على حساب دول فقيرة روندا, أوغندا ,طنزانيا )طنجنيقا و الزنجبار(, كينيا, الكوتغو ? كيف يمكن أن تأخذ مصر 87 بالمئة مع السودان من مياه النيل و تتمتع دولتي المصب بهكذا نسبة ? هل من العدالة في شئ أن لا نعيد مراجعة هذا الحيف الذي لحق بالدول الإفريقية ? قرابة القرن 5,5 5 مليار متر مكعب لمصر !! و 19 مليار متر مكعب للسودان !! بينما دول المنبع الستة, لا تتحصل إلا على 1.64 مليار متر مكعب !!!?.
ثم ما معنى الحقوق التاريخية بقراءة الريس بارليف ? تعني الأمر الواقع ,قانون الغاب ,موتوا جوعا و عطشا يا شعوب أفريقية, نعتدي عليكم و لا ترفعوا الصوت , بالمناسبة هنا لا نسمع نعيق معمر القذافي الذي يدعى زعامة أفريقيا !!! و يطلع علينا بلباس الأفارقة و كأن اللباس يجعل منك راهبا كما يقول المثل .
يخطئ الريس بارليف إن إعتقد أنه سيمرر نفس سياسته مع العرب على الشعوب الأفريقية ,و قد شاهدوه كيف يعذب جيرانه ,لا لشئ لأنهم طالبوا بسيادة القرار و الخيار لمستقبلهم لن يكون إلا فلسطينيا , و هم يتسائلون مثلنا, أي مصالحة و أي حوار و الإدانات تتوالي على سياسته ? سواء لجهة ما يفعله مع الفلسطينيين و بواخر الإغاثة بدأت تطل على المياه الفلسطينية تحت المراقبة المصرية .في دور شرطي المرور بتقاسم الحراسة مع العدو لحماية الإحتلال تطبيقا لمستلزمات الإسطبل حيث يرقد و سيرقد من يعترفون به .
كيف يمكن لدول المنبع أن يثقوا بالريس بارليف و هو يحمل أفكارا تجاوزها الزمن و الظروف ?, فلسطينيا و إفريقيا تغيرت إلى الأبد .
الشعب الفلسطيني يريد إسترداد حقوقه و يرفض الأمر الواقع.
الشعوب الإفريقية ترفض الأمر الواقع المفروض مصريا , و لها حق كدول المنبع في إقامة مشاريع تنموية, و لا يحق لمصر أن تحاصرهم مانحة فقط 13 بالمئة من المياه , و تسلب مع السودان 87 بالمئة من المياه ,
لا يرضى الشعب المصري أن يرتزق على فقر الغير , و لا يعتدي على مياه الأفارقة بالسلب و النهب , لن يرضى و لن يقبل الأفارقة أن يكون مآلهم نفس مآل الفلسطينيين, قطع كل إمكانيات العيش بسلام بغلق المعابر .
و هنا أتذكر,لأقارن مصر بأنها حقا بيت العز بشعبها الكريم الذى لا يرضى بالضيم لا لنفسه و لا لغيره, بأغنية من فيلم أبو البنات ,بداية ثمانينات القرن الماضي, أغنية فايزة أحمد….بيت العز يا بتنا ...إبعد يا شيطان, إن جئت من الباب ح رد الباب و نعيش في آمان.
و إن جيت من الحيط ح نسد الحيط بحجر من صوان .
و نحن كذلك , نقول لأبي الطوارئ, ,إن جئت من الباب ح نسد الباب بمقالات تعيد لك ضرورة إعادة النظر في حقوق الشعوب الإفريقية.
تصبحون على خير
إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق