
المعادلة الجديدة, معادلة البحر
كتب إبن الجنوب.
المتعارف عليه أن خروج أي مظاهرة بترخيص هي القاعدة , هذا حق الدولة و حق الشعب, ما دامت المظاهرات صمام أمان عندما يشتد الضغط على أي نظام يترنح امام خياراته اللاشعبية , و لكن في حالة رفض النظام الترخيص دون تعليل , أو معتمدا على إستباق احداث لم تحدث , عندئذ لا خيار أمام المتظاهرين إلا رد الصاع صاعين و النزول إلى الشوارع ,عن حق أو عن باطل هذا أمر آخر, علينا مثلا ,عدم مقارنة الذين نزلوا إلى الشوارع في الجامييك و سقط قرابة 45 قتيلا منذ يوم الإثنين , للحفاظ على حرية تاجر مخدرات , الخواجة كريستوفر كوك, الملقب بالعم دودو, أحد بارونات الموت , و عدم تمكين قوى الأمن من إعتقاله بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية, و بين الذين هناك على ضفة البحر الأبيض المتوسط , الإسكندرية, حيث نزل الشعب الإسكندراني و من الناشطين السياسيين, و هتفوا بسقوط الريس بارلييف , و هذا تسجيلا سمعته ;و شاهدته شخصيا مسجلا من أحد الديبلوماسيين عبر جواله , متواجد على عين المكان, و هكذا تمزق القناع و كل ما جاء في نشرات أخبار إعلام الريس بالروح بالدم نفديك يا ريس !!! مزقوا صوره و هتفوا برفع حالة الطوارئ ,هكذا أحداث في بلاد تتمتع بالديمقراطية لا نتحدث عنها, لأنها في صلب التقاليد, كما هو حال اليونان,و هكذا نجيب عن تسائل البعض لماذا كل هذا الإهتمام بالتفصيل بمصر ; وهنا لا بد لي أن أفتح قوسين عما جاء في رد على مقال الأمس.... لتذهب أثيوييا و غيرها إلى الجحيم .... !!!بمعنى أنانية مفرطة, مفادها ,تموتوا جوعا و عطشا يا أفارقة ,و نحن نقتات على جثثكم ,و عليكم قبول الأمر الواقع, لم تكن سياسة التعقل و الوصول إلى حلول ترضى كل الأطراف ,و كل ذي حق يأخذ حقه , و تبقى مصر, و لكن علينا التفريق بين مصر العروبة , مصر بيت العز, و الريس بارليف ,شيئان مختلفان, و التاريخ بيننا ,لأنه هذه شهادة الأحرارأينما تواجدوا, و المستقبل بيننا, كيف سيذكره المؤرخون, نكون عندئذ ليس من أهل هذه الدنيا ; أما يقع هذا في مصر ; و في الإسكندرية يجعلنا نتسائل فين الأمن ? و فين الدولة ? عندما يغضب الشعب ,تذوب كالملح في الماء .
طبعا حكومة النظيف تنظف بالكي, و أخذ زعماء التحرك إلى مكان مجهول , من طرف مباحث الدولة , حيث لا يوجد أمن و لا دولة و لا قانون ضد المسيرة الإحتجاجية , ربما ليس لهم مطالب وجيهة هذا شئ آخر, و لكن حقهم في التظاهر, كحقهم في الإضراب لا غبار عليه , و مطالبتهم برفع حالة الطوارئ هو مطلب شرعي , حتى لا تنزل على الأبرياء مقصلة الطوارئ .
هنا لا بد لي من وقفة تأمل حول البديل , و حول من يريد الإنضمام إلى السيد البرادعي, و نادوا به أيضا في التظاهرة الإسكندرانية , لا نقاش حول حرية الإختيار, و لكن علينا تذكر من هو هذا السيد, و في بعض الأحيان كما أكدنا سابقا لا نريد الترحم على الحاكم السابق.
.1. من زكى السيد البرادعي ليصبح مديرا لوكالة الطاقة النووية ? الدولة المصرية و ليست مناظرة سمحت له بتولي المنصب, حيث كان موظفا بالخارجية ,و إذا بالرجل يلعن صاحب نعمته, و قد شارف على السبعين, عوض ترك الشباب يخوض معاركه في الحرية و القرار, مثله مثل عمرو موسى ,من وزير خارجية ,يصبح إمينا عاما للجامعة العربية, مصر الدولة زكته, و ليس لأنه قدم مطلب شغل .
..2 مواقف البرادعي من أعداء الأمة ,عندما إندلعت أزمة أسلحة العراق, و مهزلة أسلحة الدمار الشامل,و الرجل يعرف تمام المعرفة كذب هذه الإفتراءات ,و لكنه واصل تزكيتها و لم يستقل.
3. لم نشاهد البرادعي مشاركا في العمل السياسيى, مواجها قوات الطوارئ, هذه لا يتقنها البيروقراطيون ,هذه حكرا على نشامة المقاومة ,و التحدي و اللوجستيين .
4. لم أسمع و لم اقرا أن البرادعي ندد بالحصار على أرض الحسم, و لم أشاهده يزور هانوي العرب و يقف على أطلالها و هي صامدة رغم الحصار,أو قرر ركوب البحر, ليكون في إستقبال إسطول الحرية, أو كان من ضمن شخصياته , و لتعتقله سلطات العدو هذا هو الوسام الذي يوشح به صدره متقدما به إلى الجماهير المصرية و يجابه به الإحتلال الذي يستعد لجعل إشدود و مرفإها إقامة 4 نجوم كما وعد المحتل كل شخصيات إسطول الحرية.
نحن اليوم لم تعد تفصلنا عن يوم الحسم و ظهور طلائع الأسطول سوى 48 ساعة , فإذا كانت أسكندرية خرجت لتقول لا للحصار و الطوارئ .نفول لهم ,
نحن بجانب من يناضل ضد إغتيال الكلمة, و إغتيال الشعوب ,لن تستطيع أية قوة, لا أمن دولة ,و لا إحتلال ,إعتقال الشعوب الطواقة للحرية و خاصة إذا هبت نسائمه من الإسكندرية و عشاقها .
هذا تحرك إسكندراني ,مع تحرك إسطول الحرية , شعارهما واحد, إصنع مستقبلك أخي العربي,نضحي و نواصل التضحية, القضية تستأهل منا تحمل العذاب و الضرب بمؤخرات البنادق .
و من هو أقدر من الغزال الإسكندراني
يالي إسمك أحلى من كل الأسامي.
لم يخطئ مرسي جميل عزيز عندما كتب هكذا كلمات .
المؤلم هذه الأيام ,أن التحرك الإسكندراني, لم تقابله تحركا لدى الشعوب العربية ضد الإحتلال و حراسه , ليتلقى تحذيرا كهذا الذي وجهه سيد المقاومة في الذكرى العاشرة للهروب الجماعي للصهاينة من الجنوب , في صورة تعرضت بالسوء إلى إسطول الحرية , لأن كلام سيد المقاومة سيقرأ له ألف حساب , إذا حاولت الدويلة المزعومة حصار لبنان و شواطئه كما تفعل لغزة هانوي العرب ....إذا حاصرتم سواحلتا و شواطئنا فإن كل السفن العسكرية و المدنية و التجارية المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة , ستكون تحت مرمى صواريخ المقاومة ....هذا هو الكلام الرادع , و هذا ما كنا ننتظره من دول الطوق, تجاه الإحتلال, إذا تعرض إلى قافلة إسطول الحرية .
هذه هي المعادلة الجديدة, معادلة البحر بعد معادلة البر .
لا ينفع فيها لا إشكنازي و لا ألف بيبي ,هنا التاريخ يعيد نفسه ,عندما أقدم خالد الذكر على ضرب الأعداء, و كان العدوان الثلاثي الذي عمق تأييد الشعوب لمصر عبد الناصر, اليوم سيد المقاومة, سيعيد التاريخ ل 26 تموز 1956 .
سيشهد العالم بواخر تموين العدو تحترق, سيشهد ما لم يشهده من قبل ,و هنا تتنزل إستدعاء أوباما إلى البيت الأبيض الذليل النتن ياهوعلى وجه السرعة , لأن كلام سيد المقاومة معناه, إذا أقدم العدو على إرسال قذيفة واحدة, سيرتعد هؤلاء الذين راهنوا على إنتهاء المقاومة و حماس و حركات التحرير, و كل الذين تكلفوا لوجستيا بالقضاء على المقاومة .
نحن متأكدون من شئ هام ,فشل الرهان الصهيوني بأن الطريق لعزل المقاومة و حماس ,عزلنا سياسيا, بإقامة إتفاقيات مع بعض الدول العربية لعزلها عن محيطها المقاوم ,من يقرؤون على الطرة ,نقول لهم فين الأمن, و فين الدولة ,عندما نفرض معادلة جديدة .معادلة البحر .
تصبحون على خير
يتغيب الكاتب بضعة أيام و سيعود بإذن الله.
إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق