

هاج البحر الأبيض, فإحمرت مياهه
كتب إبن الجنوب
....و نحن على أبواب إفتتاح البازار الكروي في جنوب إفريقيا على مدى شهر, آمل أن ينطلق و يختتم بخير في ظل الإجرام الذي نعيشه منذ 62 سنة ,و لا يمكن أن لا يخلق ردة فعل مضاعفة حسب تقديري , كما لايمكن أن أتصور أن لا يخلق خناقات و صراخا و هيجانا داخل عائلاتنا , فتتحول مباريات كرة القدم لسيدة الموقف و الحاكمة بأمرها ,و الكل يتهم الآخر أنت من بادلتني الغرام بغرام, سقطت اليوم على المعشب ياخائن , يا أبو عيون جريئة, يحرق قلبك , و ستتعدد تدخلات البان كيمونات و عمرو موسويات ,تستنكر و تدعو إلى التحلي بتمسك الأعصاب , و بما أن الشئ بالشئ يذكر , أريد العودة إلى تلك الهزيمة النكراء التي كبدها نادينا الأهلي, لفريق ثاني أوكسيد الكربون , هذا الذي يطلق عليه الإسماعيلي, أما كيف سيلقن الأهلي الإنتاج الحربي في لقاء النصف النهائي هذا الأسبوع ,سيكون موضوعا آخر .
اليوم أردت الكتابة في موضوع مؤلم, ,إلا أن الأحداث المتسارعة و قتل الأبرياء في قافلة اسطول السلام من طائرات الهيليكوبتر قبل الإنزال, و التي سينعطيها حقها بعد قليل.
شدتنى إخوتي في العروبة مأساة أخرى ذهب ضحيتها 200 مصري , لم يتعاطوا بالسياسة و لم يكونوا لا على ظهر قافلة إسطول السلام و لا على ظهر الجمال بالجيزة ,هؤلاء قبلوا حكم الله و رضوا بمصيرهم في الفقر و البؤس الذي أنزله عليهم الريس بارليف, كما أنزله على أهلنا في غزة ,فهذا الرجل ليس له قلب ? أو يحمل قلبا إصطناعيا و نحن لا نعلم .
نعم إخوتي في العروبة 200 مصري, زهقت أرواحهم نتيجة إهمال نائب محافظ من محافظي الريس بارلييف , فكان جزائه, إقرؤوا جيدا ,5 سنوات مع الأشغال , بمعنى بعملية حسابية بسيطة , عن كل شهيد نال 9 أيام سجنا , و على هذا المنوال و بما أننا في موسم التخفيضات الصيفية, نتسائل ما معنى حكم الإعدام لقاتل سوزان تميم المطربة اللبنانية ,و نقض الحكم و إسقاط الدعوى من أهل القتيلة , لأن المتهم إحد أصدقاء جمال مبارك و لا أريد طرح التخمينات حول الثمن المقبوض و من الذي دفع ليمنع عنق المحرض على القتل من حبل المشنقة .
إلا أننا لا نستغرب, بما أننا لا نعير أمن أمتنا أهمية قصوى , حصلت الفاجعة ل200 مصري , حيث سلمت إدارة المسح الجيولوجي تقريرا لنائب المحافظ تعلمه فيه بمخاطر المكان و ضرورة إخلاء السكان , لأن إمكانية سقوط الصخور واردة بنسبة 90 بالمئة , إلا أن الموظف وضع التقرير بالجارور 18 شهرا ينام حتى وقعت الفاجعة .
اللهم إمنحنا صبرك حتى نقوى على تحمل موظفين نجحوا في بذائة لسانهم , و إنعدام الأخلاق , و كأننا في خدمتهم ,بينما العكس مطلوب .
حول الأمن العربي , لا مفر من التحدث ليس عن الآلسكا , كما يريدنا البعض , و نبتعد عن محيطنا السياسي و الإجتماعي و لا نستنفر ,عندما تسيل دماء الأبرياء, و يحاصر أهلنا ,و يمتد إلإجرام حتى المياه الدولية ,و يحدثونك عن الشرعية و علينا إحترامها !!!
تلومني بعض الأخوات و الإخوة أني أتغيب كثيرا و بالرجوع إلى الإحصائيات وجدت من أول السنة إلى اليوم ,نشرنا 100 مقال, بمعدل 20كل شهر, راجع إحصائيات موقع إبن الجنوب, المماثلة لما ينشر على دنيا الوطن حصريا ,في نفس اليوم , أما العتاب الآخر لا أتحدث إلا عن مصر ; و الحقيقة أن أتحدث عن سياسة الريس بارليف الذي يساهم في الحصار, و يترك العربدة الصهيونية تمرح كطيور الصيف, مطالبا الصهاينة بعدم تركنا نصل شواطئ غزة ,حتى لا نفضحه كالمرة السابقة فأوكل المهمة إلى الإجرام الصهيوني, و يحدثنا من نيس عن حقوق الشعوب في قمة إفريقيا /فرنسا المنعقدة اليوم بنيس , داعيا إنصاف القارة السمراء !!! بينما هو ينزل ضربا و حصارا رافضا إنصاف شعب هانوي العرب ,و شعوب حوض النيل, .و الإفراج عن المجاهدين اللوجستيين الذين وقع تعذيبهم و محاكمتهم محاكمات سياسية في مرافعات سياسية , ذنبهم تكسير الحصار , الذي يعيش ربع ساعته الأخيرة ,بعد إغتيال 20 مناضلا من العزل, أدانها العالم و لا زالت تتوالى الإدانات و الغضب الجماهيري في كل بيت عربي ولدى أحرار أوروبا, حول العالم و أبناء تركيا ,الذين نضع على صدورهم اليوم وسام شرف .
نعم جريمة اليوم إخوتي في العروبة, ستزهق روح الحصار , رغم كيد الكائدين و الحاسدين لهذا الشعب .
العدو حز في نفسه إستعدادات شعب أرض الحسم ,إستقبال إسطول الحياة , ليتلقى العدو و صناع قرار الحصار من الذين حرقوا العراق لتثبيت عروشهم, و باعوا العراق ليشتروا الأوهام ,لن تثني المذابح المناضلين ,فهل أثنتنا صبرا و شاتيلا ,قانا غزة, و القائمة طويلة ….
عار على الحكام العرب الذين ينظرون إلينا نظرة شر , و يشوشون على إتصالاتنا , أن لا يكونوا ضمن ركاب الأسطول ,,عار عليهم ,يقطع الرئيس التركي زيارة إلى الشيلي و يعود إلى إنقرة, و يبقى الريس بارليف يثرثر في نيس , متنزها مع المصوف على الكورنيش !!!
عار أن لا يوجد طاقم تلفزي حكومي ,لأي دولة عربية لتسجيل الجرائم الصهيونية في عرض المياه الدولية .
لا تهمني قبرص و لا صحافتها و قد أظهرت وجهها القبيح ,و أدارت لنا ظهرها ,ضمن تصفية حسابات مع تركيا , غضبي من صحافة الريس ,لأنها مصر بيت العز, لا نقبل أن تنتهك قوانين الصحافة فيها ,خاصة في هذه الآونة
فعندما أقرأ المادة الأولى من قانون صحافة الريس لسنة 1996 ماذا أقرأ ?
...الصحافة سلطة شعبية في خدمة المجتمع , و إذا به جعلها في خدمة سلطة رئاسية و إعداء الأمة .
أما المادة الثالثة فهي تنص ...
الصحافة دورها تهيئة المناخ الحر , و عندما نكون من ضمن هؤلاء ,نتهم بتهيئة مناخ الإرهاب و التمرد و الكتابة لدى الأعداء, بالله عليكم قولوا لنا من هم الأعداء, صحافة أرض الحسم المستقلة التي لم نتعرض فيها إلى التهديد, أم صحافة الريس التي قطعت فيها الأرزاق. ?
لست هنا للدفاع عن دورنا ,فنحن لسنا متهمين إلا من الأذناب , و لا مهتمين بغير قول كلمة الحق, الحصار ظالم و الريس بارليف يساهم فيه, عن علم ,و عن قصد, ضمن مخطط تركيع المقاومة .
نحن لسنا من الموظفين الذين إلحقوا بالصحف لمقدرتهم على الكتابة, ووجدنا الكثير منهم هنا و هناك .
كيف يمكن لصحف تمتلكها الدولة تصبح قومية, و لا تندد بالحصار, و غيرها من المستقلة تندد بالحصار فتكون أقلام مأجورة ?.
الحمد لله أننا نحمل مسؤولية قراء , تبنوا هذه التجربة, و يفرقون بين الراي السياسى و الإنتماء السياسي ,
على كتاب صحف الحكومة بعد مذبحة و قرصنة الصهاينة ,أن يكتبوها بالبونت العريض ,لا يا ريس نطالبك بالرجوع عن قرار الحصار, إفتح المعابر على الدوام ,حطم جدار العار, الممول أمريكيا , و يقولونها له صراحة , هذه لحظة الحقيقة يا ريس و إلا يضربون عن العمل .
لومي على صحافة الريس في هكذا يوم أسود عليهم, أنهم كمشة موظفين لا يحملون طعم حرية الراي, إلحقوا بصحف الدولة مقابل اجر .
لا, لا يحق لكم الصمت عندما يواجه إسطول الحرية رياح المعايير المزدوجة ,أن تكتبوا عن البورصة , بورصة الشيطان الأكبر, و تلوث مياهه بآلاف الليترات من المازوت, كعقاب رب العزة لهم .
شهداء الأسطول من الأتراك معظمهم ,و شيخنا رائد صلاح ,كانوا في مواجهة إرادة عزلاء, بفائض من إرادة .المقاومة .
نعم إخوتي في العروبة ,هذا أسطول يحمل قضية التحرر الوطني , و ليست قضية جوع و غذاء ,و هذا ما أصاب العدو بنوبة جنونية , عواقبها ستسرع في كسره.و الله العظيم و الأيام بيننا. و ننتظر إجتماع مجلس الأمن هذا المساء دون الكثير من الأمل في إدانة صريحة لا لبس فيها مع كل مقتضيات الإدانة , لأن مجزرة هذا الفجر, لم تكن إلا بضوء أخضر من أوباما و إدارته, و إستقبال الريس بارليف لفائد القوات التركية المشتركة أول من أمس ,كانت لتحذيره من مغبة ترك الإسرائليين يعربدون في المياه الدولية ,و لكن كلامك يا هذا ,كالنفخ في المزامير.
مصر يا بيت العز, كيف إفترشت الزرابي الحمر لمجرمي حرب قتل الشعب العربي الفلسطيني ?
أنا العربي الذي عشقت بيت العز , وكحل عيون بناتها , و مرح و نكتة رجالها , أتألم اليوم و أبكي ,و قد خانتها أشباه الرجال في هذا اليوم الذي سيخلد يوم الحرية, مدى الحياة .
بحثت عن شقيقات لمصر فلم أجد ,لعلي أعزي نفسي من الذين ,دنسوها و خانوا صحافتها, و يعبدون الأصنام و كأن الرسول لم يحررنا من عبادة الأوثان .
أرض الحسم هانوي العرب ,أنت كسيدنا المسيحة معذبة و معلقة على صليب الحصار .
نعم هاج البحر الأبيضة فإحمرت مياهه , سنجعلهم جيفا هؤلاء الصهاينة ,لا و لن يرجى منهم شيئا, سنغرق هؤلاء الجرذان في نفس المياه التي إحمرت من كثرة سيلان الدماء فيها هذا الفجر.
لن تهزم أمة حطمت قيدها و إنجبت شيخ رائد صلاح ورجالات حماس أحياء و شهداء و قبلت التحدي.
لن تهزم أمة ذات يوم ,أذهلت العالم متسائلا ,من أين كل هذا الصمود ? و قد هاج البحر الأبيض و إحمرت مياهه.
تصبحون على خير
إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق