

للفلسطينيين حقهم علينا.
كتب إبن الجنوب,
خليك...سيبكمن الحديث عن القضية...الأولى هم من يموتون يوميا...خليك بحالك أنت و كلوفيس مقصود وزعماء أمتك و سفرائهم ...
هذه نبذة من تعليق لقارئة, و قد أصابها الإحباط, إلى درجة أنها طلبت من الموتى الحديث عن فلسطين !! و طلبت منا ترك القضية...الأولى عن الحديث عنها هم من يموتون يوميا... !!!.الموتى ...و هل الموتى يستطيعون الحديث .
عندما نستعرض رسالة السفير كلوفيس مقصود لنبين للكل أن القضية الفلسطينية كما جاء في أخر حلقاتنا من إن الحقيقة مع الكرامة تترشف ,13 أيلول ...الهوية الفلسطينية مرادفة لهوية نضالية.
دفعت دفعا لكتابة مقال هذه الليلة, لم يكن في الحسبان, و لكن للضرورة أحكامها , لأن للفلسطينيين حقهم علينا , فلن و لا نستسلم لصناع الإحباط , لن و لا نستسلم لمرتزقة تركنا بأزقة الموت نندب حظنا .
الكثيرون ربما من باب الشماتة و السخرية ينظرون إلى الخلافات ,على كونها خلافات سياسية تهز الوطن و المواطن الفلسطيني, بينما تبرئ الأصابع و الأيادي الفلسطينية التي تلعب بمصير شعب , ويعزى أنها أي الخلافات, من صنع خارجي بمعاول فلسطينية الصنع, و لكن من الصنع الردئ .و ما هو الفرق في كلتا الحالتين ?
بعين ثاقبة, الأمر يتعدى خلافات إيديولوجية بين الفلسطينيين , و تحققنا الآن, أنه بعيد كل البعد عن خلافات في العقائد السياسية , و مشاريع المقاومة, و الطرق المؤدية للإستقلال , و إنما هم رهوط السلطة المنتهية شرعيتها ,همها المال و الجاه و إغراق الوطن أو ما تبقى منه في مزيد من الإنقسامات , فالجماعة ليست فادرة على إدارة مجرد حي من أحياء رام الله, أو أزقتها حيث الموت يترصد أهلنا هناك , إلا بعناصر أمنية, فما بالك بإدارة مقاومة سياسية ,و شعب لا زال يفتش عن رجال آمنوا بالوطن قبل الدولار, هذا الدولار أبو العز و الرهوط المحيطة به و بحزبه ,لا تطالب إلا بشئ واحد ,تدفق المعونات المالية , بعد أن اقسم لدى العدو في آخر لقائه به أنه لا ينام الليل للحفاظ على أمن العدو و أكده الليلة بشرم الشيخ و سيواصل , لضمان مرتبات قوى فاصلة بين العدو و هانوي العرب , رغم الفصل الموجود من جراء تشريح المنطقة إلى حروف أبجدية ,كما جائت في الإتفاق المشؤوم لأوسلو في مثل تاريخ الأمس 13 أيلول 1993 ,و هو ساقط اليوم أو غدا لا محالة, كما سقط عندنا في 5 مارس 1984, إتفاق 17 أيار1983 مع السفير فتال و أمين الجميل و سفيرنا بالأمم المتحد ة غسان تويني صاحب النهار, و جد نيولة إسماء الله الحسنى عليها .
المقارنة بين ما يجري اليوم ,و أكدنا عليه, أن الخلاف ليس عقائديا , بل نجده في النص الحرفي لإتفاقية شرم الشيخ سنة 2000, أمضاها ياسر عرفات بتحريض من رهوط غريبة عن الثورة الفلسطينية و خارجية, جاء فيها ...تقدم السلطة تقارير دورية للجانب الإسرائيلي عن أي أعمال تمس بأمن إسرائيل .... و هذه إحدى عوائق المصالحة, نحن نطالب بسقوطها المدوي و سقوط العديد من النقاط, و الريس يريد إرغامنا على الخيانة , فالخلاف بين خيانة مؤتمن, و إرضاء الرب و الضمير .
لا مصالحة مع من أكد بلسان أبو العز شهر رمضان قاديروف الشيشاني, أنه يسهر على التطبيق الكامل , عندما تباهى هو و جماعته بإعتقال منفذي عمليات المقاومة في الخليل قي الثاني من أيلول , و سمحوا للشين بيت بتكريمها , و شرف إستجوابهم للمناضلين, ليس حبا في رجالات المقاومة ,بل خوفا من ردود فعل شعبية , إذا سلمهم أبو العز للعدو, و تعرف السلطة المنتهية ولايتها معنى ردود فعل شعبية , هذه هي إحدى ما يعرض من سلع في سوبرماركت السلطة, في سلسلة البيع و الشراء , حتى لا نقول كلاما آخر, لايقدم و لا يؤخر في الموضوع شيئا.
دون تسمية أسماء, الأمر اصبح بالمكشوف و التباهي لبعض الرهوط من مهندسي هذه الإتفاقيات الأمنية عندما عرضت على الشهيد ياسر عرفات , ليست لهم عذرية في حب الجاه من أجل مصلحتهم ,تعودوا على السهر ليليا ,و شراء فيلات بدبي لهم و لعائلاتهم من أموال المعونات , و عليكم مشاهدتهم في أي سيارات يتجولون ,و كيف إرتضوا بتغيير جلدتهم كمسؤولي رياضة البيزنس , و ليسوا وحدهم , و القارئ لبيب لا نقول له هنا بئر. هم على نفس خط كرزاي الفاسد حتى النخاع.
حسرتي, أننا نفتقد إلى 22 رجل من أمثال سيد المقاومة , لا نريد 21 ,نؤكد على 22 ,لأنه واحدا فقط, سيكون كالفأر الذي ينجس محفلنا , و هذا ما يخشاه أعداء الأمة و عملائهم .
هم كمنصة من منصات إستخراج البترول من أعماق آلام الشعب, ليتبرجوا و يتزينوا ,هم منصات لدول عربية تنفجر عليها ابار عنفهم علينا, و حصره على ارض فلسطينية تارة و لبنانية أخرى, إذا لم تكن يمنية , لمنع تسرب التململ الإجتماعي لدينا, و مواصلة التزوير , تزوير الحقيقة المؤلمة, كما علق إحد الإخوة في مقال سابق , فكانت فلسطين المنصة الحاملة لكل مآسي شعوبنا.
نعتذر منك أيها الشعب الفلسطيني , حقك علينا على الأقل أن نواجهك بالحقيقة التي لست مسؤولا عنها, و لكنك مسالم و لا تطمع إلا إلى إسترداد حقوقك ,و إستثقت بنا فخنلناك طولا و عرضا , و هكذا رحلنا كل قضايانا الداخلية إليك, رمينا بها في وجهك, و حملناك مسؤولية ما يقع لك اليوم, معك حق ايها الشعب إن طالبت الأجيال القادمة تعويضات عما جرى لأجدادها ...
لسنا أسرى خلاف إيديولوجي معك يا شعب , لو كان الأمر كذلك ,لوصلنا إلى مصالحة ولكن الإستفزاز مستمر و الحصار كذلك تارة و إخرى بتفجير مشبوه إن لم يكن بإستفزاز المواطن الفلسطيني,في حرية الملبس ,و الحلاقة و المنتزه , كله ,بإسم الدين لجماعة ليست لها تعليمات من قيادتها المعذورة ,و التي لا تستطيع لجم كل الخوارج من عملاء لتلك البيوت ,من أصحاب اللحي المصبوغة المتدلية و البطون المنتفخة.
و إلا ستستمع إلى عواء الضباع و زفاح القردة, من فاقدي الشرعية لدى الشعب الفلسطيني , و فاقد شرعيته للمصالحة ليس له ما يقدم إلا تنازلا وراء التنازل, المهم كل التنازلات, حتى التجرد مما بقى لستر عورته من أجل البقاء في سدة الحكم , و عن أي حكم تتحدث يا إبن الجنوب ? هم راضون حتى بحكم إدارة تنظيف دورات المياه ,لأن من يريد المصالحة لا يقفل الباب في وجه الإستثمار الحقيقى وهي المقاومة, من يريد المصالحة لا يتشمت في أغلبية محاصرة يريدون تجويعها.
من يريد المصالحة لا يحتمي بفوائد المال المنهوب .
التصالح أخوي, التقاتل أخوي, التبويس أخوي, ما دام يحظي بالضوء الأخضر من بيوت عربية, تتحكم فينا بالسياط , سواء السين سين, أو الميم سين , تحت عيون المريكان .
الفلسطينيون حقهم علينا في تقريب وجهات النظر, لا أن نستعملهم لرفع ضعوطات داخلية عنا ,و نلقي بها على ظهر الفلسطينيون مما يزيد تعميق فجوة المصالحة .
الفلسطينيون حقهم علينا , أن نقول لهم إنكم و مع كل خلافاتكم المستوردة , أنتم شركاء في الوطن, فهل يرضيكم أن يكون لكم جيلا آخر, مقهور ,لاجئ , مشرد, و مجرد من أبسط حقوق الإنسان, جاهل ,مريض, حامل لخطاب سياسى بغيض ضد شريكه في الوطن.
الفلسطينيون حقهم علينا, نحن الذين لا منفعة لدينا إلا أن نراهم مستقلين و في بحبوحة عيش و أمن و سلام , نعم نقول لأهم قوى الصراع سلطة رام الله و فد حازت على شرعية شرم الشيخ مجددا هذا المساء و سلطة هانوي العرب الشرعية المستبعدة و المحاصرة منذ 2006 ونقول للأولى طريقك مغلق , إن مساعديكم يفتشون لكم عن شعبية, بخطاب تحريضي , و عمل إستفزازي, لإرضاء فئة قليلة بالخداع لم تكن تقبل سابقا بالزيف .و نقول للثانية لازلت مستمرة بالشرعية حتى ينتهي التآمر و التحريض على خيارات الشعب من جراء التجويع و الحصار والتدمير بضوء أخضر من شريكك في الوطن.
إن حق فلسطين, دين برقبتنا , نحن العاشقون لها, لن يختطفها منا أحد, لن تبقى محتلة, و صراع الأخوة متواصل و العدو يلتهم الأخضر و اليابس و الرائد صلاح بالسجن ,لم يحظي بزيارة أي مسؤول فلسطيني من رام الله من سلطة شرم الشيخ !!! لماذا ?لأنه مقاوم ,مناضل .
لا نريد مصالحة كالنار تحت الرماد, لتحريكها و إشعالها, خدمة لمصالح المريكان و دول التطبيع و العياذ بالله ,و عندئذ سيتحول المتصارعون وقودا .
إن إطالة الخلاف اللاإيديلوجي ,لم يعد ممكنا ,لأن العدو لا بد أنه سيخرج سلاحا آخر لإفشال المصالحة, دون إعلان نصره علينا .
تصبحون على خير
إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق