
كتب إبن الجنوب,
الحالة بالشمال الإفريقي, ليست أحسن من ساحل العاج في غرب أفريقيا, و لا شرقها بالسودان, حيث تكرم الريس بزيارة عمقه الإستراتيجي تاركا عمقه الداخلي و أمن الناس و قضية التعايش لمعالجة أمنية من طرف العادلي إشكنازي الذي لو فيه ذرة حياء و كرامة لما بقى دقيقة إضافية بمنصبه , و لكن ربما لم يتحصل على خروج آمن, أمام تحرك خيول صاهلة : زيارة و مكرمة من الريس مبارك حيث أراد الظهور و :أنه ليس لا حقا بالركب السوداني , ,أين سيتفجر الوضع مع إعلان الإنفصال يوم التاسع من هذا الشهر, جاء الريس لمباركته و نثر البخور عليه. مع الفارق أن الإعلام العربي و المتعاطف معه من إعلام العدو, وصف الزيارة و كأنها فتحا مبينا, بينما هي زيارة تفتيت عمقنا الحيوي ,و مزيدا من تغلغل العدو و محاصرتنا.بالفتنة و الإنفصال و تقوية الراى الصهيوني القائل لا تعايش بين الأديان سواء بالتحريض أو بالتفجير .
عدو رجيم له أهدافه بالتركيز على بلد من سواه .
ففي ساحل العاج هناك نشاهد النتائج الوخيمة لرئاسة مدى الحياة , من جراء ما سموه سابقا باحد عقلاء إفريقيا الراحل هوفوات بواني, و لا أحد إعترض ,لا على التزوير, و لا تغيير الدستور, اليوم مصالحهم لم تبقى مصانة من لوران كباكبو, و مشكلة الغرب و المتواطؤون معه, أنهم,سواء مع من يطلق عليهم كذبا و بهتانا, العقلاء أو المعتدلين ,هؤلاء الرؤساء و الملوك الذين سريرتهم مملوءة حقدا علينا , و لسان حالهم , يقول إلى الجحيم الشعب بعد مماتي.لم يرسخوا التداول و ثقافة التغيير ضمن الدساتير اللامزورة .
إلا أن الأمر بدى لي اليوم , و كأنه و آمل أن أكون مخطئ, سيأخذ أبعادا خطيرة, ,إذا ما إستمرت التغطية على الفساد و القضاء على أسس التغيير الحضاري و التناوب على السلطة بدون تزوير و عدم الإستقواء على الشعب بأمن و جيش يستعمل لمآرب خاصة لقمع الشعب و عدم مصارحة شعوب الشمال الإفريقي .
القذافي يعبث بمقدرات الشعب منذ ,1969, و الآخرون جعلوا لعبتهم المفضلة الدساتير,و سيتركون لشعوبهم ساحل عاج آخر في شمال إفريقيا , و أمام إنسداد الأفق في الإصلاح السلمي ,و محاورة الآخر, ليس حول أوسلو, هذه ذهبنا في جنازتها معزين اليتامى من أبنائها الذين لم يقع فطمهم بعد, و لكن آلينا على أنفسنا أننا سنرضعهم من ثدي المقاومة, حتى يحين وقت الفطام , و ليس المحاورة , على من هو الشرعي على الأراضي المحررة من فلسطين .
ماذا فعل حكام الشمال الإفريقي, لكل هؤلاء الذين فتحوا لهم المدارس و الجامعات,دون تخطيط لما بعد التخرج ,و تكبد الأهل و المجتمع نفقات تعليمهم , في أحسن الحوال قدمناهم بابخس الأجور لدول خليجية ديدنها الإبتزاز, عوض توزيع ثروات الأرض العربية على الشباب العربي و هذا الكم الهائل من الشباب العاطل, الذي سينقلب على المارة و المتساكنين قتلا و ذبحا ,من أجل أن لا يموت جوعا, و لنا الكثير من الأمثلة أعفيكم من سردها .
تفتقت عقول ,حكام, ملوك, و عسكر الشمال الإفريقي, عن حلول أمنية ـ ماذا نشاهد عندما نزور هذه البلدان ? مربعات أمنية, ليس لأمن شعوب المنطقة , بما أننا في وضح النهار, نشاهد سقوط أرواح بريئة من أجل هاتف جوال, و في وضح النهار أيضا نشاهد سدودا أمنية مزيفة ,و يسلب المسافرون من حليهم , و عمليات السبى متواصلة, و كمان في وضح النهار, يغتال المشبوه فيه رميا بالرصاص دون محاكمة .
لماذا وصل الشمال الإفريقي إلى هذا الحد من إرهاب الدولة لشعوبها و العكس صحيحا ?.
الجواب نجده في بقايا الحرس القديم, الذي كالحرباء و الفيروس, ينتقل داخل الجسم السياسيى ,همه المحافظة على إمتيازاته دون أن تقوم المضادات اللا مغشوشة بدورها هم راضون حتى برتبة وزير مستشار يقرا فقط الصحف ببيته و يتآمر من هناك بخيوط السلطة ما أكثرها تشعبا , فبصقت الأرض السياسية أحزاب كرتونية, أو أحزاب محبطة, من فاعل ,غير قواعد النحو, فاصبح المفعول به مكسورا. و لكن كيف تكون هناك معارضة في أنظمة غير ديمقراطية هذه تركيبة غير ممكنة. الطبخة لا تستوي مهما كان الشواء حرفيا في شوينا على, حافة الطرق المحفورة سياسيا .
فهذه أصوات معارضة يزج بها ضمن مساجين الحق العام, نكالة فيها ,و هؤلاء يتعرضون لسدود أمنية مزيفة, يختطفون لإطلاق سراح اسرى سياسيون, و الصور التي ننشرها من مصادر جديرة بالثقة ,لا تبقى أي شك حول ما نكتبه ,حتى الأطفال الأبرياء ,لم يسلموا من الإختطاف, و هو عمل مدان منا, و لكن علينا أن نسأل عن الأسباب التي أدت إلى تلك النتائج. بما أن أحكام القضاء لا يمكن تطبيقها يبقى اللجوءإلى أخذ حقه بيده و هذا أكبر خطر أراه ينمو على علم و دراية من رؤساء تلك الدول .
و علينا أيضا أن نسأل , لماذا مظاهرة صغيرة سلمية أمام محافظة من محافظات الشمال الإفريقي, ترتعش لها الفرائص ; و مجرد فضائية تقول كلمة تبث الفوض في دواليب الدولة و يزج بأكثر من مئتي شخص غياهب السجون, ذنبهم أن إبنا من ابنائهم إنتحر, هما و غما و نكدا, عوض إستقبالهم و سماعهم و التحاور معهم, و يا بيت ما دخلك شر, نتعامل معهم و كأننا في القرن الماضي , في إحدى مدن لويزيانا العنصرية . و لكن نستقبلهم بعد أن سبق السيف العذل و إنتقل إلى الرفيق الأعلى .
لم يتوقفوا عند هذا الحد, بل يشوهوا ,ينكلوا, يجرحوا , كل من يكتب, أنا أفكر.
و آخرها نقاشا كان مبرمج مساء السبت أول ايام السنة الجديدة ,بفضائية مقربة من حكم إحدى دول الشمال الإفريقي, تدخل الوزير الجديد طالبا إلغائها و كنا سنتدخل فيها طالبين إلغاء الوزير و الوزارة لا مكان لهم في المشهد الإعلامي المتحرك و الغير محنط.
هتاك إدارة لدى هذه الدول , متألفة من مهندسين, رجال مخابرات, حاملي المباخر ,تراقب حركة الطرق السيارة إعلاميا مختصة في تغيير أي إتجاه معاكس و فشلت حتى يومنا هذا في قطع البث فضائيا المسنود, أما البقية لهم الله وحده .
,إذن أنا أقترح, تحديث الرؤية السياسية , حول التنمية و الإستثمار لخلق مواطن شغل,و كما كتب المهندس أحمد عز, أمين التنظيم بحزب الريس مبارك , الذي ليس من الذين تربطني بهم اية علاقة, و ليس من الذين يستهويني أخذ قدح شاي معه على الخفيف, كتب كلاما أجده معقولا, في الأهرام على حلقتين بتاريخ ... 23/24كانون الأول. 2010...فسر فيه حسب وجهة نظره, أسباب فوز حزب الريس مبارك الأقوى , و سقوط المعارضة أو ما يسمونها المحظورة, أي الإخوان ,فكتب عنها..... كون تصورا خاطئا لشعبيته, تضخيم أكثر من الواقعي بكثير ... فتصور أن تزايد وجوده الإعلامي بحاملي المباخر يعني بالضرورة شعبية ....
كلام جميل , نأخذه حرفيا ,و نطلقه على حكام, ملوك ,رؤساء, عسكر الشمال الإفريقي , ليس تهديدا, فأنتم ما عاد ينفع فيكم لا التهديد و لا الوعيد بل أنتم الذين تطلقون الوعد الواعد, نتحفكم بكلام يقطر شهدا, خوفا على شعوبكم .
عليكم إرتداء البرنس أو معطف الإنحياز للشعب, تتقون به من إنتشار سريع لإنفلونزا غضب شعبي أراه قادما, و بخطى حثيثة , و هو ما يجمع عليه كل المراقبون الديبلوماسيون بالمنطقة , و الأخبار تصلنا كل يوم حول إندلاع نقاط ساخنة , و هناك من يطالبهم جهارا ,خوذوا زوجاتكم و أصهاركم ,و فلوا عنا, و لا نحاكمكم , حكمكم مع رب العزة .و لكن ليس لهم ضمانا في خروج آمن , هنا مربط الفرس .
طبعا نحن نعترف أن الراي العام سيد مواقفه ,و لا ننسب إلى أنفسنا اية حالة تحريض تمرد شعبية, يقوم بها المواطنون هناك في الشمال الأفريقي, حيث لا تداول افكار ,و لا تداول سلطة ,و كل ما نخشاه أن ياتي من يقتنص حالة فراغ سياسى و يركب الأحداث ليوهم الناس بالجنة ,ثم يكون الندم كحال العراقيين و العاجيين اليوم.
حكام الشمال الإفريقي, و الله العظيم لا يسوون أكثر من ثمن ربع أرنب, و الله أيضا, نحن ناسف لهذه الحالة التي إنتهت بهم إلى حد, أن شعوبهم مستعدة لتتبرع بهم إلى السركوزي أو أوباما ليس حتى بالليرة الرمزية و لكن ببلاش , كهدية بابا نوال و رأس العام الإداري, بما أنكم تشيدون بهم في صحفكم ,أيها المطبعون , في صحف الريس ,تعالوا خوذوهم ,خلصونا منهم بقى, و لكن هناك بالشمال الإفريقي الأرض تهتز ,على مقياس الغضب الشعبي, و حرب غير معلنة عن إسمها ., ;و الله يستر إشقائنا هناك ,على مدى نصف قرن ,عرفوا 5; إنقلابات ,توريثا واحدا, و بيدق عسكري .
فجوة, تضاف إلى فجوات أخرى,عدم الشرعية ,و عدم وجود الخروج الآمن لهم, ثم الحرب الباردة في طريقها لتكون حربا ساخنة , لم تعلن عن إسمها هناك بالشمال الإفريقي ,عندئذ سنجتمع لتاليف البكائيات, على أبواب أوطان العروبة .
تصبحون على خير
إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق