
إنتشار سريع لإنفلونزا سيدي بوزيد ?
كتب إبن الجنوب,
تعودتم أن نستهل كتابة العمود اليومي ,ببعض الردود التي وردت على ماسبق , و هنا لا بد أن اقدم بعض ما جاء في محاضرة لزميل فلسطيني, من داخل فلسطين المحتلة , ألا وهو, زهير إندراوس يسأل فيها ...لماذا عندما أنشر مقالا في موقع عبري أجد مئاتا ينشرون تعليقاتهم و في المواقع العربية أجد تعتيما, و جاء الجواب كما رد البعض على الأخ زهير, بما أننا مثقفون على ماذا سنعلق ? و نحن أصحاب قضية و أنت تطالب بإسترجاع الحق المسلوب, بينما كثرة التعاليق الجوفاء ,مثلها مثل تعليق عمو زياد, المتخفي تحت إسم متابع لدنيا الوطن, فهو ليس متابعا جيدا, لأن المتابع الجيد قبل كل شئ, يتابع كتاباته, ثم يمر إلى غيره , لأنه هناك فرقا شاسعا, بين الإنفصال غير المعلن لقطاع غزة كما جاء برايه المنشور , و رفض الدخول في مفاوضات عبثية,عمقت الأمر الواقع على الأرض المحتلة , ستتعامل معه هانوي العرب, بروح وطنية, مقاومة ,ومواصلة الكفاح المسلح.
و ثمة فرقا كبيرا بين مصر العروبة ,و مصر التواطئ السياسيى, الذي لا زال يحاصر, و يعذب شعبنا و أهلنا .
ثم ألست أنت الكاتب في أحد معلقاتك ,عفوا, تعاليقك , عندما نتحدث عن فلسطين...أهل مكة أدرى بشعابها ?!! على ماذا تلوم الذين تركوا الحالة في السودان تصل إلى حد تفتيته إربا إربا ? أجابهم أمثالك أهل السودان أدرى بشعابها و مستقبلها و ها نحن اليوم نجر أذيال الخيبة العربية ورائك
, و ثمة مقال وقع لفت إنتباهي إليه, تحت عنوان ......فلسطين لا تحتاج مقالات B12 , بتاريخ 04.01.11, سأرد عليه في الوقت المناسب الذي إختاره, و يسمح لنا بتجاوز جلال الموقف و الألم و السخط من جراء جريمة كنيسة القدسين, و بالتالي ليس هذا هو همى الأول الآن, إحتراما للشهداء,و هذا ما يقودنا إلى مقال هذا المساء …
إحتجاج مصري أيضا على طريقة سيدي بوزيد , تلاه إحتجاج أردني , و جزائري , هكذا تسربت و إنتشرت, إنتشار النار في الهشيم, إنفلونزا سيدي بوزيد, إلى عالمنا العربي , وجدنا أن المدعي العام المصري وصلته خبرية, من محمد أبو مسلم , رئيس قسم نيابة ثاني أكتوبر, مفادها أن مواطنا مصريا ,سكب الكروزين على ثيابه ,و أضرم فيها النار, لأن موظف التراتيب طلع روح أبوه ,المسكين, إشترى, توك توك , بالتقسيط للعمل عليه ,لتوفير قوت العائلة بعد أن مل النشل , و حررت ضده مخالفات عدة, و حجزت التوك توك , لخروجه فقط عن المكان المخصص,و تم إنقاذه بقدرة إلاهية من الموت , و لكن لم يفلت في محاولة الإنتحار على طريقة سيدي بوزيد, بتهمة التجمهر ,و إثارة الشغب داخل إدارة مرور أكتوبر !!!!.
أما في الأردن ,هناك أقدم رجل في الأربعين, أصيب بانفلوانزا سيدي بوزيد القاتلة , فإنتحر شنقا ,.و بعد أن تحدثنا عن وضع الشمال الإفريقي في مقا ل سابق , و كأننا إستبقنا الأحداث المؤسفة التي وقعت بالقطر التونسي ,عندما كانت 2010 تلفظ آخر أنفاسها, لفظ بعض الشباب العاطل عن العمل بالقطر الشقيق أنفاسه ,و لست أدري أين أضعه, هل في خانة الإنتحاري أم إستشهادي البطالة ? ليزعزع أسس سياسة, اثبتت فشلها, كخيار تنموي في العالم العربي , .منها نوعية التعليم و إرتباطه بسوق الشغل, و ليس هناك أية حوافز تغري, سواء الممول أو طالب الشغل, بالذهاب إلى مناطق نائية من أجل 200 دولار, يكون أحسن منها إنتصاب لبيع الفواكه و الخضار, و لكن هذه أليست مبادرة خاصة ?, كان من الأجدر لمحافظ المنطقة أن يعطي تعليماته بعدم التضييق على هؤلاء الشباب في سنة الشباب ,و لكن كما قيل لنا ,منذ تعيين المحافظ من 5 أشهرقبل إقالته لم يستقبل مواطنا طلب لقاء ليشكو همه من طرف موظفين لم يقدروا عاقبة أفعالهم على وطنهم.
هل نحن أمام حكومة تونسية ,مصرية,و أردنية,لا تفهم لا بالوماء و لا بالكلام ?هل نحن أمام حكومات لا تقدم لرئيس الجمهورية أو الملك صورة عن الوضع الحقيقي ? و في هذه الحالة ليلقي بكل مستشاريه بالبحر كما فعل هذا الصباح أحمدي نجاد هل هذه الحكومات لا تقييم و لا تستند إلى تقارير إستخبارات عن الوضع الإجتماعي الردئ, خاصة بتونس كنا أكدنا عليه في آخر سلسلة تقارير صحفية عن هذا البلد كان بعنوان .....شعب مضياف يئن من عدم التوازن الجهوي .... راجع مقالات هذه السلسلة بتاريخ 26.10.2009. و لا ينبغى أن تكون محلل عظيما للتفطن عن عدم التوازن الجهوي الفاضح .
سألت هاتفيا بعض الأخوة هناك, هل إتصل بهم نائب الحزب الحاكم ?فردوا علي إنه منشغل بتسيير شركة سياحية مفلسة و أخر همومه منطقتنا ,و لا يظهرون إلا عند إقتراب الموسم ,سألت مخاطبي أليس لنائبكم كتابة خاصة و دوام و موعد زيارة أسبوعية لقبول مطالب تظلمات ناخبيه و المتساكنين, بما أنه نائب عن الشعب ,و ليس نائب قبيلة, فجائنى الجواب بالنفي !!! و إذن لا تستغربوا إنتفاضة شباب متروك لحاله , فتسقط مقولة الشباب هو الحل و ليس المشكلة, و تكون كغيرها من العبارات الجوفاء المنومة .
كنا نتابع شريط أنباء من تونس لعله يشفي غليلنا ,و يقطع مع الإشاعات, و يطرح القضية التي إندلعت بسيدي بوزيد بالقطر التونسي, و لكن إستمر التعتيم ولغة الخشب من مقدمة نشرة أخبار, لا تفهم ما تقرأ, و الله ظننت أني في بيونغ يونغ ,و كما كتبت صحيفة بريطانية ,أسئلتها كانت تقابل من طرف المسؤولين, إما يتعذر الوصول إليه, أو لا شئ تحت الشمس,بينما وعد النظام أنه وضع بكل وزارة ملحفا صحفيا ,عفوا ملحقا صحفيا ,تحت تصرف الإعلاميين ,و لم ينبس هذا المدير لوكالة الإعلام الخارجي ببنت شفة فهو ينتظر التعليمات و هي لم تاتي إذن
Every Thing is good nothing to be reported
كله تمام و لا شئ يستحق الذكر ,فجاء التغيير الوزاري, بتعيين وزير إعلام, بينما هناك عقلية ينبغي تغييرها ,و لا ينقع أن يكون المحافظ كبش فداء, و يبقى وزيرالداخلية التونسي , و لا يستقيل و لا يستخلص العبر هكذا أفهم السياسة, نفشل نستقيل .
يا سلام ,يعني أرواح سقطت ,و أناس زج بهم في الإيقاف, مجتمع يتحرك ,و لا كلمة من رئيس الدولة, الذي نزل لإستقبال سباح بالمطار, بينما كانت علامات الغضب الشعبي تنتشر كالنار بالهشيم .
رئيس الدولة التونسية ,بطم طميمه ,ينزل لإستقبال سباح تونسي, و لا يأخذ طائرته ليجتمع بالشعب الهائج المائج ,و يطمئن الناس !!!.فجائته النصيحة بزيارة الضحايا و إستقبال عائلاتهم و صرف معاشات !!! الم يكن من الأجدر إستباق الأحداث? خاصة و الحديث كان دائما يدور حول الإستشراف عن بعد إلخ...و إذا بالأمر لا من بعد و لا من قرب .
نزل السيد وزير التنمية التونسي مع إحترامنا له ليقول كلاما سمعه الشعب التونسي, و مل منه ,و يتسائل هل سيبقى على صدور الشباب لتنمية الحقد و الكراهية رغم فشله? في الإسراع بتنمية أماكن الظل ,و لماذا الآن يوعد الشباب بمليارات من الدولارات ستضخ في المنطقة ?ألم يكن على علم بالتململ? مضاف إليه الرصد و الترصد من مناكفي النظام .
هل يقرأ الصحف و التقارير و يعاين على عين المكان مسيرة التنمية ?هذا إذا كانت هناك مسيرة كما نفهمها .
أما أن نضع المسوؤلية, تارة على موظف بلدي منكوب ,يعمل بالتراتيب ,و نحمله مسؤولية أكبر من حجمه ,أو على المحافظ? هذا يعني التنصل من المسؤولية ,لترسوا; على الحلقة الضعيفة,; والتدفع الثمن, و لو أن هناك من يقول, إن المحافظ منذ توليه منصبه أيلول المنصرم, عاجز عن إستقبال المواطنين, لا قي حسينية, و لا تحت خيمة في قلب منطقة السباسب.
و هاكم مثلا تقريرا صحفيا, لمفهوم الصحافة من كاتب تونسي على صفحات صحيفة محلية ,حول وضع يمس سياسة دولة , و حياة شعب ,جعل نفسه ناطقا بإسم القراء, بينما الأمر في كسر شوكة البطالة أمرا عالميا ,تعاني منه معظم الدول ,و هذا الشاب , خير الإستشهاد أو الإنتحار, على السرقة و تلطيخ شرفه و شرف عائلته.
نعم خير ,و لكم الخيار في الوصف, هل هو استشهاد أو إنتحار بشرف من أجل لقمة عيش تكون بشرف .و يرحل عن هذه الدنيا بشرف ?.
ثم إننا لسنا رواة أخبار يا هذا , أيها الكاتب العظيم يصحيفة يديرها صهر فخامة الرئيس زين العرب , نحن العين الثاقبة ,لآلام الشعب العربي, من تطوان حتى الحجاز , نحن ننقل أحداثا , نحللها ,نقدم بعض الحلول, و ليست لنا مشاكل شخصية مع الرموز السياسية و لا تهمنا التأويلات و القرارات الظنية, نحن إحدى الروافد التي لا بد أن يستعين بها الحاكم العربي ,لا أن يمنع دخولها, بينما إعلاميون صهاينة و في الحقيقة هم عين داوود يتجولون بكل حرية
اعترف في ما يهمنا كأسرة تحرير اننا اخترنا عدم نشر وقائع الحادثة التي بلغتنا في ا ارتأينا بأن مساوئ النشر أكثر من منافعها ثم لعدد من الأسباب الأخرى الإبان اعتقدنا بأنها وجيهة... وفي مقدمة تلك الأسباب ذلك التلاطم العنيف، بين ما يمكن اعتباره حادثة محاولة انتحار فردية.. وبين ما يمكن قراءته وراءها من التباسات خصوصا عندما ترتبط بشاب اضطره هاجس البحث عن شغل، لمخالفة التراتيب والقوانين البلدية.. فإذا بالقضية تصبح ذات وجهين.. واحد مشروع وثان غير مشروع !
كانت الخشية من أن ينحرف الإخبار عن مساره ، فيصبح نشرها كضرب من تقديم الأمثلة السيئة والملتبسة في مجتمع يحتاج إلى من يساعده على الفهم، أكثر من حاجته لمن يصب الزيت على النّار...
هكذا هي الأمور.. في بعض الأحيان، يجد رواة الأخبار أنفسهم بين المطرقة والسندان، مضطرين إلى اتخاذ القرارات العسيرة، وعارفين مسبقا بأن هناك من سوف لن يرضى.. ليس فقط لأن القرار كان غير صائب.. بل أيضا لأن هناك دائما من يصطاد في المياه النظيفة والعكرة !.
أعود الى مفارقة الاحتكاك بين ما هو حق، وما هو واجب أو حق الآخر.. ذلك الحق الإنساني المقدس في الشغل.. وواجب عون التراتيب البلدية في منع الفوضى بقوة القانون، أي صيانة حق الآخر.. والواقع أن الصورة كما نراها، لا ينقصها التعقيد... يتداخل فيها الإنساني مع القانوني.. وتتشابك فيها الخيوط الرفيعة.. فتتعسر مهمة التمييز بين ما هو منطقي، وبين ما هو هتك للمنطق.. تماما مثل السؤال: هل يجوز التغافل عن تطبيق قانون المرور على شخص بحجة ان شدة الإحباط التي ألمت به ساعتها، اضطرته الى حرق الإشارة؟!
أخي في العروبة نرد على هذا المنطق, نعم نخترق كل الأضواء الحمراء, و لا نتوقف إذا كنا نحمل جريحا سياسيا ,لن ننتظر أية إشارة خضراء ,حياة الشعوب مقدسة, و يبقى التساؤل ,ضحايا البطالة في العالم العربي إنتحاريون أم إستشهاديون ?
.
إنتظروا
مقال ليلة الجمعة, تحت عنوان..
زين العرب يتذوق الوحدة, بعد مرارة التشتت ?
إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق