2011/01/15

إعتقل الشعب الخصيان, و هرب كبيرهم.



إعتقل الشعب الخصيان,وهرب كبيرهم


كتب إبن الجنوب,

بينما كنت في طريقي من الجزائر إلى تونس الشقيقة , راودتني عدة عناوين لمقال اليوم, تليق بالحدث التاريخي ,الذي يعيشه إخواننا في تونس , منها , الغنوشي شابور بختيار تونس , و منها , فلول زين عرب التواطئ يتساقطون,.الثورة مبتورة و معرضة للغدر.

كنا دخلنا من نقطة حدودية واحدة مفتوحة من الجزائر , دخلنا لنرى بأم العين هذا الشمال, لشعب يتحمل الثراء الفاحش لنواب حزب, من مجرمي الحق العام .
الغنوشي الذي نصب نفسه رئيسا للجمهورية ,سقط في أقل من 24 ساعة, بسقوط الفصل ,57 و نصب نفسه رئيس مجلس النواب رئيسا مؤقتا , راكبا على الفصل 56 ,و هكذا دخلنا حرب الأجنحة, و سقط الغنوشي الضعيف, البوياجي, و تغلب عليه مدير الأمن السابق, الذي عذب شبابنا من أشقائنا التوانسة سنة 1968 فؤاد المبزع.
اليوم أخطر شئ يلاقيه الشعب التونسي,هم رجال السافاك التونسي, ميليشيات البوليس الموازي ,الذين خسروا رهاناتهم و خسارة إمتيازاتهم في السرقة و النهب .
دخلوا الأحياء الشعبية و زرعوا الرعب في نفوس الغلابة .
ميدانيا تجولنا على مدى 10 كلم من إنعطافة مدينة رواد الساحلية, شاهدنا بأم العين, طوافات تطلق من مدفع رشاش, عيارات نارية دون أي موجب.
شاهدت فراغا أمنيا , لم يعترضنا أي رجل أمن على طول 15 كلم, فراغا متعمدا, مررنا بقمرت, المرسى, قرطاج ,حذو القصر الرئاسي ,الوحيد به بعض الحراسة ,على من لست أدري ? بينما الشعب بقى يواجه ليلة كاملة فلول البوليس الموازي,
إستمعنا إلى اصوات الناعقين الذين يركبون الثورة الشعبية, من الذين وقعوا, و لم يكذبوا مساندتهم آنذاك لتقدم بن علي لرئاسة سادسة, أمثال المغني لطفي بوشناق, الفنانة هند صبري, أمين عام الجامعة العربية السابق الشاذلي القليبي, عضو معين بمجلس الغرفة الثانية, الطاهر بلخوجة وزير الأمن السابق , و القائمة طويلة لدينا.
قرأنا صحيفة الصباح تنقلب على رئيسها, صخر الماطري صهر زين عرب التواطئ و الخيانة, و تكتب على لسان من يسمي نفسه المشرف العام للتحرير, فيصل البعطوط ,رجع من دولة خليجية ,حيث كان يشتم بصحيفة الوطن القطرية , كل قوى التحرر و المقاومة ,و رجع إلى تونس ,ليطبل لزين عرب التواطئ و الخيانة , المجرم بن علي ,هذا ينبغي أن يتوارى عن عيون العرب.
هرب بن علي من تونس, كانت الساعة تشير إلى 16.45مساء الجمعة 14 كانون الأول
حملته طوافتان إلى ليبيا ,ومن ثم بطائرته إلى جزيرة مالطة ,فسردينيا ,من متواطئين ليبيين, و تحت حراستهم بتنسيق مع جنرال كان مدير الأمن, و أصبح مدير الأمن الرئاسي , غلي الصرياطي , أوقفه الجيش و تم إعتقاله ,و إعترف أنه مدير الأمن الموازي ,و لازالت التحقيقات جارية معه, و مع أعوانه ,حاولوا الهروب إلى ليبيا , و سبقتها عمليات تمويهية بسيارات فارغة, إتجهت نحو المطار خوفا من إسقاط طوافته , من طرف عناصر بالجيش.
سمحت لهم السلطات المالطية فقط, بالتزود بالكيروزان .
إتجهت الطائرة نحو الشمال, متجهة إلى فرنسا ,حيث وضع قائدها خريطة سفرته إلى مطار لو بورجي, شمال العاصمة الفرنسية ,مطار يستعمل فقط للمعارض الجوية .
وصل الساعة التاسعة و النصف ليلا, رفضت السلطات الفرنسية إعطائه الإذن بالهبوط ,و طلبت منه المغادرة ,لم يحضر السفير السيد رؤوف النجار, المحاصر من المحتجين .
لفت الطائرة يمينا لعل سويسرا تمنحه اللجوء ,و لكنها رفضت, كما فعلت بلجيكا.
طلب قائد الطائرة , الإذن من مطار دبي ,فجائته الإجابة, يمكن أن تحط على شرط أن لا ينزل أحدا ,و هناك صعدت ليلى بن علي و أبنائها , و إتجهوا نحو المملكة العربية السعودية .
هناك قبل إعطائه الإذن بالهبوط قبل الشروط التالية.
لا تصريح سياسيى
لا إستقبال لأطراف سياسية
عدم الإتصال بأي وسيلة إعلام.

كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجر هذا اليوم, في تلك اللحظة ,سقطت كرامة الطاغية و بقى عاريا.
هكذا هي نهاية الطغاة ,كما كانت لعيدي أمين دادة الأوغندي و توفي هناك سنة 2003

لا أحد أراد قبوله, غادر عندما كان الشعب, على وشك أخذ قلعة وزارة الداخلية .
هرب زين عرب التواطئ و الخيانة و المبادرة الصهيونية , التي ضربت إخواننا, و بتاييد من أبو مازن أبو المصائب, يفتش عن ملجأ .
نحن قناعتنا إن حساسية المؤسسات العالمية ,تجاه الجيش جعلته ,ما يسمى السائق الخلفي the back driver ..
لأني لا أفسر غياب الأمن تماما ,و حضور الجيش أمام مؤسسات حساسة قبل قرار الطوارئ .
إلا كون الجيش ,هو الذي يمسك بزمام الأمور, و القاء القبض على ميليشيات البوليس الموازي.
الشعب التونسي يحمل جينات المقاومة الفلسطينية , و جهوزية سيد المقاومة , هذه هي الحقيقة على الأرض التونسية, كما أشاهدها اليوم الساعة الثانية بالتوقيت المحلي, بعد إعدام عماد الطرابلسي ,شقيق ليلى الطرابلسي رميا بالرصاص ,لرفضه التوقف أمام حاجز عسكري والرد بإطلاق النار عليهم.
الشرارة إنطلقت من الجنوب, و راجعوا مقالاتنا , عندما أكدنا أن كل الثورات لا تأتي إلا من الجنوب,.و على الصهاينة إنتظار أن محقهم لا ياتيهم إلا من الجنوب.
التوانسة وجدت عندهم نخوة عربية, تجاه إخواننا بالأردن , ووقفتهم أمام سفارة بن علي إبتهاجا بسقوطه.
وجدت لدى التوانسة إكبارا للشعب المصري ,و كفاية, التي نزلت عفويا تؤيد ثورة العمال و المنكوبين و المسحوقين.
الكثير منا كإصدقاء الشعب التونسي, كنا و لا زلنا مع هذا الشعب , و في هذا الصدد حملت معي في رحلتي كتابا عنوانه ...الطريق إلى قصر عابدين...أهم ما جاء فيه ...لو إن مئة ألف مواطن مصري تجمعوا في إعتصام سلمي بميدان التحرير حاملين مطالبهم المحددة , و إعلانهم أنهم لن يغادروا المكان قبل تنفيذها, فسوف يحدث التغيير...
التوانسة نزلوا اليوم ,و عزلوا الغنوشي في إطاحة ثانية لشابور بختيار تونس ,هذا البوياجي, الذي طلب من الشعب أن يتقدم بطلب رخصة ليخرج الشعب يندد بجلاديه.
الشعوب لا تحتاج إلى إذن للخروج و التعبير عن عدم رضاها .
في الأثناء تستمر إستقالات كوادر الحزب المخلوع ,و أريد لو أنه كان أمامي وزير التعليم العالي البشير التكاري, هذا الذي رد علي في مواجهة تلفزية ,غندما قلت ,إنه الربع الساعة الأخير ..رد غلي قائلا... أنت تحلم...
الشباب تحقق حلمه , و التحم مع العمال و الفلاحين .
هذه ليست ثورة المثقفين, حتى تتوضح الأمور و لن يركبوا عليها الآن و يزايدون لم يفعلوا شيئا و هادنوا النظام.
بقى لي بالأخير أن أطالب العزيز على قلوبنا وزير خارجية تونس سابقا كمال مرجان, أن يعتذر للشعب و يتبرأ من النظام .
نحن نعرف ظروفه العائلية, و حالة النسب مع المجرم بن علي و لكن حالة نسب وقعت قبل أن يقوم زين التواطئ بإنقلابه الآثم مع زمرة إطباء هربوا معه.

تصبحون على خير


إبن الجنوب
www.baalabaki.blogspot.com.

ليست هناك تعليقات: