

ديمقراطية الغراب التركي.
بقلم: إبن الجنوب
صحيفة حريات التركية نشرت أمس و على صفحتها الأولى, إعتصام نساء تركيات مناهضات للإعتقال السياسي ,و عبر المحرر عن راي كتب فيه, تحت عنوان: ديمقراطية من هذه? أما بقية الصحف التركية, تسائلت متخوفة عن إمكانية وصول نظام شمولي إلى تركيا, و كأننا لا نعيش تحت عيون العسكر, المتقدة شرا, متناسين ما جرى لحزب النظام الوطني Milli Nizam Partisi , , أو حزب الرفاه الوطني ,Melli selamet Partisi إنتخب ديمقراطيا و رغبة شعبية في وصول تيار إسلامي إلى الحكم , رغم أني لست من الذين يحبذون إستغلال الدين من أجل أصوات المسحوقين ,وجدوا الدين آخر ملاذا لهم يحتمون به , و هذا رأي محترم, كبقية الأراء,و علينا واجب إحترامه, و لكن دعاة الديمقراطية المزيفة في تركيا ,لعبوا لعبة أبو العز, دام عزه على عسكر تركيا ,فوقع دوس أصوات الشعب, ووقع لهذه الديمقراطية نفس سيناريو محاصرة حماس , يعني قاموا بعملية ,إنسخ, إلصق, المتعارف عليها,,إخراجا و فنيا تكنلوجيا , منهج الحكم بروح إسلامية لا يعجب و لا يروق , فبعد سنة من وصول نجم الدين أربكان ,في شهر النكبات من سنة 1996, سمح له بتلذذ الحكم إلى آخر شهر النكبات من سنة 1997 لعله يغير رأيه فأطاح به العسكر بإسم الديمقراطية, و منع من أي نشاط سياسيى لمدة عشر سنوات ,بإسم الديمقراطية العسكرية ,و بما أن المجال للتحرك السياسي داخليا ضاق ,ذهب إردوغان و منذ مؤتمر دافوس إلى السياسة الخارجية , لعله يلهينا و يلهي شعبه فشل كوسيط بيننا و بين المحتل الصهيوني ,فكان عدد الأتراك في قافلة شريان الحياة ملفتا للإنتباه ,هل هي الصحوة ? و لم يطرد الريس بارليف إلا جورج غالاواي!! بينما الذين ضاق صبرهم من إستفزاز الريس, أتراكا و ليس غالاواي, و لكن كبش فداء, لا بد منه ,و تسائل بعض المعلقين عن دور خفي للإتحاد الأوروبي, تقو م به تركيا, نيابة عنهم , لخفض منسوب الغضب في العالم الإسلامي , بعد حرب الكانونين , حتى بالثرثرة , فعام زيادة أو عام نقصان, ما بتفرق مع العرب , منذ 62 عاما تعودوا على الثرثرة, يتلذذونها ,مع تزامن تعيين أوباما ممثلا له بالمؤتمر الإسلامي ,يتكلم عربي و يحفظ عن ظهر قلب 60 حزبا , لا تخلطوا بين الأحزاب السياسية ,و أحزاب القرآن الكريم ,و مهما كان الأمر, ليس لنا 60 حزبا, اللهمإلا لدى بوتفليقة بالجزائر.
بالأمس مقالنا كان تحسب لما عساه أن يقع بتركيا , و تهيئة الراي العام العربي ,حول شكوكنا في الدور التركي ,الذي يريد تلميع صورته على حساب القضية الفلسطينية , و أبعاد هذا الدور في العالم العربي, و أنه لا ينبع من عواطف حميمية و إنسانية ,هناك مصالح تقود الأنظمة ,و ليس حسينيات و محاضن ورشات سياسية, يديرها مغفلون.
دور إيراني, كان ينبغي أن يقابله دور تركي, و يتفوق عليه كوسيط ,في قضية التخصيب , نحن بالأمس أكدنا بالأدلة أن سياسة المزايدات لم تعد تجد طريقا لها نحونا , و كان المحور ,حول عبد الله أوجلان زعيم PKK
حزب العمال الكردستاني Partiya Karkaren Kurdistan , , و الكركران ,جمع كركار, أي عامل , * إشتقت منه كلمة كركار لدى العرب, عندما كانوا تحت الإستعمار العثماني, تيمنا بالعامل التركي مثال الإتقان و الجودة فاغرق أسواقنا بمعداته المنزلية و نشق البحور و البرور, نتبضع من أسواقه, السبائك الذهبية لحبيبة العمر , سبائك من صنع كركار تركي, و هو العامل الذي يجر أقدامه في عمله حسب بلدان أخرى, كما هو حال السياسة التركية, سياسة كركارة نحو الديمقراطية ,و إقترانها الذي مازال بعيدا بمفهوم حقوق الإنسان, و الديمقراطية.
فهل إعتقال عبد الله أوجلان بعدما طردته سوريا إلى كينيا,و بمساعدة الموساد و هذا لا يرقى له الشك ;و إعتداء صارخ على سيادة كينيا, و جلبه بطائرة مكبلا, مخدرا, محاطا بملثمين ,و كأنهم أتوا بكأس أفريقيا , طبعا هو فوز, و ليس نصرا ,فوز الديكتاتورية مؤقتا, و ليس إنتصارها , فإزعجوا المناضل, جومو كنياتا ,في قبره , لم تسلم منهم أدغال إفريقيا .
طيب أردوغان و رئيس جمهوريته من حزب واحد, و يتشدقون بالإنسانية, ما المانع من إصدار عفو على عبد الله أوجلان, و لكنهم لا يتمتعون بصلاحية وضعها الشعب بين أيديهم, فتخندقوا في دور كركار الجزمة العسكرية .
بالأمس ,غطت المظاهرات ,معظم مدن و قرى الجنوب الشرقي التركي ,و إسطنبول و شوارعها, و لم يخصص لها الإعلام العربي ,و لا المسلم ,حيزا في نشراته إلا حول إلقاء القبض على مساعد الملا عمر في باكستان و كأن السلام حل بغففانستان و لكن كيف يلهون الرأي العام هم أيضا , بالأمس تمسحت العروش البالية على الحذاء العسكري التركي , و قدموا للثرثرة التركية, شهائد الإخلاص والوفاء ...العالم الإسلامي يقدر السياسة التركية ....هذا كان على لسان محمد علي شاهين, رئيس برلمان تركي , و تتسائلون أين قالها محمد على ? وين بدكم تكون بخلاف البحرين? القاعدة الأمريكية المنتصبة,تأهبا لإي طارئ ضد إيران, في البحرين, من زمرة العروش البالية, التي يسحق فيه المسلم حول مذهبه , و كالكويت الني تمنع فيها باحثة عربية ,تحمل جوازا عربيا ,من حقها أن تطأ قدماها ارضها العربية, التي تدنس بالجيوش الأمريكية و الصهيونية , بالأمس منعت مضاوي الرشيد, إعلامية من إلقاء محاضرة, و لم تمنح تأشيرة الدخول إلى بيتها العربي, بتمهة أنها ستلقي محاضرة ,عنوانها : الإصلاح السياسي المعلق في الوطن العربي, و طبعا أضافوا إليها تهمة الكتابة في صحيفة لا تروق لأصحاب العروش المهترئة , ألم أقل لكم إنها اليد الأمريكية المقنعة لجلب التوازن مع إيران , إسلام سنى ,يواجهونه بإسلام شيعي , ديمقراطية صنع محلى في مجابهة ديمقراطية مستوردة, مقاومة الصهيونية قولا و فعلا على الأرض و الثرثرة تركية لأسباب داخلية على الأمواج.
11 سنة مرت على إعتقال عبد الله أوجلان , و كانت قوات البوليس التركي في دورها, كالدور العربي , و صمتت عنه كل وسائل الإعلام العربي ,من أجل المصالح , كانت قوات رجب طيب أردوغان, تتعامل مع الشعب, كتعامل المحتل الصهيوني مع الفلسطينيين, ثم تتظاهر بالبكاء و العويل رحمة بنا!! هذه هي فرصة تركيا لملء الفراغ بيننا و بين زعمائنا لتندس من خلاله , و لكن الجماهير التركية ,خرجت لتصيح ,و يعلو صراخها , يحيا APO يحيا APO و كل له إسم الدلع عندنا أبو العز و عندهم , APOو بما أن ابناء الجنوب الأتراك في شرق البلاد ,دائما ,عرضة للتنكيل, قوات القمع التركي, إخترعت خراطيم مياه ملونة لتفريق المتظاهرين!! تتمكن من القبض عليهم ,كمتواجدين حول بؤرة الإجرام حسب تعبيرها ,حتى و لو كان من المارة الأبرياء و أقسم بأغلظ قسم ,يحيا آتاتورك , و الرجل عربيدا, سكيرا, زانيا ,فاق زعماء التحرش الجنسي للعثمانيين من متخنثين و مثاليين ,و ماالفرق بين هذا و ذاك و,الذي يلاقيه الإخوان من طرف الريس بارليف ?.
لعلع الرصاص, أغلق البازار, و إختفى المتظاهرون , و إن لم يفرج عن عبد الله أوجلان.
, مقاومة الأكراد حرام بأمر عسكري , و الإعتراف بهم و بثقافتهم, بزغ بصيص أمل إبان حكم وزير أول من الوزن الثقيل سياسيا و جسمانيا, الشهيد هلال تركت أوزال , أمه تركية كردية فكانت السكنة القلبية على غرار المبحوح و يا ليته لم ياتي في ذلك اليوم و إستمع إلى أغنية توم جونس... أمي نصحتني بعدم المجئ.
Mum told me not to come , و لكن الرجل أتى, و لم يستمع إلى كلام أمه ,كحال كاتب هذه الأسطر, كما جاء في أم الحمامة قالت لهم لا تخرجوا .... ولكن أتينا إلى السياسة و كان الرجل يلقي خطابا في ذلك اليوم المشؤوم 17 نيسان ,1993و الذين شاهدوا الشريط ,لا بد و أنهم لاحظوا كيف أن عيون الحراسة المقربة , المنتقاة من العسكر ,كانت موجهة إليه , و كأنه سيغتال نفسه!! ,عوض ,كما جرت العادة, إلإنتباه يوجه إلى القاعة و الحشد الموجود, و بدى لي كأنهم ينتظرون شيئا ما , و أضاف الطين بلة, عندما أعلن عن إنشاء محطة نووية للتخصيب كحال إيران اليوم .
بالأمس لم يفرج عن عبد الله أوجلان و لكن الإذاعة التركية أفرجت عن اللهجة الكردية, محذرة بعدم الإقتراب من ساحات الإحتجاج , هذه مقاومة تركية كردية نجحت في دفع الحاكم إلى مخاطبة شعبه بلهجته التي يفهمها نسبة مئوية هامة.
دفاعنا عن الأكراد ينبع من منطلق مبدأ التعايش بين ابناء البلد الواحد, بين كل الأقليات و الطوائف, و لا ولاء, إلا إلى الوطن ,و عندما نتكلم نقول أنا تركي ,أنا لبناني, أنا مصري, و ليس أنا كردي ,أنا مسيحي, وأنا قبطي إلخ... و إلا نكون من المتناقضين المنافقين والعياذ بالله ,ندعو إلى التعايش في فلسطين, ثم ندعو إلى الإنفصال في تركيا!! لماذا بلجيكا يتعايش فيها الفلامان والوالون, و يحدثونك كبلجيكي لا غير, و يتحدثون معك باللغة الفرنسية ,و لكن إحتراما لهم, قرر الحكم أن تكون الإشارات و أوراق الإدارة باللغتين .
الزعيم التركي الكردي عبد الله أوجلان يقبع في زنزانة إنفرادية بسجن أميرالي عفانا و عافاكم الله من زيارته ,في جزيرة نادرا ما يفلت منها سجين ,و لم نجد إلا ما قل و ندر, مثل بيلي هايس, مروج مخدرات , و يلماز غوناي تركي ,شيوعي أصيل, من جذورتركية كردية, لست أدري كيف فر? هل هي مسرحية عسكرية ضغط دولي ?و كيف وصل إلى فرنسا و كيف منح جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي بكان و تزامن مع وصول الإشتراكيين إلى السلطة و صديق العمر الوزير الأول الفرنسي سابفا , بيار موروا أطال الله في أنفاسه ,و رئيس ديوانه ,سفير اسبق بسويسرا, عندما أحاطوني بعناية سياسية ,لا يحملها إلا الإشتراكيون الحقيقيون, في حين كنا كالفلسطينيين اليوم , مشردين ,نطارد, نحاصر و نجوع من الأشقاء و رفاق منافقين .
سجن أميرالي يا جماعة, سمي نسبة إلى, أمير على ,من غزاة الجيش العثماني, هجر اليونانيين ,و أصبحت, بعدما كانت جزيرة, واحة خيرات, إلى معتقل طلاب الحرية , كما قسمت جزيرة قبرص تموز 1974 إلى قبرص شمالي و آخر جنوبي ,و فرقوا شردوا عائلات ,هذه هي تركيا يا جماعة, لذاك الآن سنجيب عن سؤال المعلق السياسيى الذي جاء أول المقال ,و هو يتسائل ديمقراطية من ,هذه ? نجيبه ديمقراطية الغراب التر كي, لو نظف بريشاته أمام بيته , كنت أثق في هذا الكرم السياسي المفاجئ لقضايانا .
تصبحون على خير
إبن الجنوب
www.ibnaljanoob.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق