2010/02/13

لا يا سيد المقاومة, الإعدام لم يكن حلا.





لا يا سيد المقاومة ,الإعدام لم يكن حلا بقلم: إبن الجنوب
2009-05-24




لا يا سيد المقاومة الإعدام لم يكن حلا .


بقلم : إبن الجنوب


لم أخفي يوما من الأيام أني من أصدقاء اليسار , عندما يكون بجانب الفقراء و المطحونين في تغطيتهم الصحية و معاش يحفظ الكرامة بعد عطاء و بذل , و بجانب اليمين الديني عندما يأخذ زمام المقاومة لدحر الإحتلال, و لما لا ?بالرغم من أن الملوك و الرؤساء خلقوهم من عدم في البداية لكسرنا بالجامعات كحال القاعدة و من خلقها و كيف أوصلت العالم إلى الهاوية . و قد أثبت المقاومة الإسلامية خاصة قدرات و كفاءات رهيبة, أذهلت العدو,سواء في أفغانستان تحت إحتلال الجيش الأحمر أو اليوم تحت إحتلال تحالف صهيوني لئيم. أختلف مع اليمين التقليدي او ذلك الذي يدعو إلى نظام تيوقراطي في إختياراته الوحشية, منها عقوبة الإعدام و المحاكم الميدانية ,اليمين التقليدي معروف عنه مجموعة نصابين ,محتالين ,غشاشين ,مارقين, إقتصاديا ,سياسيا, و إجتماعيا ,و تفريطه في أموال الأمة و الشعوب لحفنة نصابين رجال أعمال آخر ساعة, وصلوا من خلال وسادات المخادع , حتى إننا أصبحنا نرى وزيرا ينحني أمامهم , و تنقلب الآية و يصبح هو مقدم شرح المشروع , موضوع زيارته التدشينية !!!و الله العظيم إخوتي في العروبة.
عندما نشيد بالمقاومة الفلسطينية و اللبنانية , لأنهما يدخلان في هكذا تطابق مع نظرتنا لللأمور , و لست من هذه التي يسمونها الوسط , حتى لا يقع تكبيلنا بحبال, إما معي أو ضدي ,و في هذا الصدد المقاومة اللبنانية تعرض نفسها و مبادئها للخطر, إذا كالت بمكيالين ما كانت تندد به بالأمس .
أنا من المنادين أنه من غير المعقول محاكمة سياسية هكذا على الهواء, و مطالبة الجماهير عدم الإعتداء على أهالي الموقوفين و أن لا يحملهم وزر الآخرين , في شبكات التعامل مع العدو, مازالوا لم يتمتعوا بحقوقهم في الدفاع عن أنفسهم , لا يا سيد المقاومة أنت حرضت بصفة غير مباشرة , ربما بتحمس وغضب , رغم صلابتك و شموخك , أعتقد أنها طبيعتك التي تخفيها عنا في إطلالاتك بما فيها من دعابة و خفة روح و مزاج مرح , والأسراع بمطالبة الإعدام لهم , بينما القضاء تسلم ملف متهمين بالتخابر , و الإتهام ليس إدانة, المتهم برئ حتى تثبت إدانته, و كان يمكن تفهم مواطن بسيط ,و لكن أنت يا سيد المقاومة تتمتع بخيار الحرب و السلم , و من يحمل هكذا مسؤولية, لا يحق له محاكمة على الهواء لمتهمين, و لو كنت مكانك لأمتنعت عن أي تصريح , و التعليق الوحيد يكون..... الملف بين يدي القضاء و لا يحق لي التدخل للتأثير على مجرى القضاء..... فما الفرق بينك الآن, و فريق الأغلبية التي حاكمت الضباط الأربعة و نصبت لهم المشانق كما كان الحال في عهد العثمانيين هنا بساحة الشهداء و الأرشيف يدل على أن الأخطاء واحدة, و لا أي فريق منا تعلم شيئا.و نتناقض و نخبط خبط عشواء .
إطلالة سيد المقاومة الأخيرة عندما طالب بإنزال عقوبة الإعدام على العملاء التي أدت إلى شهداء و إعتداءات , مؤكدا أن من يتساهل في هذا الأمر هو شريك في سفك الدماء.... !!!
هنا لا بد لي من فتح قوسين () لأقول لسيد المقاومة بما كان أسعد يوم في حياتي, يوم ذهبت كأحد أفراد الملاحظين في البرلمان الفرنسي يوم 17 و 18 أيلول 1981, بعد الفوز الساحق الماحق لقوى اليسار بفرنسا 10.05.81,.
4 أشهر و 8 أيام بعد تسلم قوى اليسار السلطة سقطت عقوبة الإعدام , لن أنسى ذلك اليوم ما حييت, و لن أستطيع مهما أوتيت من قوة ألفاظ و كلمات, أن تضاهي ثقل الكلمات التي جائت في سياق خطاب رهيب , من وزير العدل آنذاك ,المحامي روبير بادنتير, لم يتجاوز عقده الخامس, بخبرته القضائية و قاعة محلس النواب تحت قبتها برلمانيون و كأن على رؤوسهم الطير,وصل إلى قناعة أن الإعدام ليس حلا, و لم تنخفض بإبقائه نسبة الجرائم ,و القاضي بشرا بالختام, يمكن أن يخطئ , و المتهم تحت التعذيب لإنتزاع إعترافات يقول ما يريد المحقق أن يقوله,.نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان في مهزلة المحاكمة قالها بالحرف الواحد ...تمنيت الموت من شدة التعذيب و قلت لهم قولوا لي ما يجب أن أقوله و سامضي عليه....و كان الإعدام نصيبه, فهل توقفت المجازربالعراق , من الحكم أو المتمردين على حكم إحتلال , طبعا لا .
ثم أنت تعرف يا سيد المقاومة ,أن بعد كل إجتماعات القمم العربية سلمت تقارير عنها من ملوك و رؤساء إلى العدو , ماذا تفعل بهم هؤلاء ? نحاكمهم أم نغض الطرف عنهم ?و نواصل الجلوس معهم و تبويس اللحي و تبادل التهاني مع العدو بحكومته العنصرية الجديدة, و أنت تعرف أنهم عملاء, و لكن يحملون رخص صيد من إدارة الغابات السياسية الأمريكيةو أجهزة تخابرهم مع العدو أكثر تشعبا من بضعة ضعاف نفوس ,تعساء, بائعي ضمائرهم, الخردة المتآكلة متواجدون على عرض و طول العالم كما وصفهم العميد المحرر ريمون عازار مدير المخابرات العسكرية سابقا , ألم يكن رئيس ديوان المستشار الألماني براندت عميلا ? أنا أستحي يا سيد المقاومة أن أطلق النار على الضعفاء و إلا لما كانوا عملاء, هذا إذا قالت العدالة كلمتها و لا أحد غيرها, الآن ألسنا نحن الذين دفعنا بخلق شبكات عملاء في تناقض تام مع ميثاق الجامعة ? عندما يشاهد ضعاف النفوس ,الريس و الملك و رئيس ...يصافحون, و يتغدون مع العدو , هؤلاء مجرد أعوان, ماذا يمكن أن تطلب إذن للذين رفضوا وقف إطلاق النار على المقاومة في حرب تموز, و لا زالوا يلقبون بدولة الوزير و دولة الرئيس. ?

.......المطلوب من برلمانكم ليس موقف شجاع و لكن موقف إيمان بالإنسان...بلد متشوق للحريات لا يستطيع الإبقاء على عقوبة الإعدام ...أولوية الأولويات أن لا نعطي لأي كان سلطة مطلقة مثل ما ينجر عن قرار لا يمكن إصلاحه ...عدالة تتهرب من هذا الإلتزام تبوح بضعفها و تقلص من تأثيرها الحضاري ...إلغائها هي الإجابة الأخلاقية.
بهذه الكلمات سقط الإعدام في فرنسا و قبله في بريطانيا و عدة أماكن أخرى و أثبتت الحقائق اليوم أن الكثير ممن أعدموا كانوا ضحية خطأ قضائي , و أنت القائل أنك في المستقبل لن تسلم إلى القضاء أحدا إلا بعد ثبوت الإتهام , في خطاب عيد العمال 01.05.09 ... لن نقبل بعد اليوم أن يتهم الناس و يعتقل الناس و ممنوع على أحد أن يفتح فمه , لأنه سوف يتهم بتعطيل التحقيق و بالتغطية , هذا أمر لا يستطيع أحدا ان يتساهل فيه....
نددتم يا سيد المقاومة و أنا معكم و أيدتكم عندما قلت ....لا لموقف المدعي المصري الذي لم يقل لو ثبتت التهمة كذا و كذا بل أخذ موقف و مشى...خطاب سماحتكم بتاريخ 01.05.09.حول قضية الشاب بإسمه الحركي سامي شهاب .
السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان يا سيد المقاومة ,ما هذه الإستفاقة الآن لفرع المعلومات و مخابرات الجيش حول العديد ممن أطلقت إليهم صرختك يوم الجمعة الفارطة 22.05.09...بادروا بتسليم أنفسكم..., !!?هل هي ضربة إستباقية لمعرفة الأجهزة بوصول المعارضة للحكم, وإمكانية وجود ملفات و تقارير,بها شبهات لهؤلاء الموقوفين, لم يتعامل معهم ,كما كان ينبغي أن يكون العمل المخابراتي , و حتى لا تتهم الأجهزة بالخيانة , و الحكم الذي يلفظ آخر أنفاسه بالتواطئ في التغطية . ??
هل تحسبا لأغلبية حاكمة جديدة ستطالبهم عن سبب الصمت و عدم التحرك ? كان وراء قرار حكومي بتفكيك الشبكات ,كانت تستغل لتلفيق التهم إلى سوريا و رجالها كما يقولون. ??? لا يمكن لعاقل لم يتعاطى بالسياسة أن لا يضع هذا السؤال.
هل خطوة وزير الإتصالات ,صهر العماد عون ,جبران باسيل ,كانت تصب في هذا الإتجاه و توطئة لما يمكن أن يكون عليه الأمر بعد تغيير السابع من حزيران عندما قدم ثلاثة قضايا ? , ربما تطال إحدى كبار الرؤوس الحالية التي تعرضت هي أيضا لمحاولة إغتيال ?? هذا إذا بقى هنا و لم يغادر بعد الإقتراع مباشرة إلى باريس, و أنا أراهن أن الحجز قد تم للعديد, العديد ,من هذه الرؤوس, سنجدها تقتل الوقت في مقاهي سواء بجادة الأليزي أو ساحة الأوبرا بالعاصمة الفرنسية باريس و الآن وقت دورة رولان غاروس للتنس .أو بشارع Via Veneto بروما يلحسون بوزة سائلة بعد أن لحسوا حتى آخر يوم دماء الوطن و العمال.
الإعدام يا سيد المقاومة حتى للعملاء و الخونة ليس حلا, بلد متشوق للحريات لا يمكن ان يبقى على عقوبة الإعدام,.إلغائها هي الإجابة الأخلاقية يا سيد المقاومة.
إبن الجنوب

جميع الحقوق محفوظة لدنيا الوطن © 2003 - 2009

ليست هناك تعليقات: