2010/01/04

موعود بالخردة بقلم :إبن الجنوب
2009-02-24




موعود بالخردة .
يقلم :إبن الجنوب

بين إدعاءات إيران بأن دولة البحرين كانت المحافظة الإيرانية الرابعة عشر , و كان يمثلها نائب في مجلس الشورى ,و هي التصريحات التي أدلى بها ناطق نوري في مدينة مشهد , و صراخ البحرين طالبة النجدة, لأن هناك من يشكك بعروبتها !! و كأن البريطانيين لم يشلحوا المنطقة تشليحا, ألم يعطوا ما لا يملكون لشعب آخر, هجروهم من أوروبا و شمال أفريقيا, ووضعوهم مكان الفلسطينيين , يعني الكويت و البحرين و نجد و الحجاز إلخ, لا تهم, مكنوا حفنة أمراء من بلاد الغير, و لكن لا نرجع إلى الوراء, و لن نتراجع عن قبولهم داخل الجامعة العربية , هناك التاريخ, و هناك الرافض للتاريخ, ونحن فقط نذكر بالتاريخ ,نقول إن موريتانيا كانت من ضمن المملكة المغربية و شلحتها فرنسا, و الصحراء الغربية وواد الذهب مغربية, و شلحتها الجزائر و خلقت منها جمهورية البوليزاريو أو الصحراء الغربية , كل هذه المشادات الكلامية مضيعة للوقت , مقارنة بما يحاك حول تسليح الجيوش العربية ,و لا أدري لماذا نريد التسلح , و لكن لنفترض أنها لتحرير فلسطين !! , إتركونا نحلم المدة التي يستغرقها قراءة هذا المقال .
تابعت زيارة وزير الدفاع اللبناني إلياس المر إلى روسيا أخيرا, حيث أتى لنا بعشرة طائرات يتيمة من نوع ميغ 21, و تسائلت ,هل سيقدمها هدية للفلسطينيين الذين يحملون أعلى الكفاءات لقيادة كل أنواع الطائرات الحربية, و لكنهم سقطوا ضحية سحب سلاحهم, فلا تدريب و لا تربص , إذن هذه الطائرات ستخوض معارك تنذر بها العدو الصهيوني , خلي بالك من زوزو و أن تل أبيب على مرمى حجر و في متناولنا إذا واصلتم ضرب غزة, !! أم أنها ستدخل مأوى العجز ? و في أحسن الأحوال متحف الجيش , و ربما لن تكون أحسن حظا من طائرات المشير, في حال تحركها من على مدارجها للدفاع عن الشعب الفلسطيني.
و لكن عندما نشاهد تحطم الطائرات الروسية التي كانت في الخدمة بالإتحاد السوفياتي سابقا, كما حدث من ثلاثة أيام قبل إقلاعها من الأقصر, و بقرائة سريعة لموقع صحيفة روسية commercant , ,أن خبراء الجيش الروسي وصلوا إلى قناعة ,و قطعوا الشك باليقين, أن % 40 من طائراتهم المقاتلة اصبحت غير صالحة للخدمة , بعبارة أخرى خردة روسية تباع بالمفرق و بالكلغ للخواص , كل يستطيع شراء قطعة يضعها بين صور الشهداء, و الدول العربية باموال دافعي الضرائب يبذرونها في شراء ما لا حاجة لنا به , تستمع من حين إلى آخر وفود عسكرية من بلدان ضربها تسونامي الإفلاس تريد بيعنا ما لها من خردة, و نحن ننصاع ,بينما الكساد يضرب كل البلدان العربية, و شعب غزة كان أحرى بأموال الخردة التي سيأكلها الصدأو هي لم تصلنا بعد .
البدعة الجديدة الآن التي إخترعتها الدول المفلسة لإغراقنا في نفقات لن تعود على شعوبنا باي منفعة, الولايات المتحدة الأمريكية تبيع خردة أسلحة لدولة عربية نطلق عليها Xثم بعد إستعمالها لإصطياد العصافير أو الأرانب , في حالة لم تذهب لجنوب السودان, تعيد بيعها الدولة العربية Xإلى الدولة العربية Y و تطرح الولايات المتحدة ثمنها من صفقة خردة أخرى للدولة X أما الدولة العربية Y يتحول وفد خبرائها العسكريين لمعاينة الأسلحة في الدولة العربية الشقيقة X تبين له أن إصلاحها و صيانتها يبلغ 225 مليون دولار أي 337 مليون ليرة لبنانية أو 933 مليون شيكل لكم الخيار حتى تتوضح الفضيحة أمامكم .
هنا تأتي اللجان العسكرية المشتركة و تفرض و تبتز حتى يقبل الدولة العربية Y خردة سلاح الدولة العربية X ,وتأتي بعدها فضيحة الكذب الأمريكية بلجانها العسكرية و سفيرها و ملحقها العسكري ,لأن هؤلاء غير مخولين تجاوز سقف معين ,بعده ينبغي الرجوع إلى موافقة الكونغرس الأمريكي و في حالة الرفض تبقى الدولةY.مدينة للدولة X التي وعدت أن أموال الصفقة ستكون ثمن تسليحها بالدبابات و الهليكوبتر فلا دبابات و لا هليكوبتر .هذا ما تعانيه جيوشنا , خردة كعتاد تحت تصرفهم, حرام نطالبهم بالنصر , يزيدون من حجمه جيش عرمرم و يخففون من قدراته .
بتقديري و نحن على هذه الحالة ,وزارات الدفاع العربية أصبحت عبئا علينا,لتسقط هذه الوزارات , فلا هي حررت شيرا من أراضينا, و لا هي رفضت أن تكون مزبلة أسلحة أكل عليها الدهر و شرب, و لا هي رصدت أموال الشعب لما ينفعه , هل مقاومة الشعب الفلسطيني على مدى 22يوما إحتاجت إلى وزارة دفاع ,و جيوش, و نجوم , ?هل المقاومة في الجنوب إحتاجت إلى أكثر من مقاومة شعبية في كل بيت بما تيسر من أسلحة لا يمكن مقارنتها بجيش وزارة الحرب الصهيونية التي وقعت معها إدارة بوش إتفاقا بمقتضاه تصدر للعدو و على مدى عشر سنوات 30 مليون دولار من آخر ما ظهر من أسلحة الدمار الشامل, و مع ذلك حققت المقاومة تموز 2006 بعد صمود 32 يوما أكبر إنتصارا منذ 1948.
يبدو لي أن وزارات الدقاع العربية هي محضنة لنجوم الظهر, و سيارات سياحية يتجول بها الضباط فاقدي الحياء و بأموال دافعي الضرائب , و من يقوم بالواجب العسكري يتحول لسائق للمدام في حلها و ترحالها, و مشوار صيد بري وبحري و مآدب بنادي الضباط نهاية ا لأسبوع و في أحسن الأحوال يتفاوضون على نوع زيوت المحركات و نوع الخوذات التي سيوردونها .
أنت موعود بالخردة يا جيش ? ,لا يريدون لك أي إنتصار ?, و لا تسليح جدي, ? هل أنت تخيفهم إلى هذه الدرجة ?
أو لعلك تقول موهبتنا العسكرية قتلها الساسة الخردة, و أسلحة الخردة, هل نحن موعودون أن نعيش في ظل هكذا خردة ?
و حتى ألتقي بكم بعد المولد النبوي الشريف ; أتمنى لكم أحلى الأوقات و أجملها .

إبن الجنوب

جميع الحقوق محفوظة لدنيا الوطن © 2003 - 2009

ليست هناك تعليقات: