
يكفرون وزيرة و يؤدبون سفيرة بقلم: إبن الجنوب
2009-03-16
يكفرون وزيرة و يؤدبون سفيرة .
بقلم : إبن الجنوب
لم تتذوق السفيرة المصرية فاطمة حسن, لا عيد الأمهات ,و لا يوم المرأة , و هي لا بد تلعن في قرارة نفسها هذا المجتمع المشرع على مصراعيه لمصافحة المجرمين و إلتقافهم من الوقوع اٍرضا ,من شيخ الأزهر في مصافحة المجرم شمعون ,إلى أبو الغيط في نجدة تسيبي لفني من تعثر كان سيؤدي حتما لسقوط شاربة دماء أطفالنا.
مجتمع عربي منفتح على كل موبقات العالم ,و مغلقا حدود تفكيره و تصرفاته تجاه المرآة , لأنها درست, تعلمت ,و إرتقت إلى أعلى المناصب , و الرجل يعتبر نفسه أن المناصب حكرا عليه, أو في أحسن الأحوال يذر الرماد في العيون, مطالبا بالنسبية , فيسقط في فخ المرأة الغير مناسبة في المكان الخطر, و يتم القضاء عليها لتستمر نثر الشوك في طريقها و مطالبتها المشي عليه ,فيكون الفشل و إنتكاسة , بتعلة ألم تشاهدوا ماذا فعلن, حال أخذهن المسؤولية,.أو عند آل سعود تحرم المرآة من أبسط حقوقها في القيادة, !! ثم تعين وزيرة !!!بالكاد نرى عينيها , و عندما كتبنا إثبتوا أن الوزيرة المتحجبة إمرأة و ليس رجلا متنكرا, عجز آل سعود مجابهتنا في لعبة الحجاب السياسي.
هذه المرة العكس هو الذي وقع, السفيرة المصرية ناشطة ,و تتكلم بصراحة, و تريد أن يتعامل معها أندادها السفراء معاملة الند للند , أرادوها أن تنبطح ,فوقفت صامدة ,كصمود أهل غزة ,أرادوها أن تقبل أنصاف الحلول مقابل أن تكون كلمة الختام للرجل.
سبحان ربك مغير الأحوال, نفس هذا الرجل بالبيت يرتعش أمام دلال خانهم , و يتسربل بأزياء نسائية , هناك ينسى الظلم الذي سلطه على المرأة , و تخالجه رعشة شهوة و هو يمهد مضجعه بإنتظار دخول دلال خانهم....
من سنوات خلت كنت واقفا بجانب وزير داخلية عربي , طلبته زوجته و هي تتأهب لصعود السيارة بعد حفل إستقبال, بضعة ليرات للذهاب إلى دكان تجميل , أجابها الوزير ...وحياتك ما معي مصاري...فكان ردها صاعقا , لحس الوزير الأذية و لم ينبس ببنت شفة , نفس هذا الوزير كانت له صولات و جولات فرسان العروبة أمام ضباط نساء , هرمت أمامه الأثار و إنسحقت تحت أقدام خيله, فروسية الوزير.
هذه المرة نحن أمام سفيرة عربية, تثق بنفسها و قدراتها ,تآمروا عليها ,مثل تآمر الشامبنزي بإحدى حدائق السويد , هناك أثبت دراسة أن الشامبنزي يقوم ليلا و سرا عن أعين الحراس الذين نصبوا له كاميرا مجهزة للتصوير ليليا, أنه يجمع بعض الحصى و يخبئه جانبا و يرشق به الزوار صباحا, هذا ما حصل للسفيرة, رجموها بكل أنواع حصى الكذب ,موظفون من العيار الثقيل , خوذوا عندكم و قد وضعتهم لكم في هذه السلة.
ممثل مصر لدى الأمم المتحدة في لجنة الإعلام.
المتحدث الرسمي للريس.
مساعد ذلك الذي إلتقط تسيبي لفني من السقوط و المكلف بالعلاقات مع مجلس سيد نفسه !! مجلس الشعب.
سفير حالي بأحد الدول الأوروبية.
سفير محال على المعاش.
أحد كبار الموظفين بالخارجية.
يا تبارك الله, سفيرة تكالب عليها 6 موظفين !! صمدت السفيرة و لكننهم, قرروا, أنها لا بد أن تكون عبرة لمن أردن التطاول على الفحولة , عملا بالمثل القائل ..إضرب القطوسة تتربى العروسة ...
أحيلت السفيرة أملم مجلس التأديب ,و لا إمرأة في المجلس ,فحولة صافية, خيول عربية بحوافر سياسية مهترئة .
جاء في إتهام المجلس ما يلي
جنحة الحط من الملك Délit de lése majesté
مخاطبتها الوزير بأسلوب غير لا ئق.
تجاوزات في التخاطب مع زملائها و رؤسائها.
مخاطبة جهات خارج وزارة الخارجية دون إذن
.الإسائة إلى رؤسائها بتحرير مذكرات إلى رئاسة الجمهورية و رئيس الوزراء.
شكرا على ضمهم العقوبات الخمسة في حكم واحد .
هل عرفتم الآن من هي الجهات الخارجية ?رئيس الوزراء و رئاسة الجمهورية !!!حيث رفعت تظلماتها السفيرة فاطمة حسن.
هكذا تعامل إطاراتنا النسائية من أبناء وطنها الذكور إذا أرادت أن تكون الفاعلة و ليس التي بها مفعول , أو كوني جميلة و إغلق تمك .
السفيرة واصلت نضالها سائلة المدعي العام المصري عن تأخر غير مبرر لشكواها التي لم تجد ردا منذ !!15.02.2002 !!!!فبل الإدعاء شكلا و مضمونا ,و سجلته السفيرة تحت رقم 3783 بتاريخ 26.02.09 و تحت ضغط السلطة الرابعة تحركت آلة الإدعاء يوم الجمعة 13 آذار, و هو يوم حظك أيتها المناضلة, و تم التحقيق في قرار مجلس التأديب المطعون فيه بالتزوير, ومطالبة برد الإعتبار, و رغم أن القضية بت فيها بالمحكمة الإدارية و صدر حكم بثبوت النزوير و بوجود تعديلات و إضافات أدخلت على التحقيق مع السفيرة ,و هذا كلام محكمة, و ليس فراءة البخت في فنجان ,يعني يا سفيرة, نفخي الحكم و إشرب المية بتاعو, خصومك لهم أوكامبو يحميهم ,فأنت مثل عمر حسن البشير متهمة بجريمة الحط من هيبة الملك و بما وضع لك من رؤساء .
يتواصل السيرك الذي نشاهده في حكومة نظيف تلعب كرة السلة ,تتلاعب بالنساء, سفيرة تؤدب من هنا, ووزيرة يكفرونها من هناك, كحال وزيرة الأسرة و السكان , ذنبها أنها أردت إعادة إحياء برنامج التنظيم العائلي ,لأنه من غير المنطق لا أمنيا و لا إستراتيجيا أن تبقى المرأة ماكينة إنجاب في بلد يواجه أزمة غداء و بطالة و سكن, و هنا لا نعمم, فما هو مطلوب لمصر اليوم ,ليس بنفس الحدة لدى البوليزاريو أو موريتانيا, إذن لا نخلط ,نحن أمام موضوع أمن قومي , نزيفا و عدم إكتفاء , و من لم يزر القاهرة نرجوه أن لا يعلق على ما لم يشاهد .
هذا الإنفجار الديموغرافي أحد أسباب جعل القرار السياسي المصري مرهونا بالخارج , و لنقلها صراحة ليس غلطة الريس ,الشعب المصري يتحمل هذه الأخطاء جماعيا , لأنه لم يقف في وجه المتأسلمين الذين يريدون إغراق البلد في الجهالة و الفقر, مستعملين أدوات إسلامية بقراءات خاطئة, و إلا ما معنى ردهم على الوزيرة مشيرة خطاب ....تناكحوا تكثروا فإني مباهي بكم الأمم يوم القيامة ...و الحديث إذا وضعناه في إطاره الصحيح لا يعني ألقوا بأنفسكم للتهلكة و المجاعة و تعريض أبنائكم و بلدانكم للخطر, يعني يفسرونه نفس تفسير إنصر أخوك ظالما أو مظلوما , و هي لا تعني تلك القراءة المبسطة بل أعمق مما يبدو, فنصرة الأخ ظالما, عندما تفتح بصيرته و تدله على الطريق الصواب .
يرد على مفهومي لتحديد النسل, شلة الظلاميين أن الإسلام مع زيادة النسل , نقول يا جماعة مادام الرخاء موجودا لا مانع ,و لكن أن يصبح زيادة النسل نتيجته أن تصبح يدنا هي السفلى, نذكرهم أيضا أن اليد العليا خير من السفلى .
إن خيار مصر الإستراتيجي هو في تحديد النسل الآن ,شعب مصر لا خيار أمامه إلا أن يستمع إلى ناقوس الخطر تدقه الوزيرة مشيرة خطاب,لا تكفروها و إلا نطلبكم الرحيل ,لأن شعب مصر لن يخضع إلى سياسة الإنتحار الجماعي و تقليص نفوذها بحشرها في زاوية المتسولين على أعتاب دول غربية متصهينة , هل ترضون بهذا يا شعب مصر العظيم ? لا تكفروا المرأة, و لا تعذبوا السفيرة, فإن النساء لديهن في جعبتهن ما يعجز الرجل تصوره من آفاق منيرة.
إبن الجنوب
جميع الحقوق محفوظة لدنيا الوطن © 2003 - 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق