2010/01/25

الريس وضع نفسه في موقع العداء.


الريس وضع نفسه في موقع العداء .
بقلم: إبن الجنوب

كنا ننتقل من غرفة إلى أخرى ,بين صيحات المعلق الرياضي للمقابلة التي جرت بالأمس ,بين محاربوا الصحراء في غابة كابيندا المثيرة للرعب, الذين إصطادوا فيلة ساحل العاج ,3أهداف مقابل 2 ,و صفقنا مع إخوة القاعة المجاورة, و قد أشارت ساعة المكتب إلى الواحدة صباحا بتوقيت غزة هانوي العرب ثم أنشدنا
One ,Two, Three, Viva l'algérie
قول إنشاء الله ينصرها ربي, يا دزاير يا غالية , الله و النبي و الشيخ سعدة إلخ…
و تصفيق حار في القاعة الأخرى منبعثا من تسجيل لحفل شرطة العادلي إشكنازي ,يستمعون إلى الريس بارليف على مدى 17 دقيقة, حللنا و إعدنا المشاهدة, بعد أن إطمأنينا على وصول رفاق عنتر إلى النصف النهائي, و هذا المساء نهنئ الشعب المصري, بإنتصار منتخبه لكرة القدم ضد أسود الكاميرون الغير مروضة, بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم في ملعب بانغيلا , إنتصر المنتخب المصري ,هذا فريق ينتمي إلى الشعب , و ربنا يهدئ الإعلام أن لا يصعد الوضع في مقابلة قادمة بين مصر و الجزائر, نحن نميل إلى أي فريق عربي يمتعنا كرويا بفنيات و يرفع علما عربيا, و نستمع إلى النشيد الوطني سواء بلادي بلادي لك حبي....أو قسما .... ; وفرحتنا تبقى ناقصة ,مادام كل أفراد هذا الشعب المصري العربي الكبير, كبرى عالمنا , تشعر بالعار و الخزي من إقامة جدار بينها و بين الشقيقة الصغيرة غزة هانوي العرب .
دخول رأس الدولة الريس بارليف بقوة , و من الدقيقة الأولى أمام شرطة مرغمة و ليست مخيرة للتصفيق , لتمرير فكرته دفاعا عما يسميه منشآت هندسية !! هو إعتراف على فشل إعلامه ووزرائه على تمرير العار و تسويقه داخليا و خارجيا, و خاصة لدى الشعب العربي , و كنا قد فسرنا هندسيا,الفرق بين جدار و منشآت هندسية , في مقال سابق .
لا شك لدينا أن تدخل رٍاس النظام المصري ,يعكس التقارير التي وصلته و أرقته , و هي تعكس عمق الجدل داخل المجتمع المصري حول جدار العار, فلو كان العكس لما تدخل ,و بما أنها ليست من صغار الفعال الرديئة شرفنا بتصويب قذائفه إاى من بيته من زجاج, و نسى أن تنبهه أجهزته أن البلور لدينا مقوى, لن ترهبنا كلمات رد الصاع صاعين ,علامة نرفزة ,ليست من شيم و خصال الكبار, تدخل في نطاق الإستهلاك المحلي , و تحريضه على الفلسطينيين بسياسة فرق تسد, نحن لا ننظم مهرجانات و نكتب ضد مصر كما يحلو لك أن ترمي للشعب بهكذا أقوال, لأنه و بكل بساطة لا تمثل الشعب المصري, أنت إمتداد للجدار الصهيوني الذي يعذب أهلي هناك , و هو غير شرعي, بحكم محكمة لا هاي, فكيف تريدون التمويه, أنكم مع إحترام القانون , الجدار جريمة حرب يا ريس بارليف.
نحن الآن أمام فزورة مين الدولة الشقيقة التي نظمت مظاهرات ضد مصر’? و الحقيقة ضد الريس بارليف هل هي سوريا لبنان و قد سحبنا إيران لأنها دولة عدوة بالنسبة للريس أم الأردن . لسنا بحاجة لمظاهرات كمقياس يا ريس كل البيوت غاضبة و تتظاهر في صالوناتها و مزارعها و مكاتبها أنت لم تسلم من شجب و إستنكار لا من الصغير و لا من الكبير الغضب العربي يلف كل الناس لأننا لا نهضم أن المقاومة الفلسطينية موجهة ضد مصر كما تريد تحريضنا ضد بعضنا .

الريس بارليف زاد الطين بلة و زادته هموما على همومه , لأنه ليست بهذه الطريقة يعبر عن مسؤوليته تجاه شعب جار ,يئن تحت الإحتلال, و تعوض معاهدة أمنية خطيرة العواقب على نظامه, بجدار العار الممول أمريكيا , هذه سنة أولى من حكم الأسمر أوباما ,شاهدنا فيها تلاحم الريس بارليف مع سياسة العدو و حاميه,سواء في مجال لجم حرية الإعلام عبر الأقمار, أو حرية العبور, أو فشل ميتشل في زحزحة موقف العدو .
التعامل مع حرية العبور مرهونة بإبتزاز حماس , لترضخ لمصالحة ,لا تخدم طموحات الشعب
المظاهرات و الإعتصامات و التصعيد كنا سنقوم بها, لو أقيم ضد مصرجدار من دولة جارة , فلا فرق لدينا بين دولة عربية و أخرى, ,إلا بمقدار ما تقترب منا و تبتعد عن العدو و لا تستسلم و لا تطبع و لا تضغط و تحاكم المجاهدين .
صعود الريس بارليف إلى الهجوم, لن يصل إلى إيقاف نبض الشارع المصري مع شقيقته فلسطين .
صعود الريس بارليف إلى الهجوم على إعداء الجدار, أطلق رصاصة الرحمة على المصالحة , ووضع نفسه في موقع العداء .
مقالاتنا ,و كتاب الراي الحر, هي المرآة التي يشاهدون أمامها وجوههم الحقيقية كل صباح و مساء .
الرئيس إختار التحول من الحدة إلى التحدي و أنه أطهر افعالا , فلا هو تطهر سياسيا ,و لا هو تركنا نطهر المنطقة من العدو .
هكذا إختار الريس بارليف وضع نفسه في موقع العداء و إختار أن تكون سياسته, الهزيمة مبدأ و الخيبة إنتصارا .



تصبحون على خير

إبن الجنوب

ليست هناك تعليقات: