تاريخ النشر : 2007-09-26
قهوة الصباح مع إبن الجنوب
ناظر عزبة, شهر عاصف أمامه.
هدف سهل, أكفانهم جاهزة منذ اليوم الذي خلعوا عنهم أكفان الخوف من الموت, و رجعوا للقاء ربهم, كرمان عيون الشيخ و البيك, أحزابهم تقودهم إلى حتفهم هؤلاء الذين يسمونهم قوى 14 آذار, خيروا الإصطفاف وراء كلب صيد و تحت صليب بوش, فكان الإستعراض الطائفي, أنا خيرت حمل صليبي و الإبتعاد قليلا هذه الأيام عن بيروت و الضاحية, لأن من يريد الإجهاز على خصم سياسي أو عدو لسوريا ليتعالى لعندنا, و من يريد إلصاق أي تهمة جاهزة بقوى المعارضة ليتعالى لعندنا في هذا السيرك الذي شاهدناه في 25 أيلول, نجتمع أو لا نجتمع, كان يتكهن النواب, طيب ها هم إجتمعوا إمتصاصا للنقمة الشعبية و أجلوه إلى 23 تشرين الأول, شهر سيكون عاصفا حول مصيررئيس , لما تبقى من شعب طائفي ,إلتصق بالأرض, لم يهاجرطلبا للقمة العيش و الأمن و الأمان لأبنائهم ,و الكل مازال مرهونا بإغتيال آخرنائب آخر لا سمح الله, وهو ما تبقى لجماعة 14 آذارحتى لا تفقد النصاب المرة القادمة و لا تتحول جلسة الإستحقاق, لإستحقاق آخر سقوط حكومة دان سنيورة,كلنا نعرف أن الشرط لحضور الثلثين و أكثر هو توافق على إسم الرئيس ,و عندئذ يأتون إلى الجلسة ليؤمن النصاب , و لن يؤمن النصاب ما لم يتم التوافق على إسم رئيس, إذن ما هذه الخزعبلات و قد إشرئبت أعناق الإعلاميين إلى حدث ليس بالحدث و الله .قبلها ينبغي التوافق على كيفية الإجهاز على حكومة دان سنيورة , فاقدة الشرعية طولا و عرضا و إستقالتها من قبل تحصيل حاصل,هي أمامها شهر عاصف لتحزم حقائبها و ترحل ..
ليعرف العالم الذي يؤازر حكومة السنيورة, أننا في لبنان لسنا في ديمقراطية كما يعيشها الغرب,و بقرائته لمؤسساته, أو كما كان يقول الشهيد سمير قصير...بإستحالة التوفيق بين نقيضين بين النظام الديكتاتوري في دمشق و الديمقراطية في لبنان , و لكن مقارنة بجيراننا نبدو و كأننا كذلك ,و ماأبعد الثرى عن الثريا , و لو كنا في ديمقراطية لأستقال دان سنيورة, من أول إغتيال عجزت مصالحه الأمنية عن إكتشاف الفاعلين.و لو كنا في ديمقراطية لأنتصب أهالي الشهداء أمام السرايا مطالبين بإستقالة حكومة دان سنيورة .
من المستفيد من أحداث فلسطين و لبنان و العراق ?? أليس العدو الصهيوني ,و كلاب صيده في المنطقة, و من ينتفع بهذه الجرائم ? أليس العدو, لماذا نذهب بعيدا و نتفلسف بينما العدو و المجرم أمامنا .أنا دائما أفتش عن نظاراتي بعيدا و هي بجانب فنجان قهوة الصباح.
راحة المحارب في الدويلة المزعومة, نحن وفرناها له بجبهة داخلية تغلي على مرجل, و جبهة الجنوب تتمتع بحراسة أممية, العالم يحرس عدونا !! أما جبهة الجولان ,هناك العدو يقوم بنزهته بدون خوذات أو صدريات واقية.
نحن في الجنوب ,لا ننسى التاريخ, قرأناه و تمعنا فيه , الكتائب التي تتزعمها قبيلة آل الجميل, و تتوارث فيها المناصب, و يدعون الديمقراطية, بينما هم أرسوا التوارث منذ تاسيس الحزب الذي كان و لا زال الأب الروحي له الألعاب الأولمبية النازية لسنة 1936,هذه حقائق تاريخية ليست من بنات أفكاري, الآن هل تحول أم لا, ربك عليم.
كنت في طريقي إلى الصنائع, و توقفت بسن الفيل, حيث لي أصدقاء من الآرمن و قد بدت على محياهم علامات الحسرة, إن كان هذا ثمن العمل السياسي,تطاير أجساد النواب و المارة اشلاء, بئس السياسة ,أجبت هذا ما جنته على نفسها براقش, و براقش هي طائفية الطائف, هذه الدماء نتيجة التدخل السعودي, و لكن لا أحد يتكلم من المستكرشين أو من يسبح و برحمة آل سعود فحدث.
حبست الأنفاس في 25 أيلول و تنفسنا الصعداء عندما لم يتطاير جسم نائبا وحيدا, تبقى سالما , لمنع أن يصبح السنيورة ناظر عزبة حريرية عوض رئيس حكومة .
لماذا كل بلاد الله تجري فيها إنتخابات رئيس الجمهورية الممثل الشرعي للبلد بالأغلبية ? و لماذا هنا نقحم الدين بالسياسة ? و ماالمانع أن يكون رئيس الجمهورية مسلما منتخبا بالأغلبية ? و ما المانع أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا إنتخبته الأغلبية .
إنقاذ لبنان يكمن فقط في تحطيم الطائفية, و المسيحي لا يضره أن ينتخب رئيسا مسلما, إذا كان برنامجه الإنتخابي يتوافق و ميولاتنا الإقتصادية و الإجتماعية و العكس بالعكس, نحن تربينا مع بعضنا و درسنا مع بعضنا, الطائفية موجودة فقط لدى الحرس القديم, و المسامير التي أكلها الصدأ.
لبنان, أهم إستحقاق يواجهه ,هو إستحقاق إما حياة أو موت.
رئيس حكومتنا طلب من كل وزير أن يحمل معه سفيرا يؤيد طروحات الحكومة الفاقدة للشرعية ,و هذا يذكرني بحا لتنا في الصحافة حيث أصبح صاحب الصحيفة في بلاد العرب هذه الأيام يطلب من المحررين أن يجلبوا الإعلانات كجزء من عملهم , هذه حكومة الأكشاك أليس كذلك ?
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق