تاريخ النشر : 2007-10-30
قهوة الصباح مع إبن الجنوب
إركلوا سلامهم......
شئ يحترق هذه الأيام تراه ماذا يكون ? ليست حرائق كاليفورنيا عقاب من الرب إلى الشيطان الأكبر , في الحقيقة هو إحتراق نشتمه منذ 4 تشرين الثاني 1995, عندما شاهدنا الغير مأسوف عليه رابين ينزل من على المنصة, ووقعت تصفيته على يد إيغال عمير , فأصبح شريك السلام للشهيد ياسر عرفات تسبقة على حساب فاتورة الفوضة الخلاقة , و هكذا تولدت بعض الحرائق الجانبية التي نشأت عن ما إعتقده البعض, عن سوء أو حسن نية ,سلام الشجعان و عودة, فإسترجاع أملاك , و أصبح للموضوع إيغال فلسطيني, و إيغال تعني بالعبرية المنقذ !! و منقذنا هو كبير مفاوضين , و ما أدراك من الكبير. من بين هذه الحرائق , حريق في الفكر الإستسلامي , عقل الساسة العرب الذين وصلوا إلى درجة سلموا فيها أمرهم إلى رئيس وزراء صهيوني مريض , و لا يرفضون إستدعائهم للإجتماع به, يمثلهم مندوبهم السيد قريع, الذي فشل أيما فشل سواء في التشريعي أو التنفيذي, في لم جمع الفلسطينيين , و يريد جرنا الآن إلى مزيد من الإنقسام, في ظل أمنيته, أحادية الرأي الفلسطيني, و يتمنى لو أن بعض الحكومات العربية تغلق أبوابها لرافضي مؤتمر الخريف للسلام, و كأن المعارضين لهم من القوة, ما يفشل مؤتمرا, بدأت أوراقه تتسابق في السقوط مع أوراق الخريف .هل وصلت المعارضة العربية إلى هذا الحد من التخويف يا سيد قريع ?
14 سنة من الجري و اللهث وراء سراب سلام, و 14 سنة من المعارضة لهذا السراب, لم توصل أي فلسطيني إلى شاطئ النجاة , لذلك نحن من ضمن الذين يطالبون بركل السلام الصهيوني الغادر.
معظم القادة العرب, مهتمون بالإستماع لوجهة نظرفلسطينية واحدة, و لا غرابة فالمتأسلمون من الفلسطينيين, ربما أصابتهم عدوى ما يجري في جامعة عين شمس بالقاهرة, من فصل الطلبة عن الطالبات في مدارج الجامعة, و رفع آذان الصلاة أثناء المحاضرات , و إرهاب كل من يختلف معهم فيما يعتقدون أنه الشرع, و دورهم الرسولي فيه , هذا التخويف من طرف جانب واحد من المفاوض الفلسطيني, جعل ميزان بقية من لهم حق الكلمة في مفاوضات الخريف يقع إقصائهم لإنحسار نفوذهم السياسي, لأنهم لا يتصرفون و لا ينطلقون من كونهم جماعة سياسية ,و إستأثرالجانب الآخر بالإهتمام العالمي, رغم أنه لا يجديهم نفعا, فلا سلام بدون توافق أصحاب البيت الفلسطيني و هو بيت على الشياع .
هكذا أخوة العرب لا زال بعضنا أول من يطلق النار في ظهر حق التقرير الفلسطيني , بينما نحن ندفع بكل قوانا الدويلة المزعومة إلى الإنتحار, برفضنا إعطائها بصيص أمل أو خشبة نجاة بهكذا مؤتمرات لمجابهة مشاكلها الداخلية , خاصة و غلاة المستعمرين ,قطعان المجرمين سيحتفلون بمرور 12 سنة على إغتيال الغير المأسوف عليه إسحاق رابين مكسر عظام أطفالنا, و لا زلنا نتذكر صور محطة CBS الأمريكية و مقدم نشرتها الإخبارية دان راذريقدم للعالم كيف أن الجنود الصهاينة يدقون دقا عظام رعاة أغنام من أطفال فلسطين العظيمة.ففي 4 تشرين الثاني 1995 سقط أحد الصهاينة بيد أحدهم فيما يسمونها الديموقراطية الوحيدة في المنطقة و حيث تنتهك و تحرق أيضا حقوق الإنسان الفلسطيني و الأسير, خاصة الذي وعدته كل المؤتمرات تحت رئاسة كبيرهم بالتحرير فلا تحرير و لا خريطة لتحريرهم, و كان من المفروض أن تكون على رأس أولوياتهم, ليكف عذاب أهاليهم حتى لمجرد الزيارة لمساجين سياسيين, بينما قاتل رابين يلاقي التأييد لإطلاق سراحه بمظاهرات صاخبة, و كأنه لا يكفيه أنه تحت إقامة خمسة نجوم, فالمجرم من فضلكم, تزوج من إحدى غلاة الصهاينة, و تمتع بها في أوقات فراغه داخل السجن !! و أنجب منها داخل السجن !!هذا قاتل رابين يلاقي هكذا تبجيل و رئيس جمهورية العدو حائز على نوبل للسلام .
نحن الآن إكتمل أمامنامشهد الحرائق , و ستشتعل جيوبا أخرى مع إقتراب موعد الإستحقاق الرئاسي عندنا في لبنان, ألا تجدون غرابة في الأمركيف أن مؤتمر الخريف أرجأ ليتزامن و هذا الإستحقاق و كأنه لتغطية أمر ما قد يحدث.
هذه هي سياسة الإدارة الأمريكية التي طالما شاهدناها منذ 4 عقود , سياسة طويلة النفس لتحييد البلدان العربية المتنطعة بالقوة و الغزو و إشعال حرائق الحرب الأهلية عندنا منذ كميل شمعون إلى اليوم حتى تغير رفضنا الوجود الصهيوني بتبادل فتات حقوق منقوصة.
الرأي العام يستغرب عندما يستمع إلى تصريحات السيد قريع بأن فشل مؤتمر الخريف قد يؤدي إلى إندلاع أعمال عنف !! و هل الذي نشاهده هي أعمال رسوم متحركة ? و لو أنها الحصص التلفيزيونية المفضلة لدى بعضهم , هل هذا الوضع نزهة الخريف ? أماالإحباط المتخوف منه السيد قريع فهو ليس من شيم الشعب الفلسطيني المؤمن بحقه, هذا شعب يعرف ماذا يريد.
إذا كتب لمؤتمر الخريف أن ينعقد, نريد طاقم تفاوضي في خدمة الشعب, يحمل خصال المرحوم الدكتور حيدر عبد الشافي, نريد وفدا طاقمه لن يكون همه تنافسا من يستبق الآخر في خلع حذاء بوشو أولمرت .
إعتقادي الراسخ و الأيام بيننا, هذه ليس محاولات سلام, هذه محاولات غش مفضوح, كهذا الغش الذي تعرض له بعض السائحين في مصر من طرف صيادلة ,فباعوهم فياغرا ليست ذات فاعلية .
نحن لا نريد السلام المغشوش, نريد السلام الفاعل و النافذ حالا, و بلاش مهاترات , شعارهم تسقط المبادئ و يحي النفاق , و ماذا نقول للرأي العام أكثر من أركلوا سلامهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق