تاريخ النشر : 2007-09-29
قهوة الصباح مع إبن الجنوب
نعيش الإختبار الأعسر
الساحة تشتعل , الهجمات العشوائية تتضخم, و الإتهامات ضد الرأي الآخر تتهاطل من الزاوية التي تضع نفسك فيها .
في أي بلد يقع كل هذا ? و ضد من ? في بلدك أخي العربي, تنتهك الحريات ضد الصحافيين, و الغريب أن أحد الفصائل الفلسطينية تقترح تسليم مقرات الحكومة في القطاع إلى مصر, حيث تنتهك الحريات الصحفية أيضا ,إلى فراعنة الحكم هناك, حيث حبهم لقانون الطوارئ فاق حب روميو لجوليات , يعني نهرب من القطرة نأتي تحت الميزاب, و كيف يقع هذا ?أليست الأولوية لإبن البلد أم للأجنبي نسلم السيادة و رموزها من مكتسبات إدارية ? أم نطالب بوضعنا تحت الوصاية المصرية.لا تقولوا لي, شقيقة, و أختنا الكبرى, و درسنا فيها, إلخ....لا, نحن هنا نقول كيف نسلم سيادة القطاع إلى غير الفلسطينيين, حتى و إن إختلفنا مع بعضنا , أين هو الحس المدني و الغيرة على السيادة ? خاصة و أن سجل مصر في الديمقراطية لن يجعلها تتبوأ هذا الشرف بقرار فردي ,هذه لم تكن في برنامج و لا خيارات 26 كانون الأول .
الصحافيون في مصر كسلطة رابعة , يعبرون ألغام حالة الطوارئ ,و مهددون بالسجن, و نحن نقترح مزيدا من الإنفلات بتسليم السيادة إلى المصريين, و أعني الحكم القائم ,و ليس الشعب المصري الذي نحبه و نحترمه.
كنا ننتظر من رجالات الرأي الحر لدى حماس و السلطة, إدانة قمع الحريات في مصر, و لكن فضلوا الصمت الديبلوماسي , ما هي حيلتنا, و قد إختاروا الإنتماء إلى الحياد السلبي, هذا هو قدرنا نعيش الإختبار الأعسر, و المهادنة تعني تعزيز كتم أنفاس الكلمة , و إذا تعلل بعضنا بأنها من المسائل الداخلية و لا دخل لنا فيها, فلأنها لا تخدم مصالحهم قول كلمة حق, فكلما إلتزموا الصمت, كلما إزدادت الإعتداءات علينا ,و هوجمت مقرات الصحافة, و إزداد العنف و الإرهاب , فبتقلص مساحة الرأي الآخريلجأ الناس إلى التحطيم عشوائيا , و هذا ما شاهده القطاع في الإعتداء على مقر دنيا الوطن, فالأمر يتعدى الصحيفة فهي رسالة للبقية .
و الله يرحم والديها هذه التي تغني نشخبط شخابيط و نلخبط لخابيط و نضرب رؤوسنا على الحيط.
أخوتنا في العروبة, كيف يصبح الرأي يحاكم أمام محكمة أمن الدولة المصرية التي أحكامها غير قابلة للإستئناف و لا ندد و ندين و نشجب ?.ثم أنا لا أرضى فقط بهكذا تنديد, سواء بالنسبة لدنيا الوطن, أو للصحافيين المصريين , و يا حبذا لو تنضم دنيا الوطن إلى إضراب مع الإخوة المصريين يوم 7 تشرين الأول, فنضرب عن الكتابة و التعليق ,و يجد العالم بأسره شاشة دنيا الوطن سوداء, و قد كتب عليها إضراب ضد الهجوم على مكاتبنا و تضامنا مع الصحافيين المصريين المحكوم عليهم بالسجن .
مطلوب من الصحافيين العرب داخل أوطانهم شرب الكأس ملآنا بمبيد الحشرات ليتخلصوا منهم و يقع تقزيمهم أما م الراي العام .
سأقص عليكم آخر عذاب أصحاب القلم من قبيلة بسيناء ,حكم عليه ببتر ما يقدر بحجم الفولة من لسانه ,ما رأيكم في هذا النوع من الأحكام , فرفع الراية البيضاء بعدد القبائل المتهمة إياه بالتطاول .
ثم إذا كل راي اصبح تطاولا ,و يبتر ما يقدر بحجم الفولة تصوروا ماذا سيتبقى من ألسنة المعلقين بدنيا الوطن ; و أنتم تعرفونهم ,و حق فيهم القول ..من كان في جنة و لم يشكر... .
هل سنضطر للمبيت أمام سرايا حكامنا و الإعتصام ,مطالبين بإسترجاع ما قطع, فلنقطع معهم شعرة معاوية و التكن واحدة بواحدة.
في هذا الشهر الكريم بالنسبة للمسلمين ,أتعجب أن يقوم صائم بمثل هذا العمل الإجرامي , طبعا العدو الصهيوني يتربص بحرية رأينا, و شكوكي تتجه نحوه, الدويلة المزعومة تريد خلق فتنة و تقاتل, من له مصلحة في كل هذا ? نفس سيناريو إغتيال الحريري إستغلال خلاف الأشقاء و التسرب منه لضرب جهة بأخرى .
لمعتلي المزاج نقول العيب ليس فيكم, و كيف نتطاول عليكم و العقاب أمامنا قطع ما يقدر بحجم الفولة من ألسنتنا ....لا..لا العيب في مرآة الصحافة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق