2008/12/09

إفلاس سياسي مالي و أخلاقي

تاريخ النشر : 2008-09-25

إفلاس سياسي, مالي, و أخلاقي.

إن التاريخ كما قال عبد الرحمان إبن خلدون, في ظاهره لا يزيد عن الإخبار و في باطنه نظر و تحقيق, الدولة ليست الحل ,هي المشكلة ... قال ريغن, منذ 3 عقود ,تاريخيا يمكن وصفه هذيان ممثل من درجة ثالثة , و لكن لو تعمقنا في باطنه قليلا لإنتبهنا أنه أراد مغالطتنا بإعطائنا دروسا في الإقتصاد, هو لا يعرف لا من حيث يبدأ و لا حيث ينتهي . 3 عقود بعد فتحه الباب على مصراعيه لليبيرالية وحشية , و إنطلاق عولمة تزيد الفقير فقرا, و الغني ثراء بأموال صاحبي الضرائب , هاهو بوش الإبن , و لم يبقى على ولايته سوى أسابيع قليلة, تتفتق عبقريته الإقتصادية قولا و فعلا , على عكس ما قاله و قام بتركيزه الغير مأسوف عليه ريغن.
اليوم يذكرني هذا البوش بالزعماء العرب الذين يعدوننا إن الدستور حكما و الفيصل بيننا, ثم عندما يتصادم مع مصلحتهم ينقلبون عليه .
اليوم بوش خطى على الخطى العربية , عوض أن ينسحب المفسدون و اللصوص من حلبة
الأعمال, و يدفعون ثمن فشلهم في تسيير المؤسسات, يلقى لهم بخشبة النجاة بتعلة إنقاذ
المصلحة الوطنية بينما هو يريد إنقاذ حزب الجمهوريين الذي لا و لن يفوز بالإنتخابات و لكن
يقول قائلا أليس الناخب الأمريكي الذي أعاد إنتخاب بوش مجرم حرب رغم أنه يعرف مصير
أبنائه في غزوه العراق.?
أزمة خطيرة رهيبة مفزعة هذه التي و ضع فيها الليبيراليون الأمريكان العالم ,700 مليار من
الدولارات يدفعها الأمريكي !! هدية بوش للشعب الأمريكي, هدية الوداع , إنها قبلة
الموت من للحزب الجمهوري و مرشحه مجرم حرب الفيتنام الذي لم يتربى من 15 سنة في
سجون الفيتكونغ لدى الرفيق هو شي منه.
لأول مرة يقطع مرشحا أمريكيا لمنصب رئيس الولايات المتحدة حملته الإنتخابية ; و هو على
حق, فلم يعد له ما يقدمه من كذب, و الواقع المرير يشاهده الأمريكي بالعين المجردة. طابور
أمام البنوك لعل السيولة النقدية تتبخر كما صار لنا في الستينات مع بنك إنترا هنا, ففقدنا
مدخراتنا .
إن ضخ 700 مليار من الدولارات أكبر كارثة ستحل بالدول النامية و العالم الثالث, فهذا يعني
وفرة الورقة الخضراء ,إنخفاضها في إسواق العملة, بمعنى البضائع الأمريكية ستغزو العالم و
يصيب تصدير بضائعنا إفلاس مؤسساتنا التي لم تتنبأ بأن الدولار سيصبح بالكاد يكفي لشراء
رغيف خبز , فالقاعدة الإقتصادية معروفة جيدا, تنخفض الأسعار تحت قاعدة العرض و الطلب
و ماذا ننتظر من دولارات تغرق أسواقنا إلا إنخفاض أسعارها .العديد من مؤسساتنا الصغرى و
الكبرى ستغلق أبوابها و ما يتبعها من إنتشار بطالة و تفشى عمليات السطو إلخ... فرغم أن
محافظي بنوكنا يقولون أن Evry Thing Under control
نقول لهم الأزمة أمامنا و أمريكا ورائنا لتدفعنا إلى الغرق.
لا حول و لا قوة إلا بالله و كل عيد و بوش مفلس و كل عيد و نحن صامدون صامدون .

ليست هناك تعليقات: