2008/12/09

عندما يلتقي أسد دمشق ليث الرابية

تاريخ النشر : 2008-12-02

عندما يلتقي أسد دمشق ليث الرابية
بقلم :إبن الجنوب
من منا لا يعرف أن السياسة مصالح,و أحمق من يعتقد أن صداقة ما تربط هذا بذاك,فقط المصالح تتحكم في مصير أي علاقة سياسية, في هذا الصدد ,لازالت أمامي صورة الجنرال عون ,يريد إقتحام قصر بعبدا ,محمولا على الأكتاف , لكن وقع الإقتحام و الإجتياح من دولة الممانعة تشرين 1990,دفاعا عن الذين يسمون أنفسهم 14 آذار,أو قرنة شهوان المنحلة, لجأ الجنرال عون إلى قصر الصنوبر بيت السفير الفرنسي و من ثم رحل كلاجئ إلى فرنسا, و بقى يعاني الفرقة و الحرقة, يطلب المساعدة لترحيل أفراد عائلته إلى أن إستقر بالساحل اللازوردي .كان صانع قرار محاسبة سوريا بالكونغرس الأمريكي , سوريا صاحبة شعار,شعب واحد في دولتين ,كتبت عنه آنذاك في إحدى الصحف بلندن في أيلول 2003....عسكري هرب من ساحة المعركة ,ساهم في خلقها ,ربما كان يظن أن الرأي العام اللبناني سيدفع به إلى الرئاسة ,موهما أن المسيحيين سيفنون عن آخرهم,فتبين الحق من الباطل بالمشهد المخزي لختيار منحني الظهر ,علامات القلق على وجهه , قد خف وزنه و نقص شحمه ,جالسا على يسار عميلين أمام لجنة مشروع قانون محاسبة سوريا ,أتى ليطعم القانون بنكهة فئوية مميزة ,عسكري لبناني منا ,ستقوى بالأجنبي, بكوتغرس أمريكي صهيوني على سوريا .محاسبة سوريا على ماذا هل هي حالة فريدة ?....
هذا هو الماضي الذي بنينا عليه العبور إلى دمشق ,ثم التحالف مع حزب الله ,طبعا و دائما من أجل مصلحة سياسية,تعطيني دائرة ,عطيك,ما يقابلها و هكذا دواليك .
ماذا يمكن لأسد دمشق أن يستمع من ليث الرابية ? ربما إنزعاجه من دعوة الرئيس الأسبق أمين الجميل إلى جعل النظام الفيدرالي يحكم لبنان ,يعني جعل لبنان غيتوات ,جيوب فئوية ,دويلات الجيوب الفئوية ,تفتيت المفتت ,و هنا تنتفي مقولة أمن سوريا من أمن لبنان و العكس صحيح ,التي كانوا يتظللون بها ,سواء بالتواطئ العربي أو مساندة أمريكية,لجعل حصار مشابه لحماس بغزة قابلا للتنفيذ و يقع خنق المقاومة.
ماذا يمكن لليث الرابية أن يستمع من أسد دمشق مثلا, لماذا لا يحق لسوريا أن تكون لها إتفاقيات دفاع مشترك مع لبنان بيتما دولا أخرى مثل قطر و السعودية لها إتفاقيات دفاع مشترك و لست أدري تنحصر مهمة الدفاع عن ماذا و ضد من ?
ثم يقدم ليث الرابية بمناسبة حملنه الإنتخالبية نيسان 2009 لا ئحة بأسماء الأسرى و المفقودين كتوطئة لأصوات الناخبين تدشن من دمشق من قال أن السياسة جامدة .
هذه الذكريات حضرت في ذاكرتنا كنقطة سوداء و ليس غريبا أمام مصلحة البلدين أن تطفوا على بحر العلاقات المعقدة حلم المصالحة لعلها تستوعب تطلعات شعب مراهق سياسي .
ما كانت تحصل هكذا زيارة إلا من موقع قوة يستمدها من تحالفه مع حزب الله ,لا يستطيع الآن أن يسقط جماعة 14 آذار,هذا الجسر اللبناني السوري,إلا حكومة ساقطة ,أو فقدان فخامة الرئيس وعيه السياسي و سوء الإئتمان على وحدة الأرض و الشعب .
زيارة ليث الرابية إلى أسد دمشق ,ليست لها نفس المعنى لزيارة الحريري صاحب السعد إلى آل سعود ,الذين أفسدوه بالمال السخي ,و لكن ما العمل و هو حساس جدا للإكرام و الإحاطة من آل سعود.
تلاحظون في هذا المقال غياب الهجاء و المديح, و لا رثاء و لا شعر موزون,و كيف لي أن أهجي ليث و أسد و أنا لا أتمتع بحراسة خاصة و لا بحراسة مشروعة ,و إذا كتبت هذا الكلام عن اللقاء المرتقب فقط لأني أحمل أفكارا عقائدية وجدتها في تحالف حزب الله مع من خالفه عقيدته الدينية و شجاعة سياسية لعون و هو يحاول إقتحام حصون دولة الممانعة, من أجل حياة شعبين لمستقبل أقل عنفا. طبعا هناك قوى إغراء تريد الإلتفاف حول الليث و الأسد و تستدرجهما إلى كمائن, و لكن من يقبل الحوار المباشر و اللامشروط ,هو القوي الواثق من نفسه و خياراته. و لا يستحق وساطة هذه سياسة من المنتج إلى المستهلك في منفعة الطبقات الشعبية تبعد عنا المستكرشين السياسيين و العياذ بالله.
للذين لا زالوا تحت تأثير كأس المدام لآل سعود نقول متى تتعلمون أن السياسة مصالح و حتى لا تلفظون يوم لا مصلحة منكم ترجي إتبعوا خطى الليث و الأسد .

التعليقات ..

ليست هناك تعليقات: