2008/12/09

اللي شبكنا يخلصنا الآن

تاريخ النشر : 2007-06-18


نصف كلمة في حالة طوارئ

اللي شبكنا يخلصنا الآن…

بقلم : إبن الجنوب الملثم

هزت مشاعر بني آدم مشاهد التوحش الذي إرتكبه من فقدوا لغة الحوارعلى ما تبقى من أرض فلسطين , و لم تعلمهم أنظمتهم أو قياداتهم سوى لغة الإحتكام إلى السلاح و ليس لغة الحوار و الإشتباك اللغوي الذي خلق حيوية على منبر هذه الصحيفة دون أن تسيل نقطة دم .

مناظر السحل و الإعدام دون محاكمة عادلة ,و كل هذه الصور التي يتلذذ الغرب بإعادة بثها مرارا و تكرارا,أربكت أوهامنا , و أحدثت زلزالا فيما تبقى من ضمائرالرؤساء العرب, لكثرة وعودهم الكاذبة مع الفلسطينيين , الذين ملوا و الله العظيم, الوعود, و خيروا مقولة هات السيف و تعالى جابهني يا قاتل يا مقتول .

الآن تقرؤوننا في صحيفتكم المفضلة, دنيا الوطن , و على المباشر , في حلقات الندب و البكائيات , هناك من يندب حظ فتح العاثر, حيث لها قيادة سياسية و ليس لها قائدا سياسيا, و الفرق شاشع فالقيادة السياسية هي التي تتكون من الوزراء و مديري شعب المعلومات بكل أنواعها و مستشاري دائرة الظل المقربة و التي على ضوء تقاريرها يتخذ القائد السياسي القرار, و خلو مركز القائد السياسي , غيب يا قط ألعب يا فأر, أمامكم النتيجة.هناك من يبكي على قبر حماس الفارغ, لسقوطها في الفخ للمرة الثالثة , الأولى كانت بقبولها الحكم تحت الإحتلال , و الثانية بتراجعها عن حقها الشرعي في تمتعها بأغلبية و ليست في وارد قبول أي إئتلاف و لا نقصان من سيادتها التي حملتها إياها الجماهير, و الثالثة سقطت في نفس أخطاء المستنقع الإيرلاندي في السنوات 70 و يوم الأحد الدموي و لم تتعلم و لم تقرأ التاريخ.

و لكن بما أن كل أيامنا دموية, فلم تفرق مع حدا أن نضيف أسبوعا أو شهرا لترتوي فلسطين بالمزيد, كاتبة كريمة م.س. كتبت تحت عنوان ...لا تحلموا بالدولة بعد الآن ... بتاريخ17.06.07 محقة فيما كتبت خاطبتنا,بصدق و أجهزت على 1 بالمئة , و نحاول إحياء هذا الحلم في غرفة الإنعاش, فماذا سيتبقى لنا إن فقدنا حقنا حتى في الحلم , و هذا أبسط ما تركه لنا العملاء, و الخونة , على مدى نصف قرن, و إستعصت عليهم عملية إقتلاعه منا.حتى هذا الجيل لن يرى فلسطين مستقلة, إلا إذا ظهر من بين صفوفه GIAP فلسطيني .فلسطين ملت الإنتظار ووعودنا الكاذبة و مقالاتنا التي لا يمكنها أن تعوض آلام الفلسطينية المشردة اللاجئة هنا و هناك, و الزوج الذي يئن في صمت و هو يرى أبنائه و أحفاده من المحرومين من فرحة حياة كريمة, بينما أبناء و بنات المستكرشين لا يتقاسموا معه مآسيه, و كأنه ليس منهم .مقالاتنا تبقى فقط و لا تزال من ضمن خطة أضعف الإيمان, أن لا نحبط هذا الشعب, لعلنا نساهم في بعث جياب فلسطين و لما لا.

الآن إحترنا هل نحن في خضم نقد الثورة الفلسطينية منذ نهضتها حتى كبوتها أم في خضم نهضة النقد للذين أوصلونا إلى هذا الحد منذ أيلول 1993 و لم يستخلصوا عبرة فشلهم و يستقيلوا ? .الذي نشاهده اليوم من الرأي العام أن النقد, إنتفض, نهض, نفض غبار القبول بالفشل السياسي للقيادة السياسية , إنتفض النقد ?, نعم, و نهض و نفض الغبار عنه, عندما غزت الفضائيات بيوتنا رويدا رويدا منذ 1991, عندما ظهرت الصحف الإلكترونية من خمس سنوات و من بينها صحيفتكم دنيا الوطن, رأينا ,قرأنا, و سمعنا بالمكشوف, و كانت فضيحتهم و عارهم و خياناتهم أتت بها القارئات و القراء دون حسابات , عرفنا أن لا تحرير فلسطين كان جدي و لا الإنتفاضة كانت جدية, و لا العسكر, عسكر الهزيمة كان جدي في عمله ,همه أطفاله تحملهم سيارة ديبلوماسية إلى المعهد, و الآخر سيارة آخر طراز مع حراس وهو يدخن أمامنا أحسن ما يضر بصحته, فإن كان لا يعتني بصحته رغم الخطر الذي ينبهه على العلبة, كيف تطالبونه بالإبتعاد عن خطر يهدد شعبه, فهو لا يفقه انه تحت الإحتلال, و هذا يترتب عليه حياة مقاومة لا حياة خواجات, فليأتي أيا منهم و يكذبني, و سيرىتذكيرا له و لأبنائه في أي وضعية هم, و قبح الله الملاحة.

الذي تشاهدونه الآن, تداعيات النقد المنتفض و المنتهض, و هذه إفرازاته الشعبية .

أميط النقاب اليوم عن كل من أراد إيهامنا أن تحرير فلسطين هدفه , و إلا لماذا هذا التقاتل و الدولة لم تقم ? فماذا عساه كان سيجري لو إستقلت فلسطين ? لوصلت الدماء حتى البحر الميت ,و طفت الجثث على بحر غزة, و الآن ألا يحق لنا القول اللي شبكنا يخلصنا .

ليست هناك تعليقات: