تاريخ النشر : 2007-10-15
قهوة الصباح مع إبن الجنوب
معصية, و فائض في العنصرية….
مجلس الشيوخ الفرنسي تبنى مشروع قانونا عنصريا , الخميس 4 تشرين الأول, أمام صمت إفريقي و عربي مخجل, من تارزية القوانين العربية , على عكسنا نحن,هنا على أعمدة هذه الصحيفة, أعلنا الحرب على الفرجة من زمان و إستلينا قلمنا , رغم محاولات البعض من حكامنا جرجرتنا إلى المساحات الخالية لقصفنا دون شهود.بينما القوى التقدمية في فرنسا ب 6000مندد ا بهكذا عنصرية رفعت صوتها الأحد في إجتماع جماهيري تقدمه من المثقفين على إختلاف إتجاهاتهم السياسية ليقولوا لا لقانون تفرقة عنصرية . إذن على ماذا يحتوي مشروع هذا القانون الذي يلامس التفرقة العرقية ?ويذكرنا بما كان يدعو إليه النازيون من تفوق العرق الآري. على كل طالب لم الشمل العائلي من المغتربين إثبات إنتماء المستقدم إلى العائلة بتحاليل دموية, في آخر قرية من طومبوكتوأو من صحراء مالي !! و هذا العامل الإفريقي ما كان يترك بلده و يأتي إلى فرنسا لولا أنها كقوة إستعمارية, نهبت بلادهم, و تركتهم في الجهل غارقين ; لتصدر السواعد المفتولة من أفارقة و عرب, لبناء فرنسا اليوم ,لإستخراج الفحم من مناجم الشمال الفرنسي بسواعد مغربية , تركتهم مرضى مدى الحياة ,من المعاقين بأمراض مزمنة , يمين رجعي يسيطر على برلمان أكثر رجعية مما عرفته فرنسا إلى اليوم, و رئيس حزب حاكم لم يستطع فض مشاكله الشخصية ترك السيد ديفيدجيان أميت هذا الحزب أخذ ثأره في منازلة مع وزراء و كتاب دولة من أصول عربيةإسلامية , وكأن الإسلام و العرب مسؤوليتهم المجازر الأرمنية التي ذهب ضحيتها مليون و نصف من الأرمن علي يد غربان عثمانيين,; و مستقبلا لا تتسائلون إذن عندما نكتب , لا بد و أن تأخذ الأجيال القادمة ثأرها للمذابح الأمريكية بالعراق و فلسطين ; لأن أكثر من مليون شهيد, نساء و أطفالا و شيوخا منذ الغزو البربري للعراق في 20.03.2003 لا أحد قام بما ينبغي القيام به لمنعه .فرنسا التي أفرغت بلداننا من إطاراتها و طلبتها الملتحقين بها, سواء في دورات تدريبية, أو لمزاولة الدراسة ,لدى أمهم الحنون, رغم وجود جامعات ببلادهم , من فاقدي الوطنية من أجل حفنة يورو, من الذين دفعت من أجلهم المجموعة الوطنية أموالا باهظة لأخذ المشعل, إلتقت مصالحهم مع مصالح بلد لا يضمر لنا إلا التخلف, و إلا ما معنى التعاون الإقتصادي الذي لا بخضع إلى تقرير مصير إفريقيا من إبنائها ,بل يصدرون لها البطالة, و يقلصون من نسبة البطالة لديهم, بفرض نوع من التعاون الذي يصب في خانة المزيد من الإستهلاك و يبتعد عن الإنتاج و السيطرة على التكنلوجيا.
هذا يسمى التعاون شمال جنوب ?! حكم على المهاجر الأفريقى أن يحرم من لم الشمل العائلي, في خطوة منتهكة أبسط حقوق الإنسان, فهل يمكن على الأقل المطالبة بالمعاملة بالمثل, أم سنواصل إنبطاحنا المخجل أمام من لا يحترموننا في أبسط حقوق الإنسان التي ما إنفكوا يطلعوا بها روح أبونا .
كاتبة الدولة الفرنسية لسياسة المدينة, فضيلة عمارة ,حاصرها الحزب الحاكم بأمينه السيد ديفيدجبان, مطالبا بعدم شتم الأغلبية, لأنها رفعت الصوت ضد هذا القانون العنصري الذي يلتحف به كل مستشاري سركوزي, الذين يحررون خطبه أو الذين يهمسون في أذنه, من صهاينة مزدوجي الجنسية الفرنسية و الدويلة المزعومة .
أين هو الإحترام و التعايش و التفتح المضحك الذي يتظاهر به اليمين الحاكم ?.
فرنسا الدولةاللائيكية ستخلق شرائح دينية متطرفة تجد ملجأها في هكذا قوانين , من جراء ما يلحقها من عدم فهم آمال و طموحات المغترب.
هذا موضوع عندما نواجهه و نقرأ عنه, لنا أحد ثلاثة حلول إما أن نهرب, و إما أن ندجن قلمنا, و إما أن نرسل لهم رسالة مفادها أننا ننتمي إلى جيل قالوا عنا, لغتهم لها مخالب و أنياب .
لا أشك أن قراء دنيا الوطن ليسوا من عشاق المراثي, و هواة الدمع و النواح, أو العزاء و الرجاء و الرأفة, بل يرسلون إلى الدولة الفرنسية رسالة لتراجع بها سياستها في ميدان الهجرة , لأننا ما نشاهده الآن , إرساء قواعد جديدة, يراد لها أن ترسخ محظورات, لا صلة لها إطلاقا بالهجرة .
فرنسا لم تكشف عن نياتها الواضحة بهكذا قانون , طبعا الدستور يمنحها حق التشريع و لكن لا يمنحها حق الإعتداء على الشعوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق