2008/12/09

و إذكروا موتاكم بخير

تاريخ النشر : 2008-08-14


وإذكروا موتاكم بخير

قرأت العديد من المقالات حول رحيل الشاعر الفلسطيني , شاعر المقاومة محمود درويش, و أخذت الوقت الكافي حتى لا تكون هذه الأسطر تحت تأثير أية مشاعر , و قي آخر مقال لي نشرته دنيا الوطن, كتبت تحت عنوان, يريدون فلسطين مشيخة تايوانية !? فنزل البعض بمستوى هذه القضية إلى قرار القرار , أن قارورة غاز إفتقادها في الأسواق في زمن الحرب أهم بكثير, بينما دول أخرى في حالة سلم ,يصعب وجود قارورة حليب للرضع لأن الدول المتقدمة و المتحضرة كما تدعي , ترفض مدنا بقطع الغيار, شعب يترنح تحت نير الإستعمار و نحن نجلس القرفصاء نتربص لمن يقود شعبا في أحلك الظروف لإيلامه أكثر و أكثر, في آخر ذاك المقال , نزل على الشاشة الصغيرة و أنا بصدد تركيبه نبأ وفاة المرحوم محمود درويش, حيث وصفته يشاعر المقاومة .
شعرت برعب معنوي شديد و قد إنهالت علىموقعي من الأفكار الضحلة من متأسلمين أعجبهم دفاعي عن حماس المحاصرة المنهكة في هذا الظرف و هي في حالة حرب مفتوحة على كل الجبهات , و أغضبتهم تعزيتي للشعب الفلسطيني برفيق شيوعي أيام مراهقته, كسمير القنطار لم يكن ينتمي من ثلاثة عقود إلى حزب الله, لأن هذا الحزب لم يكن موجودا, و لكن كمراهق سياسي إلى تنظيم يساري , و مآخذ هؤلاء,كيف لي أن أعزي الشعب بملحد و علماني إلى أخره من الألفاظ السوقية, لمن لهم قراءة خاطئة و ضحلة حول الإسلام ,و الأراء المستقلة التي نطرحها هنا و ليست بالضرورة تعني إنتماء و إلتزاما , فنحن في دنيا الوطن نكتب في صحيفة مستقلة , و ليست لسان حال أي حزب .
نعم , إنتمي المرحوم محمود درويش إلى الحزب الشيوعي الصهيوني , الذي قام بدفع مصاريف إقامته في الإتحاد السوفياتي سابقا ,و لكن أيضا كان يعشق عبد الناصر و سهل إقامته بالقاهرة و تبناه سياسيا , عبد الناصر عدو الإخوان و الشيوعيين حيث إمتلئت بهم السجون و هذا هو التاريخ و لسنا بصدد نقد أو مدح.
ربما و أشدد على كلمة ربما ,الجنازة الرسمية لشاعر المقاومة الراحل محمود درويش و الحداد 3 أيام , بينما نحن في حداد متواصل على مدار الساعة بسقوط ضحايا و ما بتفرق عندي إلى أي تتظيم ينتمي هي روح بشرية سقطت.الظرف الدقيق الذي يعيشه الشعب الفلسطيني و إقامة جنازة رسمية للذي لا يكن للإتجاه الإسلامي و لا حماس و لا حزب الله أي حنين , أطلقت شعارت و فتاوي مثل هل يصح السير وراء جنازة محمود درويش ? هل يجوز لنا طلب الرحمة له? و حتى إذا تفوهنا ب وإذكروا موتاكم بخير, من كان يمدحنا بالأمس يصب علينا جام قذاراته .
نعم هذا ثمن الرأي المستقل و كما يقولون قل كلمتك و إمشي.
هنا إخوة العرب كان لا بد لنا من وقفة مهما كان الحزب أو التنظيم السياسي , إسلامي أو غيره ,لا يحق له إختصار الهوية الفلسطينية فقط على من لا يخالفه الرأي , حول تقييم مقاومة و نضال هذه الشخصيات و إحترامنا لقنعاتها أولوية الأولويات في الحوار السياسي.
نعم الراحلة شاعر المقاومة محمود درويش الذي غنى و لحن له نصير شماء....
هرمت فردي نجوم الطفولة
حتى أشارك صغار العصافير
درب الرجوع....
نعم الراحلة شاعر المقاومة محمود درويش لا يغفر لحماس ما يوصفه البعض الآخر إنقلابها في غزة, نعم هو لا يزور إلا مشائخ و رؤساء عرب , و يتقبل منهم ميداليات رغم أنه يعرف عدم ديمقراطيتهم و خياناتهم و كيفية وصولهم إلى السلطة بإنقلاب , إذن هنا كال بمكيالين.
في أول هذا المقال كتبت ربما الجنازة الرسمية و الحداد و مصاريف التداوي في هيوستن على حساب الشعب و مرضانا من شيوخ و أطفال و حبلى ملقون على رصيف المعابر كان يمكن تجاوزها, فالرجل ليس رجل دولة ,هذه اللوحة الإنسانية من السلطة أشاهد عليها مسحة من الإستفزاز , خاصة و أن المرحوم غادر منظمة التحرير ووقف ضد السلطة أيضا.
السؤال المطروح لماذا سرعان ما تحولت السلطة بهذه الفاجعة بإستغلال سياسي لتصبح مقيمة حفلات مراسم لحفارة قبور , للبعض الآخر من طحالب المتأسلمين نقول لهم و إذكروا موتاكم بخير.

ليست هناك تعليقات: