تاريخ النشر : 2007-09-22
لا مفر من سلطة الوفاق الوطني.
كتب : إبن الجنوب الملثم
لا مجال للرد على الإنقلاب على الشرعية من طرف قوتين أساسيتين في فلسطين و محاصرتهما لبعضهما البعض إلا بالوفاق, هذه أصبحت الآن قناعة العديد منا من الملاحظين , لا حماس, و لا السلطة بمقدور أحدهما إزالة الآخرمن طريقه و إلغائه, و عدم الوفاق الآن و ليس غدا يعني و بكل بساطة مزيدا من التنكيل بمناصري الفريق الآخر, سواء بالإيقاف العشوائي ,التعذيب بالمسامير في أجساد الجسم الفلسطيني الهش, و مزيدا من الضمآ و الجوع و الظلام, ثم تفريغ الوطن بما تبقى فيه, و العدو يرقص فرحا ,لآنه إدخر سلاحه و أرواحه, فسقطنا نحن في فخهم, بفتح النار على بعضنا, لإختلاف سياسي ,مكانه طاولة الحوار .
لذلك أنا ضد الرد على هذه الحالة, بمزيد من إستجداء مصر للتدخل, فمهما كان التدخل عربيا ,يبقى أجنبي الأجندة, و الهدف, و لن يخدم مصالح فلسطين, بل مصالح إقليمية , همها إشعالها حربا أهلية, و التفرج حتى يستنجد بها بعضنا .لا حظوا السيناريو المصري منذ إبتداء الأزمة, كر و فر مصري , ثم إستجداء حمساوي .و هنا توضع اليد على المستنجد, و التاريخ بين لنا هذا
وضعت صحافية عربية بالأمس أمامي هذا السؤال . يا إبن الجنوب الملثم هل تتوقع إنفراجا قريبا في العلاقة بين الفلسطينيين ?فأجبتها كأنك تسألينني هل تتوقع إنفراجا في العلاقة بيننا كلبنانيين ?
هناك قوى إقليمية, تقدم خدماتها للحلفاء الفلسطينيين, و هم بالضرورة نصب أعينهم ليس المصلحة الوطنية الفلسطينية , هذا ما يريده العدو و يعمل على تبنيه الأشقاء, بجلب بعض الفلسطينيين تحت جلبابهم ...ثم أضفت حرام أن تتحول حركات المقاومة إلى قمع شعوبها, قبل العدو ما هذه المعادلة الجنونية الإنتحارية ?هكذا نحن, ثوراتنا تأكل أبناءها .
أعتقد عندما نددنا باالإستكبار العالمي, لا يحق لنا اليوم أن نستعمل المعيارين , لأن الإستكبار معناه ,الإمتناع عن قبول الحق, للمحافظة على إمتيازات و إمكانيات ...و عندما نقول و نكتب عن سلطة الوفاق الوطني في فلسطين, نريده أن يكون و يتم, بوعي ضرورته, لأن لا مكة و لا الطائف ,و لا حتى على بحر شط الهوى أين رست المراكب السياسية, لا يمكن أن نتوافق بالإكراه أو الإغراء, فمن كان لله دام و إتصل و من كان للقوى الإقليمية إنقطع و إنفصل , إهو ده اللي أحنا شايفينو بقى من مكة و الطائف .
قوتان أساسيتان على الساحة الفلسطينية ذاهبتان نحو التفكك إذا إستمرا في تجاهلهما لبعضهما البعض, و تجاهل أسباب الخلاف , و أسوأ ما يمكن أن يقع للفلسطينيين هو إنفصال و عندئذ سيبعث لنا أوجوكيو آخر, و بيافرا أخرى , و صحراء غربية ,و بوليزاريوا .هل ساستنا في فلسطين ليسوا من العقلاء ? أين هو الموفق الفلسطيني ? أين هم كبار الحي السياسي .
مللنا أن يشقشق القادة في فلسطين ألسنتهم صباحا مساء بما يحلو لهم من هذر, و كل الصيحات التي تصدر عن الرأي العام ,هي صفارات إنذارنطلقها بطبعة جديدة, حيادية ,و من القلب , لا حماية لثورتكم أيها الفلسطينيون إلا بالوفاق على الثوابت على الأقل, ثم بعد ذلك تمتعوا بالكراسي و الصالونات و الزرابي الحمر و الماكياج و تثبيت ربطة العنق تحضيرا للظهور أمام عدسات الفضائيات .
أيها الفلسطينيون إبتدعوا وفاقكم الوطني, حتى لا تصلوا إلى ما وصلنا إليه في لبنان, البلد المستقل ذو سيادة, و مقعد بالأمم المتحدة, و أعفيكم من البقية ,حيث يتساقط أحبتنا و ابرياء من المارة ليلة زفافهم .
إتفقوا, و عارضوا, من داخل الوفاق, مع وضع سقف للمعارضة في زمن المقاومة .
كرموا شهدائكم على الأقل بوفاق وفاء لتضحياتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق