2008/12/09

مريضة فانية طال بها الداء

تاريخ النشر : 2008-12-05

مريضة فانية طال بها الداء

بقلم :إبن الجنوب

أبشع جريمة يقترفها أي نظام هو تنفيذ عقوبة الإعدام , و أجد نفسي في عكس التيار, مطالبا كل البرلمنات العربية بتقديم مشروع إعدام ما يسمى جريمة الثلب, هذا السيف القاطع المسلط على راس كل صحفي .
طبعا في مثل هذه الجرائم, لا بد أن نمر بحاكم تحقيق, و هي قضايا راي بسيطة , و الإكثار من إستعمال بطاقات جلب ضد صحافيين صادف أن كانوا بمهمات بالخارج, و بالتالي لم يتمكنوا من تلبية الإستدعاء, فكان الجلب , طبعا الإجراءات قانونية لا جدال فيها, و لكن ألم يكن من الأجدى للقاضية الإتصال بالمحامي المظنون فيه قبل الوصول إلى التفتيش الجسماني المهين, ووضع الإغلال , ووضعه في زنزانة إنتظار تقديمه ,إلى حاكمة التحقيق, رغم أن الصحفي المنكوب لا يمثل أي تهديد لا لنفسه و لا لرجال المفرزة الأمنية , هذه إضافة لوجه الله من بعض حكام التحقيق, فبإبتزازنا , يظهر مدى عشقهم للتسلط ,بعض حكام التحقيق في وطننا يطوعون القانون حسب شهواتهم في إذلال السلطة الرابعة.
تعم الصحافي لا شئ يعطيه حصانة عن غيره من عباد الله , و لكن له إمتياز واحد , هو ما يصيبه تخرجه الصحيفة للعلن , و تصبح القضية تتعدى شخص الصحفي, لنلقي الضوء على ما يصيب غيرنا من الصامتين الذين يتعرضون إلى هكذا إهانات , هذه أفعال تقع في دول مستقلة, فما بالك بالتي لا زالت تحت الإحتلال و تمارس هذا النوع من الإرهاب المقونن.
ما هذه الإحتياطات المفرطة التي تأخذ في حق رجال القلم و كأنهم جماعة من فتح الإسلام أومن الملحقين الصحافيين للظواهري. ?
هناك قضاة أجلاء و شرطة نخاف ربها, و لكن هناك الكثير من الماعز الشارد في دهاليز القانون.
الثلب يحمل و يضخم أكثر مما يستحق , و كأني به الغطاء لبعض القضاة في ركاب سلطة ,و ليس في خدمة القانون, بعد أن فشلوا في إرهابنا و كانوا من زوار الفجر, و فشلوا في رشوتنا , و جدوا جريمة الثلب لكم أفواهنا , هل من الثلب في شئ أن نكتب هذا السلاح من نوع ....أتي به فلان ....و هو قاتل و ليس رادعا و يشل قدرات المهاجم من قطاع الطرق و اللصوص ? و قد أثبتت الدراسات في كندا حقيقة ما نقول, و لكن نحن قطعنا رزق المستر 20 بالمئة , هذا القبضاي الذي يغطي بعض الأزلام.
هذا السيد طنطاوي شيخ الأزهر الذي لا يرد له طلبا , طالب القضاء المصري بإتهام صحيفة الفجر المصرية في قضية ثلب, جرمها الوحيد ,أنها سربت الخبر و الصورة للمصافحة الحارة بينه و بين مجرم قانا 1 ,عوض أن نقدمه نحن للمحاكمة الشعبية بجرم التعاون مع العدو, و لأنه كان الجسر الذي عبر منه آل سعود إلى مؤتمر حوار الصهاينة تحت غطاء الأديان.
التنديد يصبح ثلبا !!? و بدون أي حياء أزهري شيخ الأزهر يتطاول علينا , فيقول بالحرف الواحد...إتى لا أعرف شمعون بيريز و مصافحته عفوية عابرة و قعت و مفتعلوا الضجة من المجانين .
و الله يا شيخ طنطاوي نحن نستحي حتى بالرد عليك , بوتفليقة الرئيس الجزائري قال لنا ,مصافحته ليهود باراك كانت عفوية و هو لا يعرفه, و ملك المغرب كذلك, بينما مستشاره صهيوني السيد أزولاي كان بجانبه , هل الكل لا يقرأ, لا يشاهد , إذن كيف يتعاملون بالسياسة و قيادة شعوب و مسالك و مدارس دينية ? من غرفة النوم. ?
لا يا شيخ طنطاوي و لا يا سيدات و سادة السلك القضائي و الأمني نحن بدأنا فقراء و ظللنا فقراء طوال فترة كفاحنا حتى نقلل من تجاوزاتكم و إستغلالكم للسلطة , ليس لنا ما نخسره بل أمامنا رأي عام نربحه ,نحن لا نريد جاه و لا فخفخة يا شيخ طنطاوي , نحن لا تسكرنا بطاقة VIP ,و لا قاعة مراسم تفتح لنا بالمطارات لتكون الغشاء الذي لا نفرق به المجرم بيريز من صحافي عابر سبيل بالأروقة, لعلك إعتقدت لحظة أنك أميل زولا تدافع عن درايفوس .
الواقعة الأولى تدخل رئيس جمهورية البلد المعني ليرفع الصوت ...لا لا يكون التعامل مع الصحافي بهذه الطريقة و أمر بأن يقدم له مشروع قانون يعدم جرم الثلب .
شيخ الأزهر الذي ناصر آل مبارك و آل سعود ضد الراي العام العربي, لا زالوا ممسكين برقبتنا, بهكذا سلوك مشين.
أنا أرفض أن أكون صحافي كوميدي و أرفض الكتابة في صحافة النفط لتمرير التخلف.
شيخ الأزهر و الرؤساء العرب حرموا البغاء الجنسي و حللوا البغاء السياسي و الإعلامي .
أين هو الثلب إذا كتبنا رئيس الدولة الفلانية مريض و نتمنى له الشفاء, ماهو طلع علينا شوفناه كويس ,خلاص ,الصحافي يصبح أقل مصداقية, و هو أكبر عقاب لماذا إذلاله.
أنا أعتبرإتهام صحافي بالثلب تجاه رجال سياسة و دين هو تحريض إجباري على رهن أنفسنا, تفاديا للإفلاس .
تسليط سيف الثلب يراد به قتل صحافة مريضة فانية طال بها الداء.

ليست هناك تعليقات: