2008/12/09

على مرأى و مسمع من الجامعة العربية ...

تاريخ النشر : 2007-10-23

قهوة الصباح مع إبن الجنوب


على مرأى و مسمع من الجامعة العربية ...

صدر أخيرا التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود, و كان نصيب الأسد فيه من حيث إنتهاك حقوق الصحافيين, دولة تنتمي إلى الجامعة العربية , حملت سعفة أكبر إنتهاك لحقوق الصحافيين, هذه الدولة أريتريا , كأسوأ مكان على الأرض, من حيث إنتهاكاتها لحقوق الصحافة و الصحافيين , دون التحدث عن بقية دول الجامعة , و لقائل أن يقول, و ما هو الجديد يا إبن الجنوب الله يرضى عليك ?..لا, هناك الجديد, الذي يتمثل في أننا اصبحنا لا نبتلع ألسنتنا كما هو الشأن من قبل ,بل نفضح , نراقب, و نطالب , السيد أمين عام الجامعة العربية, بإتخاذ قرار يدين هذا السلوك الغير مقبول لعضو في الجامعة التي يرأسها, و لا يلتحف بالحياد السلبي, نطالبه و هذا دوره, بحماية ما أتي به ميثاق الجامعة العربية في هذا الصدد, و لآ أعتقد أنه سيقف صامتا أمام إعتداءات أحد أعضاء جامعة, هو أمينها العام, على حرية الكلمة , و لا أعتقد أنه سيرد علينا قائلا هذه إتهامات من لهم بقلبهم مرض أو التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة !! .

طبعا لم نخطئ عندما طالبنا بالإضراب عن الكتابة ليوم واحد تعبيرا عن غضبنا بطريقة حضارية, و لكن يبدو أنهم ليسوا أصدقاء مع التحضر, أنا أستحي عندما أشاهد ترتيب مصر, أم الصحافة ,في المرتبة 146لمنظمة تضم 169 بلدا , أي من ضمن 20 دولة في ذيل القائمة !!

هل يعقل هذا البلد الذي تخرج منه كبار أقلام صحفية, يهوى إلى هكذا مرتبة ?.

لا..لا..أخوة العرب, مصر تستحق أحسن من كده , هل حكومة النظيف غير قادرة على تنظيف الطريق من قوانين جائرة لتعيد مصر الصحافة, مصر الإعلام, إلى مكانها في الريادة ?, يليق بها و برجالاتها الذين تعلمنا عليهم تطويع القلم لخدمة الحقيقة و الله .

هذا كله يقع أمام مرآى و مسمع الجامعة العربية و هي لا تحرك ساكنا , إذن هذه جامعة التواطئ !?, و إلا ماذا يعني صمتها , هذه جامعة لا تمثل الشعب العربي ,بل نادي الحكام العرب لتمضية الوقت مع سفرائهم في الثرثرة أو دكان حلاقين لكل ما هو حرية الكلمة , في إجتماعات دائما طارئة , و لا يحق لهم تسمية أية مبادرة من مبادراتهم مبادرة عربية, كتلك التي شاهدناها في آخر آذار 2002 بين ظهرانينا , لنبدلها و يقع تسميتها مبادرة نادي الحلاقين العرب .لشغفهم بحلاقة حقوقنا من المنبت.

طالما رفعنا أيدينا إلى رب العزة, ليخلصنا من هؤلاء الذين همهم قطع لسان إخوانهم قبل قطع لسان العدو, و لكن هل رب العزة سيستمع إلى ندائنا ? هذا مشكوك فيه , لأننا نعامل بعضنا و بلادنا بقساوة و عداء مستحكم و الله.

الرأي العام يتسائل و هو محق في تساؤله , هل هناك من سامي موظفي الجامعة العربية من رفع تقريرا إلى الأمين العام عن إنتهاكات أعضائها و على رأسهم أريتريا ?

إذا كان الرئيس الأريتيري يخشى صحافييه و صحافته فهو رئيس خائف, و الخائف لم و لن يكون مبدعا, و شعب يفتقر إلى رئيس مبدع , حكم عليه بالتناحر و تعويق العقل, و المدخل لأي تدخل إجنبي و إستعمار جديد .

الجرح مفتوح في جسم الصحافة العربية , علينا مداواته بتنشيط المضادات, مثل تقريرمراسلين بدون حدود , و كل من يخط كلمة أو رأي لشد إزر رجالات الصحافة في مواجهة الأخطار يتمتع بحس مدني راقي .هل العشرة الأوائل في قائمة Top ten في إحترام حقوق الصحافيين أحسن منا و هم على التوالي.إيسلاندا, النرويج, إستونيا, سلوفاكيا, بلجيكا, فنلاندا , السويد ,الدنمارك ,إيرلاندا, البرتغال ? طبعا لا , لأن الرأي هناك يستنير به الحاكم, و عندنا هو أداة جريمة و إثارة الفزع بين الناس !!

الآن نحن نواجه دورة التصفيات , هذا هو الردع العربي يا بلاش;

ليست هناك تعليقات: